الخميس، 23 أبريل 2009

رسائل زرقاء

لقطة كبيرة fall screen .
الزمن : صباح
طائرة تهبط في مطار موسكو – تنزلق الطائرة على المدرج ثم تتوقف وتتحرك نحوها عربة السلم ,حيث قامت بإلصاق السلم . ينفتح باب الطائرة ويبدا الركاب في النزول .
لقطة قربية على باب الطائرة : يخرج عدة اجانب ثم فوج من الطلبة السودانين تبدوا على وجوهم السعادة ومن ضمن الطلاب كان خالد شاب حيوي موفور الصحة متوسط القامة يبدو عليه المرح الشديد , اما حسن فقد كان اخر من نزل وهو طويل القامة نحيف تنبعث من عينيه نظرة حزينة ويبدو عليه الوجوم .
يتجه الفوج نحو الصالة حيث يقومون بالاجراءات اللازمة ويخرج الطلاب وعددهم 12 طالب الى موقف العربات حيث تقف حافلة لنقلهم الى الداخلية , كان السائق متكئ على عربة ( سوفتي ) فحيوه وأندفعوا الى الداخل ويجلس كل منهم في مقعد وكالعادة حسن كان اخر من ركب ,اتجه الى مؤخرة الحافلة ووضع حقيبته على رف وسحب من احد جيوبها مجلة وجلس وهو يتصفح المجلة بعدم اكتراث . وفي هذه الاثناء يكون السائق قد ادار محركات الحافلة وبدات في طريقها الى الخارج وهنا يندفع خالد من مكانه ويتجه نحو مقدمة الحافلة ويستدير ليواجه زملائه ثم يصيح بصوت جهوري (( نشيد اكتوبر السلام السوداني ))
كان جميع ركاب الحافة في سعادة غامرة حتى السائق ماعدا حسن الذي كان يبدوا عليه الانهماك في المجلة تارة وينظر من نافذة الباص تارة اخرى , ينتبه خالد لصمت حسن وشروده فتخف حماسته ويتحرك نحو مؤخرة الباص . يمد خالد يده الى الرف وبطريقة متعمدة يرمي شطنة حسن فوق راس حسن , ينتبه حسن فيناوله الشنطة ليعيدها الى مكانها , لكن خالد يعيد الكرة ويرميها على حسن مرة اخرى . وهنا يتوتر حسن وينظر اليه شذرا ويتبادلا نظرة عدائية طويلة . يجلس خالد بجوار حسن بعنف ويغمض عينيه والحافلة لا زالت تشق طريقها .

لقطة خارجية .........
الحافلة تقف امام مبنى من طابقين له سور منخفض وبوابه حديدية وامامه حديقة فخمة , ينزل الطلاب ويتجهوا نحو المدخل الجميل وسط تغريد الطيور وبعد مسيرة في الممر يدخل الطلاب قاعة الاستقبال الفخمة فيها أرائك مثيرة واضاءة قوية ومتب خالي بجوار السلالم , يجلس الطلاب في إعياء على الارائك . يفتح باب جانبي ويدخل المشرف السوفيتي ويحي الطلاب بلغة عربية مكسرة ثم يجلس خلف المكتب ويخرج بعض الاوراق من احد الادراج ويبدا في اذاعة الاسماء :
- محمد الحسن وعمر عبد الله
يقف طالبان ويتحركان نحوه ويعطيهم مفتاح قائلا: الحجرة رقم (1) . يصعد الطالبان السلم .
- عثمان حسن و عبد الرؤوف علي .
يتجه نحوه طالبان ويعطيهم مفتاح حجرة رقم (3) . يصعد الطالبان السلم .
- حسن احمد وخالد ابراهيم
ينهض خالد وحسن ويبدو عليهما الارتباك وينظر كل منهما الى الاخر ويتجها الى المشرف . حجرة رقم (5)
يمد خالد يده ويخطف المفتاح في تحدي بينما يتحرك حسن خلفه ويصعدا السلم . بينما يستمر المشرف :
نجم الدين الزين ومحسن عبد الله حجرة رقم (7).

المكان : الحجرة رقم (5)
الزمان : نهار
ابعادها 3×2 بها سريران منفصلان ومتوازيان وبها دولابين في كل ركن , توجد منضدة في جهة الشباك الذي يفتح على الحديقة حيث يمكن رؤية شارع الاسفلت من خلال الزجاج .
يدخل خالد وحسن الحجرة ويديران نفسيهما ثم يضع كل منهما حقيبته في سرير ويبدا في اخراج محتوياتها مديرين ظهرهما الى بعض .
يخرج خالد صورة كبيرة ويعلقها على مسمار في الحائط بينما كانت ملابسه الثمينة منتشرة على الفراش . يفتح الدولاب وينقل ملابسه بعناية .
كان خالد بين الفينة والفينة ينظر خلسة الى حسن الذي اخرج كمية متواضعة من الملابس وكتب كثيرة .
يخرج حسن جلابية وينزع قميصه ويشرع في ارتداء الجلابية ثم ينزع بنطلون اخيراً , بينما خالد ينزع ملابسه دون حياء ثم يرتدي البيجامة كل هذا مازال يدير ظهر الى الاخر أخيراً يستدير حسن ويجلس على سريره ويوجه نظرة عابرة الى جهة خالد فتسر الصورة على الحائط بصره (( صورة لامرة متوسطة العمر بجوارها طفلة ذات العامين )) يستلقي حسن ويستغرق في نوم عميق . يستدير خالد ويجلس على السرير ويحملق لحظات ثم ينهض ويحضر ورقة وقلماً من دولابه ويجلس ليسطر رسالة......... أظلام





الوقت : السابعة مساءً
يستيقظ حسن ويجلس وينظر الى سرير خالد فيجده خالياً وفي نفس اللحظة ينفتح الباب ويندفع خالد الى داخل الحجرة :
خالد: مساء الخير يا حسن
حسن: أهلا وسهلاً
خالد: تصدق يا حسن مسيت الى البوسته بتاعة البلد دي سما ارض مالقيتها الا بعد تعب و يجلس على سريره .
(( ينظر حسن الى خالد في عدم اكتراث ))
خالد: اصلوا انا كنت كتبت جواب للوالدة ( ينظر الى الصورة ) عشان اطمنها على وصولي وكلمتها عنك .
حسن : عني انا
خالد: ايوه قلت ليها ساكن معاي واحد اسمه حسن الحقيقة نحن لسع ما اتعارفنا ... , انا من الخرطوم ابوي كان مدير بنك الخرطوم لكنه توفي ورحلنا انا وامي واختي الصغيرة هناء الى المزرعة في الباقير . تصور امي ما كانت عايزاني اجي هنا إطلاقاً لكنها وافقت اخيرا على شرط ارسل ليها جواب يومي .
(يرتبك خالد ويصمت فيقول في انزعاج )
خالد: اوع اكون قعد اضايقك بكلامي الكثير ده !!
حسن : لا بالعكس انا بحب الناس الصريحين جداُ
( يقول حسن ذلك وينهض ويفتح دولابه ويخرج فرشاه اسنان ومعجون ويستدير خارجاً بينما يكون خالد مستلقيا في سريره وهو سارخ يحملق في السقف وفي فمه ابتسامة عريضة ) اظلام

الوقت : صباح
اصوات طيور في الحديقة يتحرك الطلاب في الممر وينزلون السلم الى الطابق الارضي ويظهر حسن وخالد وهما يتحدثان , كان المتحدث هو خالد بحيوية شديدة وحسن يستمع مبتسما .
لقطة خارجية للحديقة , يخرج الطلاب من الباب الحديدي الى الخارج ويركبون الحافلة وتتحرك الحافلة .
لقطة خارجية: للحافلة وهي تبتعد في الطريق مع صياح الطلاب بنشيد العلم ( اظلام )

لقطة كبيرة full screen لمباني الجامعة – اعداد من الطلاب تتحرك في مجموعات من مختلف الجنسيات , يدخل الطلاب السوادنين ويفترقون بحثاً غن كليلتهم .
يتحرك خالد وحسن نحو طالبتين عربيتين ويستفسرا عن مكان كلية الهندسة فيتحرك الاربعة نحو مبنى بعيد وهم يتحاورون وخالد بأنفعالاته الشديدة والفتاتان تضحكان.

تظهر مفكرة الايام , وتتساقط اوراقهما دلالة على مرور الايام .

الوقت : عصر , اضاءة شاحبة يغلب عليها اللون الاحمر تتسرب من النافذة .
حسن راقد في سريره يقرا احدى المجلات السوفيتية , يفتح الباب ويندفع خالد في يده رسالة
خالد: جواب من البيت يابو الحسن (( يجلس في سريره ويبدا في فض الرسالة بينما يستوي جالسا ويضع المجلة جانباً .
حسن : يا سلام الواحد مشتاق لاخبار السودان بشكل ...... اقرا سريع
الابن العزيز / خالد
تحية من قلب الام المشتاق وبعد وصلتنا رسالتك وما تتصور فرحتنا كانت قدر شنو ولو سالت عن اختك هناء كبرت وبتسال منك طوالي وهي طوالي بتلعب في مرجيحتك في الجنينة في الصباح ومحاسن بت خالتك ما مقصره معانا , جات وقعدت معانا وبتساعدني في نظافة البيت وكتابة الخطابات لك ونسيت لقول ليك اولاً المدرسة كانت عاملة مظاهرة لانه في ازمة رغيف وجاء كومر البوليس من الخرطوم واستعمل معاهم الغاز المسل للدموع وفي ناس اتكسرت وامس لما مشيت بكتب البوسته لقيت اخبار هناك تقول انه في مظاهرات في الخرطوم ... غايتوا ياولدي الله يحفظنا ساكت والى هنا اقول ليك مع السلامة وتقبل سلام الجميع وسلم على حسن
الجواب من امك فاطمة

المنظر المرافق للخطاب :يقرا الخطاب بصوت ام خالد بتأني .

الوقت: صباح
لقطة خارجية لمنزل خالد , طفلة على المرجيحة وخلفها شابة جميلة ( محاسن ) ينفتح باب المنزل وتخرج الوالدة وفي يدها مقطف وتتحرك في الممر المعشوشب وتفتح البوابة الخارجية وتخرج الى الطريق , صوت هتافات بعيدة وضجة – طالب ثانوي يندفع في الطريق متجها نحو فاطمة وملابسه ممزقة – توقفه فاطمة
فاطمة : مالك ياولدي بسم الله في شنو
الطالب: ياوالدة ( متقطع الانفاس ) البوليس ضرب الطلبة في مظاهرة في المدرسة .
فاطمة : ليه ياولدي
الطالب: رغيف ما في ياوالدة ........ عن إذنك (( وينطلق هاربا لايلوي على شي )) تهز فاطمة راسها في اسى وتواصل سيرها .


يافطة مكتوب البوسته القديمة ...... رجلان يتحدثان بصوت مرتفع
- والله قالوا في مظاهرات شديدة في الخرطوم
- اوع يكون وات زول
- لحدت حسع يمكن تكونوا الماتوا ثلاثة
( تمر فاطمة جوارهما وهي تسمع , تتوقف قليلاً ثم تدخل الى المكتب )

تتموج الصورة تدريجاً ويظهر خالد ممسكا بالرسالة وهو متكىء في سريره وحسن يتابع في اهتمام بالغ , يطوي خالد الخطاب قائلاً :
خالد: يبدو انو الاوضاع في السودان سيئة جداً
حسن : دي اسوا حكومة تجيء السودان منذ ناس تهراقا
خالد: دي حكومة البيصحي بدري يمسك الحكم
حسن : وحل الحكمومة لمشاكل الناس زي حل لبصيرة أم احمد
خالد: البصيرة ام احمد ؟ دي منو ؟
حسن: ما سمعت بيها ؟ دي قالوا مرة كانت عاملة فيها حكيمة القرية , ومرة جابوا ليها عجل مدخل راسه في زير وقالوا ليها دايزنك تحلي لينا المشكلة دي . قامت قالت ليهم اضبحوا العجل واكسروا الزير وذهبت .
مثلا: ( يضحكا بشدة )
حسن: والله حكاية ..., بالمناسبة الليلة عندي تمرين دوري الكليات قرب – تمشي معاي ؟
خالد: طوالي ما عندي مانع .
ينهضا ويتحرك خالد نحو دولابه ويبدا في ارتداء الملابس الرياضية ويلبس حسن ثم يخرجا بعد ان يطفا النور ويغلقان باب الحجرة أظلام .
المنظر: ميدان كرة منجل بعض الطلاب يجلسون على المشاطب بينما يكون التمرين في قمته يلعب الطالب في مركز الجناح كرة يمينية لخالد , يندفع خالد بين لاعبين من الخصم ويتعثر ثم يسقط (( بالسرعة البطيئة )) ويتلوى في الم , يندفع حسن من المساطب ويقترب منه ويزيح جموع اللاعبين ويساعده على الوقوف ويتحامل خالد خارجاً وهو يعرج برجل واحدة .
حسن: اوع يكون اتعوقت يازول ؟
خالد: يالله – رجلي تحت بتالمني جداً ....
حسن : يازول شد حيلك – التواء بسيط – ماتفضحنا امام الروس
يخرجا اخيرا من الميدان ويستانف التمرين بينما هما يبتعدان تدريجيا - اظلام

المنظر : اضاءة خافته داخل الحجرة يفتح الباب , يمد حسن يده الى زر النور بجوار الباب ويضاء النور وخالد لازال ممسكا بكتف حسن , يجُلس حسن خالد على سريره ويساعده في ارتداء بيجامته ويستوي خالد راقداً في انهيار تام .
حسن: اديك حبوب منومة عشان تقدر تنوم؟
خالد في الم بالغ : لا ابداً انا الحبوب دي ماجربتها .
حسن : طيب اطفي ليك النور الرئيسي لانه مزعج ؟
خالد : ما بطال .
يتحرك حسن ويضئي الاباجورة على المنضدة ثم يتحرك نحو زر الباب ويطفى النور , ويتجه نحو الدولاب ويغير ملابسه .
حسن: كيف حسع يازول ..... تمام ؟
خالد: خلاص الالم خف شوية – انعل ابو الكورة داتو , فترة صمت (( يرقد حسن ويقرا في كتاب ويبدو عليه الشرود ))
يلتفت خالد وينظر الى حسن نظرة جانبية فيجده يحملق في الكتاب بعينين دامعتين .
خالد: ان داير اسلك ياحسن ومعذره للتطفل بتاعي ده لكن اصلوا ما سمعتك بتتكلم عن ناس بيتكم
يباغت حسن ويسدير نحو خالد.
حسن: ياعزيزي الحديث ذو شجون
خالد: ياسلام , انا متاسف جداً , اوع اكون اثرت اشجانك .
حسن : ابداً ابداً , هو احيانا الكلام بينفس الزول – الواحد ما عارف يبدا ليك من وين , المهم .
يبدا حسن في سرد قصته عبر فلاش باك طويل :
(( انا من ناس عطيرة , امي كانت مرة طيبة من الشمالية , اتزوجها ابوي وهو شغال في السكة الحديد . وزي ما نت عارف المعايش جبارة – عشان كده ابوي كان بيسكر ال24 ساعة ويجي دائما نص الليل وهو يسب ويشخط ويلعن الحكومة ولاي شي ويحطم اي حاحة تلاقيه. كانت امي بتنتظره لحدت ما يجي ولتساعده في تغير هدومه وترقده في السرير وتنوم بعد داك . وفي احدى المرات ابوي جاء نص الليل وسكران كالعادة وفتح باب الحوش وانا كنت صغير لمن سمعت صرخة امي , فتحت باب غرفتي وبقين اعاين بشق الباب الموارب وشفت امي ممددة على الارض ويبدو انو ابوي دفرها ووقعت وضربت راسها بعنفريب و اجهضت لانها كانت حامل , وفي الصباح عرفت انها ماتت . قضاء وقدر ودفناها ورجعنا البيت انا وابوي وما مر شهر بس حتى جاب ابوي مرة منحرفة من نساء الدعارة في البيت ويبدوا انه تزوجها ولمحتني المرة قاعد في ركن بعيد وكشرت لي وشها وقالت لابوي : يانا يالولد ده في البيت ده غايتو . المهم الصباح لبست هدومي وساقني ابوي الى الاصلاحية وهناك اصطدمت بالحياة لاول مرة كنت افارق فيها البيت , المهم اداني ابوي قريشات كده وودعني ومن ديك ماشفته و لاجاني . المهم الزمن مشي والواحد كبر وكنت متفوق جداً في النجارة وفي الدراسة الاكاديمية بالاصلاحية .
كانت هناك منح تجي لطالبين فقط للاتحاد السوفتي والمانيا واهو ربك كريم سهلها علي وسافرت بعد خليت رسالة لابوي عند مدير الاصلاحية . مش دي ماساة بالله ؟
خالد: دي قصة عجيبة جداً . ماساة بحق و لايهمك دي بتحصل في ارقى العائلات .
حسن : طيب ياخالد بعد ده اخليك تنون تصبح على خير
خالد: وانت من اهله اظلام .

المشاهد المصاحبة لهذا الفلاش باك .
الوقت : ليل
(( منزل فقير يفتح باب الشارع ويدخل فيه رجل يترنح وهو يزعق ويسب ويسخط , تنهض امراة من عنقريب منزوى في الحوش وتتجه نحوه وفي تلك اللحظة يكون هناك باب موارب – تطل منه عينا طفل مذعورتين – اضاءة خافته تنبعث من داخل الحجرة التي بها الصبي .
تقترب المراة من الرجل المترنح فيدفعها بغلطة فتسقط على الار ض ويصطدم راسها برجل العنقريب وتمهد حركتها وينظر اليها الرجل بعينين رائعيتين ويتجه مترنحا نحو سريره في اتجاه الحجرة التي بها الغلام .
فيغلق الباب الموارب بحذر ويقع على نطنه في السرير ويرتفع غطيطه اظلام .

الصباح . تابع للفلاش باك .
مقابر , مجموعة من الرجال في جلابيب بيضاء يتفرقون بعد الانتهاء من الدفن , يقود الاب ابنه من يده ويبتعدا مع افواج المعزين , يلتفت الصبي وينظر الى قبر امه بعين دامعة ثم يسدير مبتعدا مع ابوه أظلام




البيت مساءً تابع للفلاش باك
يدخل الرجل السكير ومعه المراة الفاجرة وهي تضحك في خلاعة وتقع عينها على الصبي الذي يجلس منزويا في احد الاركان فيتغير وجهها وتلتفت الى الاب .
المراة : اسمع يازول يا انا يا الولد ده
الاب: ياولية اصبري شوية بكرة بنطيره ليك صبحت الله بخيرها
المراة : وديه الاصلاحية والا اي محل خليه يتعلم ليه صنعة
الاب: اوديه جهنم ذاتها , حسع خلينا في المهم .
(( يسحبها من يدها الى احدى الغرف ويغلق الباب خلفه , وتسمع ضحكاتها الخليعة من الداخل ووجه الصبي قد بدا عليه الاكتئاب الشديد ............. اظلام

الصباح تابع للفلاش باك
محطة بص في شارع اسفلت , الاب والابن واقفين في المحطة , الابن يحمل صرة تحت ابطه يقترب بص يركب الاب والابن – يتحرك البص ثم يتوقف بعد فترة وينزلا.
يافطة كبيرة كتب عليها دار تربية الفتيان مباني بيضاء متناثرة لها اسوار من السلك الشائك – اولاد من مختلف الاعمار يتدافعون في كل الاتجاهات مع سماع صوت صفارة متقطع . يجلس الاب والابن في كنبه في برندة امام مكتب الضباط . يرن الجرس فيدخل الاب والابن ...
يخرج الضابط اوراق يمضي عليها الاب ويستدير خارجاً ونظرات الابن عليه بعيون دامعة .
ينظر الضابط الى الابن في ود وينادي جندي الباب :
الضابط: سوق الولد ده وريه محل سريره
ياخذ الجندي يد حسن ويخرجا ويقطعا الفناء واخيراً يدخلا عنبر طويلاً وضعت فيه السرائر في شكل صفين متوازين , ينهض بعض الاطفال ويتاملون الزائر الجديد في فضول . يقود الجندي حسن ويشير له الى سرير خالي :
الجندي : يا هو ده محلك ابقي ولد فالح
يبتعد الضابط ويجلس حسن في وجوم واخيرا ينكفي على وجهه ويستسلم للبكاء اظلام

تابع الفلاش باك صباح
فناء الاصلاحية – التمرين الصباحي يرتدي كل الاطفال بناطيل وفنايل بيضاء وهم يأدون في الحركات الرياضية مع صوت الصفارة .
تتجه الكاميرة الى حسن وطارق الذي يقف في مؤخرة الصف الاول وقد ابتل جسده بالعرق .
تتطوى الصورة ( roll ) , نفس التمرين لكن يكون حسن قد اصبح رجلاً , لحظات ويصفر المدرب معلنا نهاية التمرين , يتجه حسن نحو ملابسه ويشرع في اللبس ويتجه مع جموع الطلاب الى بورد معلق ليرى نتيجته . هنا يرى اسمه في منح الاتحاد السوفيتي فيصبح فرحا ويلتف حوله اصدقاؤه يهنئوه ويبتعد حسن وطارق اظلام

مكتب الضابط الصباح
حسن امام الضابط يحمل حقيبة السفر ويسلمه الضابط نقوداً واوراقاً ويودعه ويخرج حسن , وفي الفناء عند الباب الخارجي يلتقي برجل يقود صبي صغير يحمل تحت ابطه لفة ملابس – تلتقى النظرات حسن والاب ثم الابن واخيراً ينسل خارجاً , يقف في محطة البص فيركب حسن ويبتعد البص ............................................... انتهى الفلاش باك




الحجرة (5) الصباح
ينهض حسن وينظر الى خالد النائم , ياخذ المنشفة وفرشاة الاسنان ويخرج لحظات ثم يعود , يرتدي ملابسه ويخرج ويغلق الباب خلفه .
يندفع حسن في الفناء ثم يركب الحافلة التي تبتعد لحظات ويصل الجامعة , ينزل حسن ويدخل من باب الجامعة فيلتقي بالفتاتين فتحيانه
الفاتتين : صباح الخير يا حسن
حسن: صباح النور
الفاتتين: كيف لخبار خالد ؟
حسن: والله خليته نايم , احسن يرتاح سدته وخاصة انه الليلة الشغل كثير
يدور هذا الحوار وتلاثهم متجهين نحو المعمل . حسن منهمك في العمل , يقترب بعض الطلاب ويستفسرون عن صحة خالد , ينظر حسن الى ساعة المعمل ويجدها تقترب من الرابعة , يخرج حسن والفتاتين الى بوفية الكلية فيشتري حسن ليمون ويشربون في صمت , واخيراً ينهض حسن ويودع الفتاتين ويتجه نحو باب الجامعة ويركب مع طلاب الحافلة التي تشير بهم الى الداخلية , يندفع خالد اولاً يتخطى الباب ثم الفناء ثم يدخل البهو ويركض على السلالم واخيرا يدفع باب الحجرة وينظر الى سرير خالد غيجده خالياً ويلاحظ مجود ورقة على السرير يرفعها ويقرا.
الاخ العزيز / حسن
ذهبت الى البوسته
اخوك / خالد

يلقي حسن الورقة ويتجه نحو دولابه ويحمل المنشفة ويخرج وهو يصفر نحو الحمام في مؤخرة الطابق , يدخل الحمام ويسمع صوت الدش ثم يخرج ويعود الحجرة , يعلق المنشفة على المشجب
يحمل مراة ومشطاً ويتجه نحو الشباك وينظر من خلال النافذة , تطل الكاميرة من النافذة وتلمح خالد في الجانب المقابل من الطريق وهو يمشي في عرج ظاهر – ينظر خالد الى حسن فيلوح له بخطاب في يده وفي فمه ابتسامة عريضة , يقطع خالد الشارع , تركز الكاميرة على وجه حسن , صوت فرامل عربة وارتطام جسم . تقع المرآة من حسن ويندفع خارجاً مع جموع الطلاب , ينزل حسن السلم ويخرج , يشق حسن جموع الناس المحتشدة ويركع بجوار الجسد المسجى على الارض , ينظر خالد الى حسن بعيون ذابلة ويده متلتصقة على الرسالة فينزعها حسن من بين اصابعه , يُسمع صوت عربات الاسفاف , ياتي رجىن في ملابس بيضاء ويحملا خالد في نقالة وحسن يسير بجواره ويدخل معه عربة الاسعاف وتنطلق العربات نحو المستشفى وينزل حسن ويحمل الرجلان النقالة ويدخلا فوراً بخالد غرفة العمليات , وعند الباب ينزع حسن يده من اصابع خالد بصعوبة ويجلس على مقعد خارج الغرفة ويجهش بالبكاء واضعاً راسه بين يديه , لحظات ويخرج خالد ملفوفاً بالضمادات ويسير في ممر طويل واخيراً يفتح باب حجرة ويدخل خالد ويرقدوه في سريره ويجلس حسن في كرسي بجواره .
(( يفتح الباب وتدخل الفتاتان تحملان الزهور وتقتربان من السرير , ينظر اليهما خالد فيبتسم ابتسامة واهنة وتسدير أحدى الفتاتان نحو حسن قائلة :
الفتاة : انت حتقعد هنا ؟
حسن: ايوه طبعاً ما في طريقة غير كده
الفتاة : خلاص نحن بكرة حناخذ ليكم الاذان من الجامعة
حسن: بس انا عايز منكم خدمة بسيطة .
الفتاة : نحن تحت أمرك.
حسن: لو لاقيتوا اي طالب سوداني هناك خلو يخطر السفارة السودانية بعنوان المستشفى ده .
الفتاة : حاضر طيب مع السلامة .
تخرج الفتاتان وتغلقان الباب برفق خلفهما وتدخل ممرضة وتطعن خالد حقنة يروح بعدها في سبات عميق بينما حسن على الكرسي بجواره أظلام

الزمن :الصباح
المكان : في حجرة المستشفى ضوء الشمس يدخل من الشبك ويسقط على وجه حسن النائم فيفتح عينيه ويقترب من خالد .
يسير في الممر ثم الى الخارج ثم يتخطى عدة شوارع للجامعة يدخل حسن قاعة المحاضرات ويبدوا عليه السرحان الشديد طيلة المحاضرة , وبهد انتهاء المحاضرة يخرج حسن من مباني الجامعة ويوقف عربة اجرة ويستقلها الى المستشفى , هناك ينزل من التاكسي ويندفع في الممر فتوقفه الممرضة وتخبره بان خالد قد مات !!!!!!
وهو الآن بالمشرحة , ويشير بيدها على اتجاه المشرحة ويستدير حسن بعنف ويتحرك في اتجاه المشرحة ويدفع الباب ويدخل .
يقف اربعة رجال سودانيون والطبيب السوفيتي عن كثب ويلتفتوا جميعهم لحظة دخول حسم الذي يجري نحو الجسد المغطى بالملاءة البيضاء وينكفي عليه ويبكي بحرقة ويقترب احد السودانين ويربت على كتف حسن :
- الصبر ياابني انا لله وانا اليه راجعون
- شد حليك ياابني
- انا عايزك لحاجة مهمة .
يلتفت حسن الى المسئول بعين دامعة :
طبعا المرحوم كان صاحبك وساكن معاك , دايرك بكرة تجيب لي اوراقه وعايزك كمان تختم شهادة الوفاة في الجامعة ( يخرج المسئول ورقة ويسلمها الى حسن ويهز حسن راسة علامة الموافقة )).
يبتعد المسئول مع بقية الرجال ويخرج الجميع ويلقي حسن نظرة اخيرة الى جسد صديقه ثم ينهض ويبتعد نو الباب ثم الممر ثم الطريق .......... في الشارع يركب المسئولين عربة السفارة وتبتعد العربة ويسير حسن في الطريق متعبا ويديه في جيوبه واشعة الشمس الضاربة تلقي طلال على وجه حسن الحزين .

فلاش باك متقطع لذكريات حسن مع خالد
الفلاش باك الاول :
حسن في الحمام يغني وملابسه معلقة على باب الحمام يظهر خالد في الممر
خالد: حسن حسن وين انت ؟
حسن ايوه انا هنا
يقترب خالد من الحمام ويسحب الملابس ويجري بها خارجاً وهو يضحك وسط صياح حسن الغاضب واخيراً يستسلم حسن ويعقد يديه على صورة ................... اظلام – انتهى الفلاش باك الاول نعود الى حسن وهو لايزال يسير في الطريق .

الفلاش باك الثاني :
حسن وخالد والفتاتان في احدى المكتبات في السوق سيدة مسنة تقف بالقرب منهم مديرة لهم ظهرها منهمكة في تفحص بعض الكتب , ينظر خالد الى الفتاتان نظرة ذات مغزى , تبتعد الفتاتان وحسن منهمك في تقليب بعض المجلات وهو لا يشعر بهم , يتحرك خالد مبتعدا وفي فمه ابتسامة خبيثة وفي نفس اللحظة تلتف السيدة المسنة ويحده وفي عينيها نظرة استنكار ينتبه حسن ويلتفت فتلقى نظرائه بنظرة المراة , تصفعه المراة وتبتعد وهي تمهره بكلام غير مفهوم , يباغت حسن وينظر الى خالد وهو يقف بين الفتاتين وقد اغرق ثلاثتهم في الضحك يبتسم حسن أظلام .

يصل حسن باب الداخلية ويجتاز الباب في تغافل , يفتح باب الحجرة ثم يضي النور ويتجه نحو كرسي المكتب ويرنحى عليه ويوجه نظرة نحو سرير خالد الخالي ثم ينسحب ببصره نحو الحائط حيث الصورة , ويركز بصره على الصورة ويتخيل انه يقف امام منزل خالد , ينزل السائق يطرق الباب تفتح ام خالد يتحدث معها السائق ويناولها المظروف فتنهار على الارض فيساعدها السائق ويسحبها الى الداخل ويجلسها على احدى الارائك .
فلاش باك اخر حسن ينزع الرسالة من بين اصابع خالد المتخلصة
يدخل حسن يده في جيبه ويخرج الرسالة ويفتحها ويقرا
الابن العزيز / خالد
تحية طيبة وبعد

طبعاً الاجازة قربت ونحن هنا في احر الانتظار واختك بتسال منك طوالي ومحاسن طبعاً شايلة همي كله الله يبارك فيها قلت لي حتجيب صاحبك حسن معاك نحن على الرحب والسعة وأخيرا اقول ليك مع السلامة

امك المشتاقة / فاطمة

يغلق حسن الرسالة وينظر الى الصورة ويتخيل منظر اخر , عربة الموتى تقف امام منزلها وينزل السائق ويطرق الباب ويفتح ابو حسن الباب وزوجة ابيه تراقب المشهد من خلفه . يعطي السائق ابو حسن الرسالة فيقرائها بعين دامعة , ابو حسن في المقابر ومعه زوجة ابيه وعدد من المعزين .
ينهض حسن ويضي النور الرئيسي ويتجه نحو دولاب خالد ياخذ المفتاح من راس الدولاب ويفتح الدولاب , يزيح حسن الملابس الفخمة من احدى الارفف ويسحب حقيبة جلدية من تحتها , يحمل حسن الحقيبة ويضعها على المكتب . ثم يتجه عند دولابه , يفتحه ويخرج منه اوراقه الرسمية , ويعدد ليجلس الكرسي امام المكتب , يفتح حسن حقيبة خالد ويخرج منها جواز السفر ويشرع في استبدال الصور ن الجدران وشهادة الوفاة التي اعطاه اياها الرجل السئول في السفارة , واخير يدفع حسن الجوازني وينظر الى صورة خالد والى صورته وفي الاخير يجمع حسن الاوراق ويضعها في حقيبة خالد ويحمل اوراق خالد ويضعها في دولابه ويغلق الدولاب ثم يتجه نحو النور الرئيسي ويطفيه فتصبح الغرفة في ظلام ث ينكض على وجه في سريره بكامل ملابسه .

الزمان : صباح
المكان: مبنى السفارة السودانية من الخارج .
يتوقف بص ينزل منه حسن وفي يده حقيبة جلدية وقد ارتدى نظارة جيدة لتحجب بعض ملامحه يتحسس حسن نفسه ثم يدخل الى مبنى السفارة وفي الداخل يجد رجل يجلس خلف مكتب يتحدث معه حسن فيمد ويناوله الحقبية ويخبره بمحتوياتها ثم يستدير خارجاً






الزمان صباح
المكان : كافتيريا الجامعة
المنظر: حسن جالس في احدى الترابيز وهويكتب رسالة يطوي الرسالة ويضعها في مظروف ويكتب العنوان (( لقطة قريبة للعنوان ))
السودان
مزرعة ابراهيم عبد الحي
الباقير
ص ب 127
المرسل خالد ابراهيم

ينهض حسن ويتجه خارجاً وفي الطريق يلمح الفتاتان عن كثب فيجيبهما من البعد – يافطة مكتب البوسته – (( لقطة داخلية حسن امام أحدى الشبابيك يتحدث مع الرجل خلف القضبان .
حسن: في جوابين باسم خالد إبراهيم
رجل البوسته: نعم ( يرد العامل بطريقة آلية ويدخل يده في احدى الادراج بطريقة الية ويناوله رسالتين ويدوسهما في جبيه وفي الخارج يضع رسالته في صندوق البوستة .
حسن امام الداخلية يدخل حسن الى البهو وقيل ان يضع رجله على اول درجات السلم يسمع صوت عثمان زميلهم خلفه .
عثمان : حسن ! لو سمحت دقيقة
يستدير حسن ويلمح عثمان الذي كان يجلس على أحدى الأرائك وهو يتصفح جريدة ليضع عثمان الجريدة وينهض متجها عند حسن يصافح حسن صديقه عثمان قائلاً
حسن : أبدا يا عثمان في حاجة ؟
عثمان: أبدا بس في مسئول في السفارة جاء سال منك هنا
حسن بانزعاج شديد : مني أنا ليه .
عثمان: لا ما في عوجة بس كان عايز يشكرك على تفاوئك معاهم وقال انه جاءت برقية من السودان تقول ان الجثمان وصل وتم دفنه .
حسن : الحمد الله , مشكور جداً ياسيد عثمان تصور احسن خبر اسمعه في الاوانه الاخيرة (( يودع حسن عثمان ويستدير صاعداً السلالم )), حسن يجلس على المكتب في الحجرة (5) وهو يفتح الرسائل ويبدا في قراءة الرسالة الاولى .

الابن العزيز \ خالد
تحية طيبة وبعد
وصلتنا رسالتك الاخيرة وما تتصور فرحتنا كانت كيف لكن عندي ليك خبر مؤسف , تصور صاحبك محمد الي في جامعة الخرطوم داك مات في المظاهرات وجابو دفنه في القرية والدنيا كانت قايمة وما قعدت .

المنظر المصاحب للخطاب :
ساعات غروب رجال يدندنون لابسين جلابيب بيضاء في المقابر , كومة من نساء القرية يولوين في مقابر القرية عربة تلوح في الافق يقترب اللون , ينزل الرجال مع الجثمان , تنتهي مراسم الدفن بصلاة الجنازة , ويعود الرجال الى القرية واذان المغرب يتعالى ممزوج بعويل النساء .
واخيراً ياني اقول ليك مع السلامة
امك المشتاقة ابداً
يزيح حسن الرسالة ويضعها جانباً ويفتح الرسالة الثانية



الابن العزيز \ خالد
تحية طيبة
طبعا خلاص جانيا ونحن علامنا ما كمل لكن الشوق شديد وانت عارف هناء اختك طوالي في سيرتك , وهي زعلانه لانه المرجاحه بتاعها انقطعت ولمن صلحناها ليها , قالت ما عد تتمرجح فيها ثاني , اما عن اخبار السودان طبعاً مالية صحف العالم كله الوضع سئ جداً والجدع كل الناس غايتوا ربنا يرفع البلاء
اخيراً تقبل السلام امك المشتاقة
المنظر المرافق
المرجاحة مقطوعة وهناء تنظر اليها وهي تبكي , ينفتح باب المنزل وتخرج منه محاسن وتتجه نحو المرجاحة وتصلحها وتنادي هنا لتركب على المرجيحة تهز هناء راسها سلباً بعصبية وهي مازالت تبكي تترك محاسن المرجاحة و تتجه نحو هناء وتحملها وتتجه نحو المنزل وتدخل وتغلق الباب خلفها .
ينهض حسن ويحمل الرسالتين ويضعهما برفق في دولابه ويعود ليستلقي وهو يحملق في السقف

الزمن : صباح
المكان : الحجرة (5)
المنظر : حسن في كامل ملابسه يخرج ويغلق الحجرة .
لقطة خارجية (( حسن يدخل الحافلة التي تقف خارجاً وتتحرك الحافلة ))
لقطة اخرى (( لقطة مركبة الحافلة وهي سائرة مع نتيجة حائط تتساقط اوراقها دلالة على مرور الايام )).
تتوقف الحافلة وينزل منها الطلاب بملابس التخرج ويدخلون الى ساحة الاحتفال , حيث يجلس مدير الجامعة وعمداء الكليات على المنصة وتذاغ اسماء الطلاب ويذاع اسم حسن فيتقدم نحو المنصة ويستلم شهادته وقد طفرت الدموع من عينيه.
يافطة مكتب البريد , يدخل حسن ويستلم رسالة من الرجل خلف القضبان وينصرف خارجاً
حسن يقراء الرسالة وهو مستلقي بينما الامطار تهطل بغزارة من النافذة نص الرسالة .
الابن العزيز \خالد
تحية طيبة
طبعاً انتظرناك كثيراً ولم تحضر وقلت الولد ده الغيرو شنو , المهم ان شاء الله تكون اتخرجت بدرجة جميلة , اختك هناء كبرت وبقت عروس كبيرة وبتحب الموسيقى جداً وبعدين انك ما كلمتنا عن زيارتك للاوروبا في الاجازات . ارجوا ان تخبرنا بمواعيد عودتك والجميع هنا بخير
تقبل سلام الوالدة ومحاسن وهناء

الزمن : ليل
يطوي حسن الرسالة ويتجه نحو دولابه ويجهز حقائبه ثم يتجه نحو الصورة المعلقة على الجدار وينزعها برفق ويضعها في الحقيبة .
(( وفي تلك اللحظة يسمع صوت نفير الحافلة في الخارج فيهرع حسن وسط جوف من الطلبة خارجاً وتتحرك الحافلة ويلوح الطلاب للمشرف بأيديهم بينما لازالت الامطار تهطل بغزارة ))
لقطة داخلية :
الطلاب يجلسون في وجوم .


لقطة خارجية :
تدخل الحافلة ساحة المطار وينزل الطلاب ويدخلون الى صالة المسافرين وهناك جلس الطلاب على الارائك الوثيرة , يضع حسن حقائبه جوار عثمان ويتجول في الصالة حيث كانت هناك الآلآت الموسيقية للبيع خلف الزجاجية , ياتيه البائع فيشتري حسن جيتار صغير , وهنا يسمع صوت ميكروفون المطار يعلن على مواعيد الطائرة المتجهة الى الخرطوم قد حان فيعود حسن مسرعاً ويحمل حقيبته ويخرج الى حيث كانت تجثم الطائرة فيصعدوا اليها , ما هي الا لحظات وتتحرك الطائرة وتقلع الطائرة وتهبط في مطار الخرطوم صباحاً وينزل منها الركاب

لقطة بعيدة لبص يسير في شارع مدني .
لقطة داخلية :
حسن يجلس جوار النافذة ويبدوا عليه الشرود ويتخيل وهو يطرق باب منزل خالد وتقابله والدة خالد باستغراب ثم تدعوه للدخول فيخبرها بكل شي حصل على الارض .
يقطع تفكيره وصول البص الى المحطة ينزل حسن وسط نظرات القرويين الفضولية , يسير حسن ويتخطى كوبري مصنوع من اعجاز النخيل بينما يغتاظ اهل القرية حوله و يرمضونه في فضول يتوغل حسن في القرية فيلمح احد الصبية ويناديه :
حسن: بالله ياخوي تعال دقيقة .
يقترب منه الصبي في حذر
الصبي: ايوه
حسن : بتعرف بيت ابراهيم عبد السلام
الصبي : ده الولد في روسيا
حسن: ايوه هو بالضبط
الصبي : ايوه بعرفه , يسير الصبي الى بيت وسط ...........
الصبي: اهنداك
حسن: شكرا ليك
ثم يتركه حسن ويبتعد

المنظر : منزل خالد من الخارج
بيت مبني بالطوب له سور من الفنا تحيط به حديقة زايلة , باب الحديقة احدى مقطوعة زملقية على الارض يتخطى حسن باب الحديقة ثم يسير في الممر ويقترب من باب المنزل الداخلي ويطرق الباب وهو يلتفت في ارتباك .
لقطة جانبية :
امراة تمسح نافذة زجاجية من الداخل , تنظر من خلال الزجاج الى القادم , يختفي وجه المراة من النافذة ويسمع صوت خطوات من الداخل وينفتح الباب .
تطل طفلة صغيرة وتنظر الى القادم و ينهل وجهها وتصيح
الطفلة: خالد خالد ............. خالد جاء
وتسحبه من يده الى الداخل , ويستدير حسن ليغلق الباب وعندما يلتفت راجعاً تلتقي نظراته بنظرات امراة في مقتبل العمر ( محاسن) , تقف عند الدرج وهي تمسح يديها في الملاية اتي تنشفها , ويتبادلا نظرات مرتبكة , تشعر هناء بحراجة الموقف فتترك يد حسن وتندفع عند محاسن وتلتصق بها وتنظر الى حسن في ارتياب .
يضع حسن الجيتار على احدى الكراسي ويترك حقائبه عند الباب ثم يتجه الى النافذة وينظر من خلاله بعيدا حيث المرجحية المكسورة في الحديقة ثم يستدير قائلاًَ:
حسن : محاسن مش كده , الحقيقية الواحد ما عارف يبدا ليك من وين والا يقول ليك شنو .
تزيح محاسن هناء بعيداً حيث تذهب هناء لتداعب الجيتار الملقى على احدى الكراسي وتنظر الى حسن قائلة :
محاسن : اتفضل اقعد
يتحرك حسن من قرب النافذة ويجلس بينما تجلس محاسن قبالته
محاسن: ما داعي تقول حاجة لان كنت اقرا للمرحومة جوابات خالد
حسن : المرحومة ( يقولها بدهشة وبنهض واقفاً )
محاسن: ايوه ياحسن , الحقيقة والدة خالد اتوفت بعد سنتين بس انا كنت باستقبل رسائل خالد وارد عليه عشان ما ينصدم لكن فجاءة لاحظت الخط واسلوب الخطابات بدا يتغير فعرفت انه في زول هناك يقوم بنفس اللعبة .
يعود حسن وينهض مجددا ويتجه نحو النافذة ثم يستدير موجها كلامه الى محاسن .
حسن: يعني انت كنت عارفة ان خالد مات
محاسن: لا ابداً مش بالضبط كنت فاكرة طفش في اوروبا انها دي من , وكنت فاكراه هو كل ليه زول يقوم بالرد على رسائله .
حسن: الحقيقة يامحاسن خالد اتوفى في حادث حركة وانا قمت الشهادات وحرصا على اعصاب امه الي كانت مشتاقة جداً من خلال رسائها له , الحقيقة الواحد متاسف جداً للحاجات الي حصلت دي و
محاسن مقاطعة : لا مافي داي للاسف انت قمت بدور نبيل جداً .
حسن: طالما المسائلة سوت نفسها يراها ان استاذن
يقول حسن ذلك وينهض ويتجه نحو الباب ويعاق حقائبه على عنقه ويفتح الباب لحظات ثم يغلقه ويستدير وينظر الى محاسن وهناء التي تركت الجيتار وعادت لتلتصق في محاسن , ظل حسن ينظر الى محاسن تارة والى هنا تارة اخرى والى صورة ام خالد وصورة خالد وصورة له مع خالد معلقة على جدار خلف محاسن وهناء مباشرة , يضع حسن حقائبه وتتحرك الكاميرة من مكان حسن نحو محاسن , حيث ملاء وجه محاسن الشاشة .

حسن : محاسن تتزوجيني
ماهي الا لحظات وتدمع محاسن عيناها ثم تلقي نفسها بين ذراعيه وهي تبكي بينما هناء تلتصق بهما وهي تحملق بهما في دهشة .

الزمن : الغروب
المكان : جبال اركويت
المنظر : رجل وامراة يقتربان نحو الكاميرة بينهما طفلة تعدو في جميع الاتجاهات وهما يسيران متشابكا الايدي وخلفهما اشعة الشمس الضاربة بين الجبال واخيرا تتوقف الكاميرة