الخميس، 25 يونيو 2009

بيت الشاتي

سيرة مدينة: ....بيت الشاتي...........

كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟واتداعى.......... .......................................هكذا كنا نراها...الجدة الشاتي ام سليمان..تقبع في بيتها وحيدة بعد رحيل الوالد والولد الي الرفيق الاعلى او الى الخرطوم...بيتها يقع وسط محيطات لا نهائية من الرمال الوقحة التي تدفن كل شيء....كنا نغامر انا واخوتي الصغار في عبور هذه البحور المشتعلة من الرمال التي تحرق اقدامنا الصغيرة لنزورها وننعم بكرمها الحاتمي من تمر وجرم وبسكويت كوكو..كانت غاية في الجمال لا تقل من النساء الائي يزينن صناديق الحلوة "دايما على بالي" وكريكاب وتزين بها البرندة حيث تقبع هناك في جلالها المعهود تغمرنا ا بابتساماتها الطيبة ونظراتها النافذة التي لا تقل من اسي لكائن وحيد يعيش في بيت يضج فقط بالزكريات الصادقة وجميلة والتي مهما تجافينا نقول حليلا..وعند الغروب تكون زيارتنا الثانية لطائر الغرنوق الجميل..لانها تكون قد ابت من المزارع وتحمل سنابل الذرة الشامي...نهجم على الحمار ونتسابق في قطع رؤؤس الذرة كما يفعل امهر سفاح في عالمنا المعاصر او اصولي متشدد في العراق...تشعل لنا الجدة الفحم ويتلظى الاتون ونلقي باكواز الذرة وتنبعث الطقطقات والعويل وتخافتنا حولها..وكما قال المطرب الشعبيحلاة ناسا بلا السكرطعم قراصة في قدحا من الدبكركواريك شفع المغربيقلبو في الجمر قنقر...........وعندما يعسعس الليل..وتسكن الكائنات..يرتفع انين سيارة من الشرق..تنهض الشاتي وتنظر في الافق المعتم لمصابيح السيارة التي تتقاطع من بعيد ومن نفيرها المنغم ؟!!بنغمة شعبية تدل على سائقها ونعرف هل هو لوري عطاية ام جابر..تحدق الشاتي في الافق للحظات وتجلس وتنظر الينا في اسى وتتنهد..."ان اللذين يمضو لا يعودون"...منذ ان بدات هجرة النخيل الى المدن الخراب بعد ظهور مرفق السكة الحديد.. نغادرها وحيدة مع قليل من الدجاج والماعز وحمارها الاعجف..فتتكوم في العنقريب وتتغطى بثوبها النظيف وهي تتمتم بايات قرانية ..في انتظار جودت الذى لا ياتي ابدا.... وكغيرها من كائنات الرمال تبقي الشاتي فقط في اروقة الذاكرة كامراة كان لها موقف من الحياة واثرت البقاء في الرمال على النزوح للبنادر المزعجة...وتصبح احدى شخصيات رواية الساقية*.................كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟واتداعى..........
الحديدة 1998 رواية الساقية: منشورات مركز عبادي للدراسات والنشر -صنعاء اليمن 2005

