الاثنين، 1 سبتمبر 2008

لماذا الانسان؟!!

!ما أكثر الأشياء التي تحيط بالإنسان ، هذه الأشياء تتمظهر على شكل مألوف ينسجم مع التفكير الإنساني للشخص العادي التفكير والسلوك وتسمى هذه الأشياء بالأشياء الطبيعية أحياناً تنبعث أشياء غريبة بدون علة منطقية ظاهرة وتسمى هذه الأشياء بالظواهر (Phenomenon) … هذه الأشياء لا يستطيع العقل إستيعابها من أول وهلة وتترك رد فعل ذو حدين ... عقل يرفضها ولا يألوا جهد أبداً في سبر غورها ، عقل يرفضها ويبحث عن أسباب ظهورها لعلاجها واستئصالها إذا كانت الظاهرة قبيحة وهذا في حقل الظواهر الإجتماعية والبيئية ، أما إذا كانت الظاهرة طبيعية فيزيائية أو كيميائية أو احيائية … فلا بد أن يتقصى العقل أسلوب المنهج والبحث العلمي في دراسة الظاهرة وإعطاء إجابة علمية شافية لسبب حدوثها …ليس هناك فرق نوعي بين العلوم الطبيعية والعلوم الإجتماعية من حيث القوانين الخفية التي تربط الأشياء مع بعضها البعض من حيث أنه لكل معلول علة وقد نجد أن هناك محاولات مؤسسة من البعض لتغيب وعي الناس بربط الظواهر الإجتماعية .. كالفقر مثلاً بالغيب ويعطيها بعدا ميتافيزيقيا وذلك ناجم عن الجهل المريع الذي يعشعش في أصقاع البلاد العربية والإسلامية (الجهل هو الجنرال الذي هزم العرب والمسلمين).إن علم الظواهر (Phenomenology) لا بد أن يتمتع بأدوات البحث والتحليل والإستقراء العلمي للوصول إلى النتائج السليمة التي تستقيم مع العقل المتجرد من نوازع الهوى ودواعي الجبلة والغرض … إن أجلّ ما يمكن أن يقدمه هذا العلم في الوقت الراهن هو دراسة الظواهر السلوكية المدمرة التي يعاني منها الإنسان في زمن أضحى فيه العالم قرية صغيرة مزودة بكل وسائط ووسائل الإتصال ، إن العلوم في مجملها قادمة لتصب في موضع واحد هو النفس الإنسانية وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبرحيث أن الإنسان في حد ذاته يشكل ظاهرة غريبة ومزعجة لكل الكائنات الحية في الأرض وذلك لميوله العدوانية الناجمة لتعرضه لمؤثرات مختلفة متباينة تؤثر عليه سلباً وإيجاباً خلال مشواره الطويل القصير في الحياة .. أنا كان مجتمعه أو بيئته ..البشر يعملون على افساد البيئة وتلويثها وعلى مسخ فطرة الحيوان بهدف الإستفادة القصوى من العائد المادي وذلك للتفكير الرأسمالي النفعي ويمكننا أن نضرب مثلاً بشعاً لذلك وهو استغلال الحيوانات في الأفلام الإباحية ومثال آخر أقل بشاعة إطعام الأبقار اللحوم كما حدث في بريطانيا "جنون البقر" … وبذلك تقوقع الإنسان في الدرك الأسفل من سلم الكائنات الحية وأصبح كالأنعام أو أضل سبيلا … البشر يصنعون آلة الحرب ويهلكون الحرث والنسل من أجل علل وطموحات ذاتية مريضة ونزعات عرقيه إستعلائية ما أنزل الله بها من سلطان …ويبقى السؤال الحائر كيف تكون البداية ؟! من أجل تقويم النفس البشرية ووضعها على جادة الطريق … "والمهم أولاً وأخراً ، ليس أن نجد حلاً ما لمشكلة الإنسان ونعيد صياغة الإنسان بطريقة مصطنعة لتقبل هذا الحل .. وذلك لأن كل الحلول إنما تستمد قيمتها من قيمة الإنسان وينبغي لها أن تكون على صورته ، لا أن يكون هو على صورتها .. فالإشتراكية والليبرالية نشأتا من أجل الإنسان وليس الإنسان هو الذي خلق من أجل التجارب للإشتراكية والليبرالية . وهذا الكائن المقدس الذي هو الإنسان يستحق بالضرورة كل الجهد الذي بذله من أجله .. أوَليس بالخير الملاك النائم في أعماقه هو الذي نريد له أن يستيقظ ليعمر الأرض بالخير والمسرة والهناء؟! . ثم أليس في الدنيا ألف باب من أبواب الشقاء للإنسان ؟ وهل ينبغي أن نضيف إلى الموت عصرة القبر بتجارب غير مسؤولة نهبها هي القداسة … بدلاً من الإنسان ؟" *ما من مجتمع يستطيع أن يعيش من غير مثل أعلى ، يستلهمه في حياته ، ومن دون معرفة واضحة للمبادئ التي تواجه تنظيمه ، فالعهود الكبيرة للحضارة والمدنية هي تلك التي يجتمع فيها هذان الشرطان …العقل العربي أكثر من أي عقل آخر يحس هذه الحاجة إلى الفهم … إن مواطنينا يريدون أن يعرفوا نوع المبادئ التي يحكمون بموجبها وأي مستقبل يتجهون إليه في النظام العالمي الجديد
.7 / 8 / 1998م - صنعاء

ليست هناك تعليقات: