الخميس، 28 مايو 2009

الكلاب الشرسة

الزمان: الصباح
منظر مدينة عطبرة من الجو
المكان :حي فقير في مدينة عطبرة
المنظر :بوابة منزل صغير
يفتح الباب و يخرج رجل في العقد الرابع من عمره وهو يقود عجله متوجها إلى السوق لقطات جانبية: ورش سكة الحديد ودخان المصانع..عبور كبري الحرية يعطي منظر جانبي للورش..حديث الراوي لهذا المنظر:
هذا هو حاج الطاهر،رجل مكافح..ناضل ضد الاستعمار في شبابه..شارك في تفجير ثورة أكتوبر من مدينته الصامدة عطبرة , يعمل الحاج طاهر في ورشة النجارين..له ابنان،احمد ومحمد و زوجته زينب التي تقرب إليه بطريق غير مباشر.
يصل الحاج الطاهر إلى السوق ويدخل احد متاجر الأقمشة ويتبادل التحايا مع صاحب المتجر حاج عثمان.
حاج عثمان: أزيك يا حاج الطاهر؟ شنو الليلة الجية الصباحية دي؟؟ زائر وللا غاير، حاج الطاهر باسما : والله بيني وبينك الاثنين زائر وغاير..الحقيقة ولدي احمد قبلوه في الجامعة حاج عثمان:ألف مبروك والله ألف مبروك..
حاج الطاهر: العقبى ليكم في المسرات..الحقيقة دابر اشترى قماش بنطالين وقمصان يكون مناسب.
حاج عثمان: طوالي.عندنا قماش انجليزي كويس جدا .."يقول عثمان ذلك ويستدير يتناول احد الأقمشة ويبدأ في القياس.. إظلام)
B""
الزمان :الصباح صوت صفارة السكة الحديد
المكان :حجرة داخل منزل الطاهر..
المنظر:احمد و قد أوشك أن يفرغ من الصلاة.وهناك عنقريب عليه حقيبة ملابس مفتوحة تدل على أن أحدا يعد نفسه للسفر..
"تدور الكاميرا في الحجرة ببطء." صوت الراوي يقول(وهذا هو احمد الابن الأكبر للحاج الطاهر..ميوله يمينية.. شارك في عدد من المظاهرات في المدينة..وقد ورث هذه الروح الثورية عن والده..
يفرغ احمد من الصلاة وينهض ويشرع في إعداد حقيبة السفر..يفتح باب الحجرة و يدخل شاب ممتلئ حيوية يرتدي ملابس رياضية"كارنيه" يقترب من احمد ويناوشه حتى يغتاظ احمد ويحاول ضربه و هو مستدير ..يتفادى محمد الضربة ويمسك بيد شقيقه و يلقيه على العنقريب و يوجه له ضربات بسيف يده في مناطق حساسة برفق و هو يضحك , ثم يتركه و يقترب من المراءاة المثبتة في دولاب بالحجرة ويشرع في أداء بعض الحركات الرياضية..يستمر احمد في ترتيب ملابسه داخل الحقيبة..
صوت الراوي:
( وهنا محمد شاب ثائر،يساري متطرف،و كعاده جميع الأسر السودانية لا يخلو المنزل من ابناء مختلفي الانتماء السياسي من اقصى اليمين الى اقصى اليسار.. شارك محمد في كثير من المظاهرات ضد الطغيان والقي عليه القبض مرات عديدة وهو يوزع منشورات معادية للنظام).
وفي تلك اللحظة يدخل والدهم حاج الطاهر وهو يتأبط لفافه يلقيها لأحمد قائلا:
هاك يا ولدي الهدية دي مني عشان دخلت الجامعة.
احمد: شكرا يا أبوي ما كان تتعب نفسك
حاج الطاهر: ابدا يا ولدي..ما في تعب
يلتفت الحاج الطاهر إلى ابنه محمد الذي لا يزال إمام المراءاة يؤدي في تمارينه الرياضية المعقدة ويقول له:هوى يا ولد خلي العوارة اليبتعمل فيها دي وتعال ستف مع اخوك شنطته القطر فاضل ليهو نص ساعة بس.
يستدير محمد ويقترب من احمد و يساعده في اغلاق الحقيبة و ربطها بالحبل ..يفتح الباب وتدخل الوالده زينب وهي تحمل سلة الحضروات وتقول لأحمد"خلاص يا ولدي مسافر،حنفتقدك كثير ..
احمد: ابدا ..انا حارسل ليكم جواب يومي ..
الوالدة : اوعك يا ولدي تدخل مع الحكومة في إشكالات وشوف قرايتك وبس .
احمد: حاضر يمه..دي وعد مني ..وعد شرف.
تفتح زينب الكيس وتخرج منه قطع صابون ومعجون وتعطيه لأحمد ثم تترك الكيس وتمسك طرف ثوبها لتحل العقده التي به وتخرج منها حجاب و تعلقه على عنق ابنها احمد..
احمد في دهشة :يمه ده شنو ؟ حيقولواعني في الجامعه شنو لمل يشوفوها
زينب: ده انا جاباه ليك من ود المبارك يحفظك ويغطيك ..اوعى تقلعوا..
حاج الطاهر : ياللا يا اولاد ..القطر بعد ده حيفوتكم.
محمد: دقيقة بس اغير هدومي دي..
يقول نلك ويستدير منصرفا ..يحمل احمد حقيبته ويودع والدته بدموع صامتة جاهد كثيرا في اخفاءها لكنه لم يفلح..ثم يودع والده ويخرج الى الطريق ويلحق به شقيقه محمد الذي يحمل عنه الحقيبة ويبتعدا ..ومن فرجة الباب تنظر اليهما زينب بعين دامعة حزينة..اظلام.



"C"
الزمان :الساعة العاشرة صباحا.
المكان:محطة عطبرة المكتظة بالمسافرين و المودعين
المنظر: قطار مكتظ..احمد يقف على احد سلالمه ويلوحلشقيقه الواقف عاى الرصيف ..يتحرك القطار ببطء ثم يزيد من سرعته تدريجيا حتى يختفي. اظلام.


"2"
الزمان:نهار.
المكان: لقطة ثابتة لمواجهة جامعة الخرطوم.
لقطة مدمجة لنتيجة حائط دلالة على مرور الأيام..حتى يتوقف التاريخ في أحداث يناير1982م
صوت الراوي :
( كانت أحداث يناير نقطة مضيئة في تاريخ الأمة السودانية في مقاومة حكم الدكتاتورية وقد سقط شهداء كثيرون من أوساط الطلاب في جميع المدن السودانية و أغلقت جميع الجامعات و المعاهد العليا و المدارس الثانوية و ارتجلت قوانين قمعية لضرب المظاهرات الطلابية وجعلت عقوبة من يقود مظاهرة أو يحرض لها الإعدام أو السجن المؤبد .هذا و قد أغلقت جامعة الخرطوم أبوابها إلى اجل غير مسمى وتم ترحيل جميع الطلاب إلى ذويهم)


"3"
الزمان :متداخل ليل ونهار..
المكان مدينة عطبرة..
المنظر : عدة مناظر متداخلة ..محمد في المحطة ..لقطات مدمجة لقطارات تمر .
محمد يسأل بعض الطلاب عن شقيقه و يريهم صورته ..والإجابة بالنفي البات
لقطة (2):
المنزل: محمد جالس و رأسه بين يديه ..والده يصلي .. ووالدته تنتحب على السرير ..محمد مرة اخرى بالليل في المحطة ..لا احد ينزل من القطار يلمح محمد شخصا يشبه أخيه فيجري إليه لكنه يصاب بخيبة أمل عندما يجده ليس أخوه .

لقطة أخرى :محمد في البيت و قد حمل حقيبته ..عند الباب و هو يحادث والديه..
محمد:انا حأمشي افتش اخوي ده ولو تحت الارض السابعة..
زينب : حافظ على نفسك ..
الطاهر :اللهم الزمنا الصبر ..الله يحفظك ياولدي ..
محمد : طيب مع السلامة ..اظلام

"4"
الزمان : صباح..
المكان :محطة الخرطوم ..
المنظر : محمد ينزل من القطار و يتحرك خارجا من المحطة ..

منظر الحرم الجامعي ؟؟العمادة ..محمد يدخل العمادة و يتجه نحو مكتب السكرتير الاجتماعي
يدخل ويتبادل التحية معه ..
محمد: الحقيقة عندي أخ اسمه احمد الطاهر ما رجع من الجامعة بعد ما قفلت ..
السكرتير : و الله الحقيقة نحن هنا عندنا لستة بأسماء الطلاب الذين اختفوا في الإحداث الأخيرة و كلهم كانوا معتقلين و أفرج عنهم و أرسلناهم لذويهم .
"يقول السكرتير نلك ويخرج اللسته .و يقرأها و لا يجد اسم احمد الطاهر ..ينهض محمد ويخرج و قد بدا عليه الاكتئاب الشديد و يسير في شارع الجامعة ساهما ..فجأه يشاهد امامه فتاة تنتظر على جانب الطريق و هي تنظر اليه .زيتجاوز محمد الفتاة ثم يلتفت و يجدها تنظر اليه فيتوقف و يعود اليها ..
محمد: ازي الحال ؟..
ايمان : اهلا وسهلا .
محمد : معذرة الظاهر انتي مشبهاني ؟
ايمان : ايوه.ز انت بتشبه واحد زميلنا في الكلية اسمه احمد الطاهر ..
محمد في اضطراب : احمد الطاهر!!! من اولاد عطبرة.
ايمان : ايوه.ز انت بتعرفه؟
محمد: ايوه .. انا اخوه .. ما عندك اي معلومات عنه.؟
ايمان: ليه؟ هو مختفي ؟ما جاكم لحد حسع ؟
محمد: ايوه .ز و أمي حسع قالبة الارض عليه.
ايمان "في اسى": الحقيقة انا بتذكر كانوا لاقوني أيام المظاهرة مع واحد صاحبه من الجزيرة اسمه جبر الله و قالوا لي إحنا ماشيين السوق وانأ قلت ليهم السوق ملأن ناس أمن لكنهم ابوا يسمعوا كلامي ومشوا السوق و من اليوم داك ما عرفت عنهم حاجة ..لكن في بنات معانا من الجزيرة قالوا لي جبر الله جاته حالة نفسية و حسع بيعالجوه عند فقير في الجزيرة اسمة ود صالح من قرية طيبة .
محمد"وقد اشرق وجهه": والله دي معلومات بالدنيا كلها .. يا سلام عليك .. الحقيقة ما سألتك اسمك منو ..
ايمان : اسمي ايمان
محمد : انا اسمي محمد .. طيب مع السلامة يا ايمان
ايمان : عليك والله لو لقيت اي خبر لأو داير اي مساعدة تعال لي عنواني ياهو ده "تخرج ورقة وتناولها لمحمد الذي يأخذها وينصرف .. اظلام .

"5" (حلقة ذكر)
الزمان : العصر يغلب عليه لون الغروب .
المكان : عربة لوري تسير في طريق مترب . تتوقف العربة عند احد الدور التي يتوافد عليها الرجال والنساء .
ينزل محمد من العربة ويدخل الى بيت الفقير ود صالح .. يقترب محمد من رجل و يهمس له في اذنه .. يشير له الرجل نحو احدا الغرف ،يتجه محمد نحوها و يدخلها ..
لقطة من داخل الحجرة :
( الحجرة مفروشة بالرمل و خالية من اي سرير .. توجد بروش على الارض و يتكوم شخص و قد قيدت رجلاه بالحديد وأمامه قصعة بها ماء .. يقترب محمد من الرجل المتكئ على الأرض فيهرب الرجل بعيدا وينزوي في ركن الحجرة ..
محمد : ما تخاف يا جبرالله انا محمد اخو احمد الطاهر .. " يقول نلك ويخرج صورة لشقيقه " شوف صورة احمد .. ينظر جبر الله الى الصورة و يتغير وجهه و يقترب من محمد و يحدق فيه وقد ذهبت عنه اثار الجنون ..
جبر الله : الحقيقة يا محمد الزول ما عارف يبدأ من وين لكن القصة طويلة جدا .يبدأ جبر الله في سرد روايته عبر فلاش باك طويل ..
"في احداث يناير مشينا انا و احمد اخوك السوق نشتري افلام و لسوء حظنا دخلنا زقاق ولقينا واحد لابس ملابس مدنية يغني بتاع امن جاري بت من بنات الثانوي العالي بالارض عايز يدخلها في الزقاق وهي كانت بتكح بطريقة مؤلمة جدا لأن مسيل الدموع كان مالي السوق و بعدين انا ما اشوف الا اخوك احمد اندفع على الراجل و ضربه المهم الراجل خبط الحيطة و وقع على الارض و دمه ينزف من راسه .. البنت قامت على حيليها و جرت .و بغد شوية ظهرت عربية بوكس فيه اربعة انفار و قبضونا و دخلونا في البوكس و وضعوا لينا اكياس سوداء في رأ سنا عشان ما نشوف . الحقيقة البوكسي مشي بينا كثير جدا لكن اخيرا وصلنا المقر الرهيب وهناك مارسوا شتى انواع التنكيل على احمد اخوك الضرب بالكهرباء و التعليق و كانوا بودوه حجرة مجاورة و كنت بسمع صراخه الشديد مع زمجرة كلاب وجابوه زول غارق تمام في الدم و كان منظر مؤلم . المهم في الاخر جا الزول الضربه احمد و على ما اذكر كان فيهو شيء غريب .. ايوه كان لابس بوت ابيض و بالطو طويل جدا و يدخل يديه في جيبه دائما .. الزول ده قال لهم سوقوا الزول ده الحجرة المجاوره وفكوا الراجل الثاني ده قاصدني انا .. وقام واحد قال ليهو : لكن سعادتك الزول ده شاف حاجات كثيرة . فقال ليهم اتخلصوا منه .. وما شعرت الا بضربة على رأسي من الخلف و بعد داك غبت عن الوعي تمام ولما فقت لقيت نفسي في كوخ صياد جنب البحر و سألتو الجابني هنا شنو قال لي شفتك وقعت من الكبري و انقذتك .. المهم عشان الواحد يتفادى ناس الامن و لو عرفوني حي حيقتلوني عملت مجنون وجيت اندسيت هنا .
اللقطات المصاحبة للفلاش باك :
احمد وجبر الله يسيران في السوق .. صوت مظاهرات .. أناس يتدافعون في الشارع .. يتجه احمد وجبر الله الى احد الازقة .. يظهر لهم رجل امن مع الفتاة .. يضربه احمد .. يسقط الرجل و تهرب الفتاة .. يأتي البوكس ليعتقل احمد و جبر الله .. يتحرك البوكس .. المقر الرهيب .. حجرة خالية .. احمد مقيد على كرسي .. وجهه متورم .. يسيل الدم من وجهه و من اجزاء اخرى
جبر الله يقف و خلفه رجلان .. يدخل الرجل الذي ضربه احمد ، رأسه معصوب ،يرتدي الملابس التي وصفها
جبر الله .. يدور حول احمد . يسحب احمد إلى حجرة مجاروه و يسمع صراخه و زمجرة كلاب .. يخرج احمد إلى الحجرة الأولى و قد امتلأت ملابسه بالدم .. جبر الله يحتج .. يتداول الرجال أمره و يضربونه من الخلف .. يسحب احمد إلى حجرة مجاورة و جبر الله ينظر إليه .. إظلام يدل على إغماء جبر الله .ز الليل .. ضوء القمر كوبري بحري .. صياد على مركبة يعد في شباكه و هو يترنم .. تنتقل الكاميرا إلى أعلى الكوبري .. عربة بوليس تتوقف .. .. ينزل رجال يحملون جسد داخل كيس ابيض يلقونه منفوق الكوبري .يسقط الجسم خلف الصياد في الماء " جبر الله مبتل يرقد على عنقريب في راكوبه والصياد يتحدث اليه .. ينتهي الفلاش باك ويعود الفيلم الى جبر الله الحزين ووجه محمد الدامع.. ينهض محمد و يودع جبر الله الني يعود إلى تمثيل دور المجنون وعند الباب يستدير محمد و يلوح له و ينصرف .. اظلام
"6"
الزمان : ليل
المكان : شوارع الخرطوم الهادئة
المنظر : صبي عمره "17"عاما يكتب شعار على الحائط بينما دراجته النارية على الرصيف .
تقترب عربة بوكس من الطريق المقابل بحيث لا يراها الصبي . تطفئ العربة أنوارها فيكون هناك شخصان بداخلها .ينفتح الباب و ينزل صاحب البوت الأبيض"كاميرا تكنيك " . تسير الأرجل حتى تقترب من الصبي في حذر .. وفي تلك اللحظة يلتفت الصبي بغتة و ينظر إلى أعلى في ذعر شديد و ينهض و هو ملتصق بالحائط بظهره.. تقترب خطوات أخرى و ينظر الصبي إلى القادم الجديد من فوق كتف رجل الأمن و في تلك اللحظة يستدير الرجل .. يسمع صوت ضربتين قويتين و صرخة الم مكتومة .. يتهاوى الرجل على الأرض .. ينظر الصبي إلى القادم الجديد في نعر و هنا تنتقل الكاميرا إلى وجه القادم و هو محمد الطاهر .. يبتسم محمد
محمد : ما تخاف يل شاطر ..انا زيك بس عايزك توديني لرئسكم انا عايز اعمل معاكم .
يزول التوتر من وجه الصبي و يتجها نحو الدراجة و يركبانها معا و يبتعدا .. ينزل السائق من العربة ويندفع نحو الرجل الملقى على الارض و ينظر الى اتجاه الدراجة في حنق .. اظلام.

"7"
الزمان : ليل..
المكان : حي فقير
تشق الدراجة الحي الفقير ثم تتوقف .. ينزل منها محمد والصبي .. اظلام
لقطة مظلمة :
اضاءة ضعيفة .. حجرة فخمة يجلس الرئيس في استرخاء خلف المكتب و محمد يجلس قبالته يرشف من مشروب بارد.. بينما الصبي ينظر اليه في اعجاب وهو واقف عند الباب.
الرئيس : الحقيقة عماد اشاد بكفاءتك القتالية .. لكن ما قلت لي الدافع الي خلاك تسلك الطريق الوعر ده شنو؟
محمد : الحقيقة طريقتكم دي فيها نوع من الاثارة والفاعلية ... و بعدين عندي دوافع شخصية ما في مجال لسردها حسع .
الرئيس : جميل جدا انا ما عايز ادخل في خصوصياتك .
محمد : يا عزيزي .. انا مستعد اتعاون معاكم في اي مهمة تتراوح بين توزيع المنشورات الى القتل .
الرئيس : طيب، جميل جدا .. نحن حنكلفك بمهمة بسيطة جدا.. نحن عايزنك تمشي تكتب على حائط بيت مدير جهاز الامن وتوزع منشورات لجهات محددة .. حسغ انت امشي وبعد كده الاتصال بينا حيكون عبر عماد . يلتفت محمد وينظر الى عماد الذي يتبادل معه الابتسامه ثم يختفي . اظلام

"8"
الزمان : ليل
المكان : حائط لمنزل فخم .
المنظر : محمد يكتب على الحائط .. تقترب عربة ينظر اليها بطرف عينه و لكنه لا يهتم بها .

ينزل الرجل نو الحناء الابيض ويقترب من محمد و يشهر فيه مسدسه و يقوده الى العربة.. اظلام.






"9"
الزمان : ليل
المكان : حجرة التعذيب الرهيبة . محمد مقيد على كرسي و الرجل نو الحذاء الابيض يدور حوله
لقطات متتابعة توضح انوع التعذيب الذي تعرض له محمد :
1. التعليق على السقف
2. الكهرباء في الاعضاء الحساسة "استعمال مؤثرات صوتية أو اي مؤثرات اخرى دون ابراز اي شيء مشين ".
3. تنكيس الرأس على الاسفلت من عربة مندفعة حتى يصاب بالدوار و الغثيان .
4. التهديد بممارسة اشياء مشينة .


"10"
الزمان : صباح
المكان : فناء سجن كوبر
المنظر : محمد يسير مع سجين سياسي وهما يتحدثان

السجين : الحقيقة احمد اخوك ده كان راجل طيب اي زول كان بحبه و نحن كلنا كنا عارفين الزول ده مظلوم و ملقي في السجن بدون اي ادانة و في ناس كثيرين زيه نسوهم في السجن هنا وليهم سنين قاعدين منتظرين .. و في مرة احمد قال لي انا عايز اهرب و قلت ليهو اوعك تحاول دى ، حيودوك سجن في الغرب اسمه سجن شالا وداك اخير منه الموت لكنه كان مصمم و فعلا حاول يهرب و اشتبك مع البوليس وكسر يده و قاموا ساقوه و عرفت انهم ودوه سجن شالا.
المنظر المرافق :
احمد يكنس مع سجين في احد الاركان يشرح له خطته للهرب .. السجين يحذره لكنه يصمم فيقترب من الكراكون وهو يحمل الجردل والمكنية ثم يصعد السلم ببطء و العسكر ينظر خارجا لكنه ينتبه الى احمد فيستدير اليه لكن احمد يضربه و يرميه على الارض بالمكنسة فيتلوى الحرس في الم و يهرب احمد .. يندفع الحرس ويطلقون النار و ينقضوا على احمد و يكبلوه .. اظلام .

"11"
الزمان : مساء
المكان : فناء سجن كوبر .
المنظر : محمد يدبر محاولة هرب فاشلة و يعتقل وينقل الى شالا في الغرب .

يافطة كبيرة لسجن شالا من الخارج لقطة داخلية للسجن







الزمان : ليل
المكان : قاعة طعام السجن
المنظر : المساجين يجلسون و يتناولون اكلهم في صمت .
المسجون أمام محمد ينظر إلى محمد في أسى..
المسجون : الحقيقة احمد أخوك ده جابوه و كان قاعد معاي في زنزانة واحدة و لكنه كان زي الجنة طول اليوم ما بينوم ويكورك و يقول انا بريء ... و كنت احاول اهديه لحدت ما يوم كده انا نائم صحيت على حاجة سايلة بقيت اتلمس ولقيت الزنزانة كلها دم .. اخوك قطع عروقه و انتحر وما تتصور المنظر ده صدمني كيف .
المنظر المصاحب :
المسجون نائم يتقلب في قلق .. احمد راقد شاخصا ببصره الى السقف وقد فارق الحياة و الدم يندفع من يديه و يزحف نحو المسجون الاخر النائم و الذي يفيق مذعورا و يندفع نحو القضبان وهو يصيح صيحات جنونية .


"13"
الزمان :صباح
المكان : مستشفى السجن
المنظر : محمد جالس في حجرة و قد عمل له درب يدخل كناس يناديه محمد .. ويخبره محمد انه يريد حبل.. يبدو الذعر على وجه الرجل لكنه يوافق أخيرا ويخرج الرجل من بين رجلا الحرس على الباب وهو يحمل جردله ثم يعود وهو يحمل الجردل ملان بالماء و يزيح الحرس و يدخل .. ينظر اليه محمد في خيبة امل و لكن سرعان ما يدخل يده داخل الماء و يخرج حبل يناوله لمحمد . ينزع محمد الدرب و يتناول الحبل بينما يحمل الكناس اشياءه و يخرج و يغلق الباب .
يتربس محمد الباب و يضع اكبر كمية من العوائق ثم يربط الحبل من النافذة و ينزل من الطابق الاعلى الى الارض و يسير متعدا وهو يترنح .. اظلام

"14"
الزمان : ليل
المكان : المقر السابق للمنشورات .
المنظر :محمد جالس امام الرجل .
الرئيس : الحقيقة عماد كلمني عنك و كيف انه اعتقلوك و عذبوك لكن ما قلت لي هربت من سجن شالا ده كيف ؟..
محمد : ده سر المهنة . هسع ما عندكم مهمة خطيرة نأديها ليكم ؟
الرئيس : والله في مهمة .. عندنا منشورات عازينك تسلمها الى جهات معينة و أنت كمان عارف الحالة بقت كيف اعمل حسابك لأنه حسع عندنا اربعة معرضين لعقوبة الاعدام .
محمد :" ما بطال.. نموت و تحيا بلادنا كل الشعوب الحرة .
الرئيس : الحقيقة انا احيي فيك الشجاعة دي .. طيب حسب الاتفاق عماد حيسلمك المنشورات في الكفتيريا المتحف القومي . ينهض محمد و ينصرف بعد ان يحي عماد الواقف على الباب .
الرئيس : "مخاطبا عماد " الحقيقة الزول ده وراءه سر كبير ما قادر اعرفه .
عماد : المهم الزول ده شجاع و شهم و زول ثوري .. اظلام

"15"
الزمان :غروب
المكان : حدائق ابريل..
المنظر : محمد وايمان يجلسان على شاطيء النيل و محمد يحكي لها قصة اخيه احمد و هي تبكي و هو يحاول ان يخفف عنها . اظلام .

"16"
الزمان: صباح
المكان : كافتيريا المتحف القومي .
المنظر : محمد وإيمان و عماد جالسون ومحمد يشرح لهما الخطة .
محمد : انت يا عماد بكرة المساء حتقابلني و يكون الموتر جاهز عشان توديني المطار طوالي والتذاكر تكون جاهزة و انت يا ايمان فتحاولي تعاكسي عربات البوليس بعربيتك انا حاولوا يطاردوني ونتقابل في صينية الجامعة .. كله تمام ؟
عماد: كله تمام .
ايمان : كله تمام. ثم ينهض الثلاثة ... اظلام.







"17"
الزمان : ليل
المكان : منتزه المقرن العائلي..
المنظر :
1- محمد يلبس نظارة ولحية مستعارة و يوزع منشور عند أحد اكشاك الكاسيت .
2- محمد يوزع عند احد بائعي السجائر امام نادي ناصر الثقافي .
3- محمد يوزع منشور في سوبر ماركت في شارع سينما الحلفايا بحري و لكن في هنه المرة يظهر في مراه بوكس يقف عن كثب وهو يعبر الشارع . البوكس به رجلان يجلسان في الصندوق .. ينزلا و يتحدثا مع الرجلين في الامام و يكون نو الحذاء الالبيض احدهم.
الجل الأول : يا هو الزول ده. يخرج الجميع صور فوتوغرافية لمحمد .
نو الحذاء الأبيض : طارده دون أن يشعر .. يبدو انه عنده منشورات . يقترب محمد من السوبر ماركت و من خلال الزجاج يلمح ذو الحذاء الأبيض و يتجه في زقاق إلى حديقة اركويت . يتقدم البوكس و ينزل ذو الحذاء الابيض و قد اشهر مسدسه بعد ان تأكد من انه محشو ثم يلتفت الى زملائه .
ذو الحذاء : الزول ده لازم يموت ما في اعتقال ليه ثاني .
يؤمي له الجميع بالموافقة .
يندفع ذو الحذاء الالبيض خلف محمد الذي يزيد خطاه حتى يبتعد نو الحذاء الابيض مسافة كافية عن البوكس و هنا يضع ذو الحذاء على كتف محمد و يديره بقوة لكن محمد في تلك اللحظة يكون قد اخرج سكينا ضخمة و مع الاستدارة يطعن الرجل بقوة بالسكين في بطنه حتى تخرج من ظهره فيتهاوى الرجل و يجري محمد و لكن هيهات و تبدأ مطاردة البوليس في شوارع الاملاك الهادئة و يتصل احد رجال البوكس بالدوريات التي تندفع من كل صوب مخترقة الشوارع و يعود محمد في اتجاه كوبري بحري الخرطوم و خلفه العربات و في الكوبري تحدث مطاردة رهيبة و تمر لقطات متقاطعة . محمد يركض و عربة البوكس تقترب منه و خلفهما عربات البوليس .. في الطرف الأخر .. نجد إيمان وقد أغلقت الشارع بعربتها .. تنظر إلى ساعتها و يظهر بجوارها عماد الذي جهز الموتر للانطلاق .. رجل الامن الذي يقف على البوكس يخرج بندقية ذات منظار و يصوبها نحو محمد وتظهر دائرة التصويب على رأس محمد .. لقطات متلاحقة .. ايمان وعماد .. محمد .. رجل الأمن يصوب .. ترقب.. و أخيرا يدوي طلق ناري و يطير محمد في الهواء بالسرعة البطيئة.. وتتناثر المنشورات في الهواء عبر حديد الكوبري إلى النيل .. يتهاوى محمد على الأرض بينما يجري نحوه إيمان وعماد بالسرعة البطيئة .. يركعان بجواره ، يمسك عماد يديه و يضمها الى وجهه و هو يبكي بحرقة بينما ترفع إيمان رأسه و تضعه في حجرها و هو مازال على قيد الحياة و أنفاسه متلاحقة .. وفي تلك اللحظة تكون العربات قد أحاطت بهم و ألوان سرينة عربات الشرطة تنعكس على وجه محمد المحتضر و تقترب الأقدام الثقيلة ومن خلال فرجه بين أرجل البوليس نلمح منظر الاحتضار الأخير .


انـتـهـــى