الخميس، 28 مايو 2009

الكلاب الشرسة

الزمان: الصباح
منظر مدينة عطبرة من الجو
المكان :حي فقير في مدينة عطبرة
المنظر :بوابة منزل صغير
يفتح الباب و يخرج رجل في العقد الرابع من عمره وهو يقود عجله متوجها إلى السوق لقطات جانبية: ورش سكة الحديد ودخان المصانع..عبور كبري الحرية يعطي منظر جانبي للورش..حديث الراوي لهذا المنظر:
هذا هو حاج الطاهر،رجل مكافح..ناضل ضد الاستعمار في شبابه..شارك في تفجير ثورة أكتوبر من مدينته الصامدة عطبرة , يعمل الحاج طاهر في ورشة النجارين..له ابنان،احمد ومحمد و زوجته زينب التي تقرب إليه بطريق غير مباشر.
يصل الحاج الطاهر إلى السوق ويدخل احد متاجر الأقمشة ويتبادل التحايا مع صاحب المتجر حاج عثمان.
حاج عثمان: أزيك يا حاج الطاهر؟ شنو الليلة الجية الصباحية دي؟؟ زائر وللا غاير، حاج الطاهر باسما : والله بيني وبينك الاثنين زائر وغاير..الحقيقة ولدي احمد قبلوه في الجامعة حاج عثمان:ألف مبروك والله ألف مبروك..
حاج الطاهر: العقبى ليكم في المسرات..الحقيقة دابر اشترى قماش بنطالين وقمصان يكون مناسب.
حاج عثمان: طوالي.عندنا قماش انجليزي كويس جدا .."يقول عثمان ذلك ويستدير يتناول احد الأقمشة ويبدأ في القياس.. إظلام)
B""
الزمان :الصباح صوت صفارة السكة الحديد
المكان :حجرة داخل منزل الطاهر..
المنظر:احمد و قد أوشك أن يفرغ من الصلاة.وهناك عنقريب عليه حقيبة ملابس مفتوحة تدل على أن أحدا يعد نفسه للسفر..
"تدور الكاميرا في الحجرة ببطء." صوت الراوي يقول(وهذا هو احمد الابن الأكبر للحاج الطاهر..ميوله يمينية.. شارك في عدد من المظاهرات في المدينة..وقد ورث هذه الروح الثورية عن والده..
يفرغ احمد من الصلاة وينهض ويشرع في إعداد حقيبة السفر..يفتح باب الحجرة و يدخل شاب ممتلئ حيوية يرتدي ملابس رياضية"كارنيه" يقترب من احمد ويناوشه حتى يغتاظ احمد ويحاول ضربه و هو مستدير ..يتفادى محمد الضربة ويمسك بيد شقيقه و يلقيه على العنقريب و يوجه له ضربات بسيف يده في مناطق حساسة برفق و هو يضحك , ثم يتركه و يقترب من المراءاة المثبتة في دولاب بالحجرة ويشرع في أداء بعض الحركات الرياضية..يستمر احمد في ترتيب ملابسه داخل الحقيبة..
صوت الراوي:
( وهنا محمد شاب ثائر،يساري متطرف،و كعاده جميع الأسر السودانية لا يخلو المنزل من ابناء مختلفي الانتماء السياسي من اقصى اليمين الى اقصى اليسار.. شارك محمد في كثير من المظاهرات ضد الطغيان والقي عليه القبض مرات عديدة وهو يوزع منشورات معادية للنظام).
وفي تلك اللحظة يدخل والدهم حاج الطاهر وهو يتأبط لفافه يلقيها لأحمد قائلا:
هاك يا ولدي الهدية دي مني عشان دخلت الجامعة.
احمد: شكرا يا أبوي ما كان تتعب نفسك
حاج الطاهر: ابدا يا ولدي..ما في تعب
يلتفت الحاج الطاهر إلى ابنه محمد الذي لا يزال إمام المراءاة يؤدي في تمارينه الرياضية المعقدة ويقول له:هوى يا ولد خلي العوارة اليبتعمل فيها دي وتعال ستف مع اخوك شنطته القطر فاضل ليهو نص ساعة بس.
يستدير محمد ويقترب من احمد و يساعده في اغلاق الحقيبة و ربطها بالحبل ..يفتح الباب وتدخل الوالده زينب وهي تحمل سلة الحضروات وتقول لأحمد"خلاص يا ولدي مسافر،حنفتقدك كثير ..
احمد: ابدا ..انا حارسل ليكم جواب يومي ..
الوالدة : اوعك يا ولدي تدخل مع الحكومة في إشكالات وشوف قرايتك وبس .
احمد: حاضر يمه..دي وعد مني ..وعد شرف.
تفتح زينب الكيس وتخرج منه قطع صابون ومعجون وتعطيه لأحمد ثم تترك الكيس وتمسك طرف ثوبها لتحل العقده التي به وتخرج منها حجاب و تعلقه على عنق ابنها احمد..
احمد في دهشة :يمه ده شنو ؟ حيقولواعني في الجامعه شنو لمل يشوفوها
زينب: ده انا جاباه ليك من ود المبارك يحفظك ويغطيك ..اوعى تقلعوا..
حاج الطاهر : ياللا يا اولاد ..القطر بعد ده حيفوتكم.
محمد: دقيقة بس اغير هدومي دي..
يقول نلك ويستدير منصرفا ..يحمل احمد حقيبته ويودع والدته بدموع صامتة جاهد كثيرا في اخفاءها لكنه لم يفلح..ثم يودع والده ويخرج الى الطريق ويلحق به شقيقه محمد الذي يحمل عنه الحقيبة ويبتعدا ..ومن فرجة الباب تنظر اليهما زينب بعين دامعة حزينة..اظلام.



"C"
الزمان :الساعة العاشرة صباحا.
المكان:محطة عطبرة المكتظة بالمسافرين و المودعين
المنظر: قطار مكتظ..احمد يقف على احد سلالمه ويلوحلشقيقه الواقف عاى الرصيف ..يتحرك القطار ببطء ثم يزيد من سرعته تدريجيا حتى يختفي. اظلام.


"2"
الزمان:نهار.
المكان: لقطة ثابتة لمواجهة جامعة الخرطوم.
لقطة مدمجة لنتيجة حائط دلالة على مرور الأيام..حتى يتوقف التاريخ في أحداث يناير1982م
صوت الراوي :
( كانت أحداث يناير نقطة مضيئة في تاريخ الأمة السودانية في مقاومة حكم الدكتاتورية وقد سقط شهداء كثيرون من أوساط الطلاب في جميع المدن السودانية و أغلقت جميع الجامعات و المعاهد العليا و المدارس الثانوية و ارتجلت قوانين قمعية لضرب المظاهرات الطلابية وجعلت عقوبة من يقود مظاهرة أو يحرض لها الإعدام أو السجن المؤبد .هذا و قد أغلقت جامعة الخرطوم أبوابها إلى اجل غير مسمى وتم ترحيل جميع الطلاب إلى ذويهم)


"3"
الزمان :متداخل ليل ونهار..
المكان مدينة عطبرة..
المنظر : عدة مناظر متداخلة ..محمد في المحطة ..لقطات مدمجة لقطارات تمر .
محمد يسأل بعض الطلاب عن شقيقه و يريهم صورته ..والإجابة بالنفي البات
لقطة (2):
المنزل: محمد جالس و رأسه بين يديه ..والده يصلي .. ووالدته تنتحب على السرير ..محمد مرة اخرى بالليل في المحطة ..لا احد ينزل من القطار يلمح محمد شخصا يشبه أخيه فيجري إليه لكنه يصاب بخيبة أمل عندما يجده ليس أخوه .

لقطة أخرى :محمد في البيت و قد حمل حقيبته ..عند الباب و هو يحادث والديه..
محمد:انا حأمشي افتش اخوي ده ولو تحت الارض السابعة..
زينب : حافظ على نفسك ..
الطاهر :اللهم الزمنا الصبر ..الله يحفظك ياولدي ..
محمد : طيب مع السلامة ..اظلام

"4"
الزمان : صباح..
المكان :محطة الخرطوم ..
المنظر : محمد ينزل من القطار و يتحرك خارجا من المحطة ..

منظر الحرم الجامعي ؟؟العمادة ..محمد يدخل العمادة و يتجه نحو مكتب السكرتير الاجتماعي
يدخل ويتبادل التحية معه ..
محمد: الحقيقة عندي أخ اسمه احمد الطاهر ما رجع من الجامعة بعد ما قفلت ..
السكرتير : و الله الحقيقة نحن هنا عندنا لستة بأسماء الطلاب الذين اختفوا في الإحداث الأخيرة و كلهم كانوا معتقلين و أفرج عنهم و أرسلناهم لذويهم .
"يقول السكرتير نلك ويخرج اللسته .و يقرأها و لا يجد اسم احمد الطاهر ..ينهض محمد ويخرج و قد بدا عليه الاكتئاب الشديد و يسير في شارع الجامعة ساهما ..فجأه يشاهد امامه فتاة تنتظر على جانب الطريق و هي تنظر اليه .زيتجاوز محمد الفتاة ثم يلتفت و يجدها تنظر اليه فيتوقف و يعود اليها ..
محمد: ازي الحال ؟..
ايمان : اهلا وسهلا .
محمد : معذرة الظاهر انتي مشبهاني ؟
ايمان : ايوه.ز انت بتشبه واحد زميلنا في الكلية اسمه احمد الطاهر ..
محمد في اضطراب : احمد الطاهر!!! من اولاد عطبرة.
ايمان : ايوه.ز انت بتعرفه؟
محمد: ايوه .. انا اخوه .. ما عندك اي معلومات عنه.؟
ايمان: ليه؟ هو مختفي ؟ما جاكم لحد حسع ؟
محمد: ايوه .ز و أمي حسع قالبة الارض عليه.
ايمان "في اسى": الحقيقة انا بتذكر كانوا لاقوني أيام المظاهرة مع واحد صاحبه من الجزيرة اسمه جبر الله و قالوا لي إحنا ماشيين السوق وانأ قلت ليهم السوق ملأن ناس أمن لكنهم ابوا يسمعوا كلامي ومشوا السوق و من اليوم داك ما عرفت عنهم حاجة ..لكن في بنات معانا من الجزيرة قالوا لي جبر الله جاته حالة نفسية و حسع بيعالجوه عند فقير في الجزيرة اسمة ود صالح من قرية طيبة .
محمد"وقد اشرق وجهه": والله دي معلومات بالدنيا كلها .. يا سلام عليك .. الحقيقة ما سألتك اسمك منو ..
ايمان : اسمي ايمان
محمد : انا اسمي محمد .. طيب مع السلامة يا ايمان
ايمان : عليك والله لو لقيت اي خبر لأو داير اي مساعدة تعال لي عنواني ياهو ده "تخرج ورقة وتناولها لمحمد الذي يأخذها وينصرف .. اظلام .

"5" (حلقة ذكر)
الزمان : العصر يغلب عليه لون الغروب .
المكان : عربة لوري تسير في طريق مترب . تتوقف العربة عند احد الدور التي يتوافد عليها الرجال والنساء .
ينزل محمد من العربة ويدخل الى بيت الفقير ود صالح .. يقترب محمد من رجل و يهمس له في اذنه .. يشير له الرجل نحو احدا الغرف ،يتجه محمد نحوها و يدخلها ..
لقطة من داخل الحجرة :
( الحجرة مفروشة بالرمل و خالية من اي سرير .. توجد بروش على الارض و يتكوم شخص و قد قيدت رجلاه بالحديد وأمامه قصعة بها ماء .. يقترب محمد من الرجل المتكئ على الأرض فيهرب الرجل بعيدا وينزوي في ركن الحجرة ..
محمد : ما تخاف يا جبرالله انا محمد اخو احمد الطاهر .. " يقول نلك ويخرج صورة لشقيقه " شوف صورة احمد .. ينظر جبر الله الى الصورة و يتغير وجهه و يقترب من محمد و يحدق فيه وقد ذهبت عنه اثار الجنون ..
جبر الله : الحقيقة يا محمد الزول ما عارف يبدأ من وين لكن القصة طويلة جدا .يبدأ جبر الله في سرد روايته عبر فلاش باك طويل ..
"في احداث يناير مشينا انا و احمد اخوك السوق نشتري افلام و لسوء حظنا دخلنا زقاق ولقينا واحد لابس ملابس مدنية يغني بتاع امن جاري بت من بنات الثانوي العالي بالارض عايز يدخلها في الزقاق وهي كانت بتكح بطريقة مؤلمة جدا لأن مسيل الدموع كان مالي السوق و بعدين انا ما اشوف الا اخوك احمد اندفع على الراجل و ضربه المهم الراجل خبط الحيطة و وقع على الارض و دمه ينزف من راسه .. البنت قامت على حيليها و جرت .و بغد شوية ظهرت عربية بوكس فيه اربعة انفار و قبضونا و دخلونا في البوكس و وضعوا لينا اكياس سوداء في رأ سنا عشان ما نشوف . الحقيقة البوكسي مشي بينا كثير جدا لكن اخيرا وصلنا المقر الرهيب وهناك مارسوا شتى انواع التنكيل على احمد اخوك الضرب بالكهرباء و التعليق و كانوا بودوه حجرة مجاورة و كنت بسمع صراخه الشديد مع زمجرة كلاب وجابوه زول غارق تمام في الدم و كان منظر مؤلم . المهم في الاخر جا الزول الضربه احمد و على ما اذكر كان فيهو شيء غريب .. ايوه كان لابس بوت ابيض و بالطو طويل جدا و يدخل يديه في جيبه دائما .. الزول ده قال لهم سوقوا الزول ده الحجرة المجاوره وفكوا الراجل الثاني ده قاصدني انا .. وقام واحد قال ليهو : لكن سعادتك الزول ده شاف حاجات كثيرة . فقال ليهم اتخلصوا منه .. وما شعرت الا بضربة على رأسي من الخلف و بعد داك غبت عن الوعي تمام ولما فقت لقيت نفسي في كوخ صياد جنب البحر و سألتو الجابني هنا شنو قال لي شفتك وقعت من الكبري و انقذتك .. المهم عشان الواحد يتفادى ناس الامن و لو عرفوني حي حيقتلوني عملت مجنون وجيت اندسيت هنا .
اللقطات المصاحبة للفلاش باك :
احمد وجبر الله يسيران في السوق .. صوت مظاهرات .. أناس يتدافعون في الشارع .. يتجه احمد وجبر الله الى احد الازقة .. يظهر لهم رجل امن مع الفتاة .. يضربه احمد .. يسقط الرجل و تهرب الفتاة .. يأتي البوكس ليعتقل احمد و جبر الله .. يتحرك البوكس .. المقر الرهيب .. حجرة خالية .. احمد مقيد على كرسي .. وجهه متورم .. يسيل الدم من وجهه و من اجزاء اخرى
جبر الله يقف و خلفه رجلان .. يدخل الرجل الذي ضربه احمد ، رأسه معصوب ،يرتدي الملابس التي وصفها
جبر الله .. يدور حول احمد . يسحب احمد إلى حجرة مجاروه و يسمع صراخه و زمجرة كلاب .. يخرج احمد إلى الحجرة الأولى و قد امتلأت ملابسه بالدم .. جبر الله يحتج .. يتداول الرجال أمره و يضربونه من الخلف .. يسحب احمد إلى حجرة مجاورة و جبر الله ينظر إليه .. إظلام يدل على إغماء جبر الله .ز الليل .. ضوء القمر كوبري بحري .. صياد على مركبة يعد في شباكه و هو يترنم .. تنتقل الكاميرا إلى أعلى الكوبري .. عربة بوليس تتوقف .. .. ينزل رجال يحملون جسد داخل كيس ابيض يلقونه منفوق الكوبري .يسقط الجسم خلف الصياد في الماء " جبر الله مبتل يرقد على عنقريب في راكوبه والصياد يتحدث اليه .. ينتهي الفلاش باك ويعود الفيلم الى جبر الله الحزين ووجه محمد الدامع.. ينهض محمد و يودع جبر الله الني يعود إلى تمثيل دور المجنون وعند الباب يستدير محمد و يلوح له و ينصرف .. اظلام
"6"
الزمان : ليل
المكان : شوارع الخرطوم الهادئة
المنظر : صبي عمره "17"عاما يكتب شعار على الحائط بينما دراجته النارية على الرصيف .
تقترب عربة بوكس من الطريق المقابل بحيث لا يراها الصبي . تطفئ العربة أنوارها فيكون هناك شخصان بداخلها .ينفتح الباب و ينزل صاحب البوت الأبيض"كاميرا تكنيك " . تسير الأرجل حتى تقترب من الصبي في حذر .. وفي تلك اللحظة يلتفت الصبي بغتة و ينظر إلى أعلى في ذعر شديد و ينهض و هو ملتصق بالحائط بظهره.. تقترب خطوات أخرى و ينظر الصبي إلى القادم الجديد من فوق كتف رجل الأمن و في تلك اللحظة يستدير الرجل .. يسمع صوت ضربتين قويتين و صرخة الم مكتومة .. يتهاوى الرجل على الأرض .. ينظر الصبي إلى القادم الجديد في نعر و هنا تنتقل الكاميرا إلى وجه القادم و هو محمد الطاهر .. يبتسم محمد
محمد : ما تخاف يل شاطر ..انا زيك بس عايزك توديني لرئسكم انا عايز اعمل معاكم .
يزول التوتر من وجه الصبي و يتجها نحو الدراجة و يركبانها معا و يبتعدا .. ينزل السائق من العربة ويندفع نحو الرجل الملقى على الارض و ينظر الى اتجاه الدراجة في حنق .. اظلام.

"7"
الزمان : ليل..
المكان : حي فقير
تشق الدراجة الحي الفقير ثم تتوقف .. ينزل منها محمد والصبي .. اظلام
لقطة مظلمة :
اضاءة ضعيفة .. حجرة فخمة يجلس الرئيس في استرخاء خلف المكتب و محمد يجلس قبالته يرشف من مشروب بارد.. بينما الصبي ينظر اليه في اعجاب وهو واقف عند الباب.
الرئيس : الحقيقة عماد اشاد بكفاءتك القتالية .. لكن ما قلت لي الدافع الي خلاك تسلك الطريق الوعر ده شنو؟
محمد : الحقيقة طريقتكم دي فيها نوع من الاثارة والفاعلية ... و بعدين عندي دوافع شخصية ما في مجال لسردها حسع .
الرئيس : جميل جدا انا ما عايز ادخل في خصوصياتك .
محمد : يا عزيزي .. انا مستعد اتعاون معاكم في اي مهمة تتراوح بين توزيع المنشورات الى القتل .
الرئيس : طيب، جميل جدا .. نحن حنكلفك بمهمة بسيطة جدا.. نحن عايزنك تمشي تكتب على حائط بيت مدير جهاز الامن وتوزع منشورات لجهات محددة .. حسغ انت امشي وبعد كده الاتصال بينا حيكون عبر عماد . يلتفت محمد وينظر الى عماد الذي يتبادل معه الابتسامه ثم يختفي . اظلام

"8"
الزمان : ليل
المكان : حائط لمنزل فخم .
المنظر : محمد يكتب على الحائط .. تقترب عربة ينظر اليها بطرف عينه و لكنه لا يهتم بها .

ينزل الرجل نو الحناء الابيض ويقترب من محمد و يشهر فيه مسدسه و يقوده الى العربة.. اظلام.






"9"
الزمان : ليل
المكان : حجرة التعذيب الرهيبة . محمد مقيد على كرسي و الرجل نو الحذاء الابيض يدور حوله
لقطات متتابعة توضح انوع التعذيب الذي تعرض له محمد :
1. التعليق على السقف
2. الكهرباء في الاعضاء الحساسة "استعمال مؤثرات صوتية أو اي مؤثرات اخرى دون ابراز اي شيء مشين ".
3. تنكيس الرأس على الاسفلت من عربة مندفعة حتى يصاب بالدوار و الغثيان .
4. التهديد بممارسة اشياء مشينة .


"10"
الزمان : صباح
المكان : فناء سجن كوبر
المنظر : محمد يسير مع سجين سياسي وهما يتحدثان

السجين : الحقيقة احمد اخوك ده كان راجل طيب اي زول كان بحبه و نحن كلنا كنا عارفين الزول ده مظلوم و ملقي في السجن بدون اي ادانة و في ناس كثيرين زيه نسوهم في السجن هنا وليهم سنين قاعدين منتظرين .. و في مرة احمد قال لي انا عايز اهرب و قلت ليهو اوعك تحاول دى ، حيودوك سجن في الغرب اسمه سجن شالا وداك اخير منه الموت لكنه كان مصمم و فعلا حاول يهرب و اشتبك مع البوليس وكسر يده و قاموا ساقوه و عرفت انهم ودوه سجن شالا.
المنظر المرافق :
احمد يكنس مع سجين في احد الاركان يشرح له خطته للهرب .. السجين يحذره لكنه يصمم فيقترب من الكراكون وهو يحمل الجردل والمكنية ثم يصعد السلم ببطء و العسكر ينظر خارجا لكنه ينتبه الى احمد فيستدير اليه لكن احمد يضربه و يرميه على الارض بالمكنسة فيتلوى الحرس في الم و يهرب احمد .. يندفع الحرس ويطلقون النار و ينقضوا على احمد و يكبلوه .. اظلام .

"11"
الزمان : مساء
المكان : فناء سجن كوبر .
المنظر : محمد يدبر محاولة هرب فاشلة و يعتقل وينقل الى شالا في الغرب .

يافطة كبيرة لسجن شالا من الخارج لقطة داخلية للسجن







الزمان : ليل
المكان : قاعة طعام السجن
المنظر : المساجين يجلسون و يتناولون اكلهم في صمت .
المسجون أمام محمد ينظر إلى محمد في أسى..
المسجون : الحقيقة احمد أخوك ده جابوه و كان قاعد معاي في زنزانة واحدة و لكنه كان زي الجنة طول اليوم ما بينوم ويكورك و يقول انا بريء ... و كنت احاول اهديه لحدت ما يوم كده انا نائم صحيت على حاجة سايلة بقيت اتلمس ولقيت الزنزانة كلها دم .. اخوك قطع عروقه و انتحر وما تتصور المنظر ده صدمني كيف .
المنظر المصاحب :
المسجون نائم يتقلب في قلق .. احمد راقد شاخصا ببصره الى السقف وقد فارق الحياة و الدم يندفع من يديه و يزحف نحو المسجون الاخر النائم و الذي يفيق مذعورا و يندفع نحو القضبان وهو يصيح صيحات جنونية .


"13"
الزمان :صباح
المكان : مستشفى السجن
المنظر : محمد جالس في حجرة و قد عمل له درب يدخل كناس يناديه محمد .. ويخبره محمد انه يريد حبل.. يبدو الذعر على وجه الرجل لكنه يوافق أخيرا ويخرج الرجل من بين رجلا الحرس على الباب وهو يحمل جردله ثم يعود وهو يحمل الجردل ملان بالماء و يزيح الحرس و يدخل .. ينظر اليه محمد في خيبة امل و لكن سرعان ما يدخل يده داخل الماء و يخرج حبل يناوله لمحمد . ينزع محمد الدرب و يتناول الحبل بينما يحمل الكناس اشياءه و يخرج و يغلق الباب .
يتربس محمد الباب و يضع اكبر كمية من العوائق ثم يربط الحبل من النافذة و ينزل من الطابق الاعلى الى الارض و يسير متعدا وهو يترنح .. اظلام

"14"
الزمان : ليل
المكان : المقر السابق للمنشورات .
المنظر :محمد جالس امام الرجل .
الرئيس : الحقيقة عماد كلمني عنك و كيف انه اعتقلوك و عذبوك لكن ما قلت لي هربت من سجن شالا ده كيف ؟..
محمد : ده سر المهنة . هسع ما عندكم مهمة خطيرة نأديها ليكم ؟
الرئيس : والله في مهمة .. عندنا منشورات عازينك تسلمها الى جهات معينة و أنت كمان عارف الحالة بقت كيف اعمل حسابك لأنه حسع عندنا اربعة معرضين لعقوبة الاعدام .
محمد :" ما بطال.. نموت و تحيا بلادنا كل الشعوب الحرة .
الرئيس : الحقيقة انا احيي فيك الشجاعة دي .. طيب حسب الاتفاق عماد حيسلمك المنشورات في الكفتيريا المتحف القومي . ينهض محمد و ينصرف بعد ان يحي عماد الواقف على الباب .
الرئيس : "مخاطبا عماد " الحقيقة الزول ده وراءه سر كبير ما قادر اعرفه .
عماد : المهم الزول ده شجاع و شهم و زول ثوري .. اظلام

"15"
الزمان :غروب
المكان : حدائق ابريل..
المنظر : محمد وايمان يجلسان على شاطيء النيل و محمد يحكي لها قصة اخيه احمد و هي تبكي و هو يحاول ان يخفف عنها . اظلام .

"16"
الزمان: صباح
المكان : كافتيريا المتحف القومي .
المنظر : محمد وإيمان و عماد جالسون ومحمد يشرح لهما الخطة .
محمد : انت يا عماد بكرة المساء حتقابلني و يكون الموتر جاهز عشان توديني المطار طوالي والتذاكر تكون جاهزة و انت يا ايمان فتحاولي تعاكسي عربات البوليس بعربيتك انا حاولوا يطاردوني ونتقابل في صينية الجامعة .. كله تمام ؟
عماد: كله تمام .
ايمان : كله تمام. ثم ينهض الثلاثة ... اظلام.







"17"
الزمان : ليل
المكان : منتزه المقرن العائلي..
المنظر :
1- محمد يلبس نظارة ولحية مستعارة و يوزع منشور عند أحد اكشاك الكاسيت .
2- محمد يوزع عند احد بائعي السجائر امام نادي ناصر الثقافي .
3- محمد يوزع منشور في سوبر ماركت في شارع سينما الحلفايا بحري و لكن في هنه المرة يظهر في مراه بوكس يقف عن كثب وهو يعبر الشارع . البوكس به رجلان يجلسان في الصندوق .. ينزلا و يتحدثا مع الرجلين في الامام و يكون نو الحذاء الالبيض احدهم.
الجل الأول : يا هو الزول ده. يخرج الجميع صور فوتوغرافية لمحمد .
نو الحذاء الأبيض : طارده دون أن يشعر .. يبدو انه عنده منشورات . يقترب محمد من السوبر ماركت و من خلال الزجاج يلمح ذو الحذاء الأبيض و يتجه في زقاق إلى حديقة اركويت . يتقدم البوكس و ينزل ذو الحذاء الابيض و قد اشهر مسدسه بعد ان تأكد من انه محشو ثم يلتفت الى زملائه .
ذو الحذاء : الزول ده لازم يموت ما في اعتقال ليه ثاني .
يؤمي له الجميع بالموافقة .
يندفع ذو الحذاء الالبيض خلف محمد الذي يزيد خطاه حتى يبتعد نو الحذاء الابيض مسافة كافية عن البوكس و هنا يضع ذو الحذاء على كتف محمد و يديره بقوة لكن محمد في تلك اللحظة يكون قد اخرج سكينا ضخمة و مع الاستدارة يطعن الرجل بقوة بالسكين في بطنه حتى تخرج من ظهره فيتهاوى الرجل و يجري محمد و لكن هيهات و تبدأ مطاردة البوليس في شوارع الاملاك الهادئة و يتصل احد رجال البوكس بالدوريات التي تندفع من كل صوب مخترقة الشوارع و يعود محمد في اتجاه كوبري بحري الخرطوم و خلفه العربات و في الكوبري تحدث مطاردة رهيبة و تمر لقطات متقاطعة . محمد يركض و عربة البوكس تقترب منه و خلفهما عربات البوليس .. في الطرف الأخر .. نجد إيمان وقد أغلقت الشارع بعربتها .. تنظر إلى ساعتها و يظهر بجوارها عماد الذي جهز الموتر للانطلاق .. رجل الامن الذي يقف على البوكس يخرج بندقية ذات منظار و يصوبها نحو محمد وتظهر دائرة التصويب على رأس محمد .. لقطات متلاحقة .. ايمان وعماد .. محمد .. رجل الأمن يصوب .. ترقب.. و أخيرا يدوي طلق ناري و يطير محمد في الهواء بالسرعة البطيئة.. وتتناثر المنشورات في الهواء عبر حديد الكوبري إلى النيل .. يتهاوى محمد على الأرض بينما يجري نحوه إيمان وعماد بالسرعة البطيئة .. يركعان بجواره ، يمسك عماد يديه و يضمها الى وجهه و هو يبكي بحرقة بينما ترفع إيمان رأسه و تضعه في حجرها و هو مازال على قيد الحياة و أنفاسه متلاحقة .. وفي تلك اللحظة تكون العربات قد أحاطت بهم و ألوان سرينة عربات الشرطة تنعكس على وجه محمد المحتضر و تقترب الأقدام الثقيلة ومن خلال فرجه بين أرجل البوليس نلمح منظر الاحتضار الأخير .


انـتـهـــى


الخميس، 23 أبريل 2009

رسائل زرقاء

لقطة كبيرة fall screen .
الزمن : صباح
طائرة تهبط في مطار موسكو – تنزلق الطائرة على المدرج ثم تتوقف وتتحرك نحوها عربة السلم ,حيث قامت بإلصاق السلم . ينفتح باب الطائرة ويبدا الركاب في النزول .
لقطة قربية على باب الطائرة : يخرج عدة اجانب ثم فوج من الطلبة السودانين تبدوا على وجوهم السعادة ومن ضمن الطلاب كان خالد شاب حيوي موفور الصحة متوسط القامة يبدو عليه المرح الشديد , اما حسن فقد كان اخر من نزل وهو طويل القامة نحيف تنبعث من عينيه نظرة حزينة ويبدو عليه الوجوم .
يتجه الفوج نحو الصالة حيث يقومون بالاجراءات اللازمة ويخرج الطلاب وعددهم 12 طالب الى موقف العربات حيث تقف حافلة لنقلهم الى الداخلية , كان السائق متكئ على عربة ( سوفتي ) فحيوه وأندفعوا الى الداخل ويجلس كل منهم في مقعد وكالعادة حسن كان اخر من ركب ,اتجه الى مؤخرة الحافلة ووضع حقيبته على رف وسحب من احد جيوبها مجلة وجلس وهو يتصفح المجلة بعدم اكتراث . وفي هذه الاثناء يكون السائق قد ادار محركات الحافلة وبدات في طريقها الى الخارج وهنا يندفع خالد من مكانه ويتجه نحو مقدمة الحافلة ويستدير ليواجه زملائه ثم يصيح بصوت جهوري (( نشيد اكتوبر السلام السوداني ))
كان جميع ركاب الحافة في سعادة غامرة حتى السائق ماعدا حسن الذي كان يبدوا عليه الانهماك في المجلة تارة وينظر من نافذة الباص تارة اخرى , ينتبه خالد لصمت حسن وشروده فتخف حماسته ويتحرك نحو مؤخرة الباص . يمد خالد يده الى الرف وبطريقة متعمدة يرمي شطنة حسن فوق راس حسن , ينتبه حسن فيناوله الشنطة ليعيدها الى مكانها , لكن خالد يعيد الكرة ويرميها على حسن مرة اخرى . وهنا يتوتر حسن وينظر اليه شذرا ويتبادلا نظرة عدائية طويلة . يجلس خالد بجوار حسن بعنف ويغمض عينيه والحافلة لا زالت تشق طريقها .

لقطة خارجية .........
الحافلة تقف امام مبنى من طابقين له سور منخفض وبوابه حديدية وامامه حديقة فخمة , ينزل الطلاب ويتجهوا نحو المدخل الجميل وسط تغريد الطيور وبعد مسيرة في الممر يدخل الطلاب قاعة الاستقبال الفخمة فيها أرائك مثيرة واضاءة قوية ومتب خالي بجوار السلالم , يجلس الطلاب في إعياء على الارائك . يفتح باب جانبي ويدخل المشرف السوفيتي ويحي الطلاب بلغة عربية مكسرة ثم يجلس خلف المكتب ويخرج بعض الاوراق من احد الادراج ويبدا في اذاعة الاسماء :
- محمد الحسن وعمر عبد الله
يقف طالبان ويتحركان نحوه ويعطيهم مفتاح قائلا: الحجرة رقم (1) . يصعد الطالبان السلم .
- عثمان حسن و عبد الرؤوف علي .
يتجه نحوه طالبان ويعطيهم مفتاح حجرة رقم (3) . يصعد الطالبان السلم .
- حسن احمد وخالد ابراهيم
ينهض خالد وحسن ويبدو عليهما الارتباك وينظر كل منهما الى الاخر ويتجها الى المشرف . حجرة رقم (5)
يمد خالد يده ويخطف المفتاح في تحدي بينما يتحرك حسن خلفه ويصعدا السلم . بينما يستمر المشرف :
نجم الدين الزين ومحسن عبد الله حجرة رقم (7).

المكان : الحجرة رقم (5)
الزمان : نهار
ابعادها 3×2 بها سريران منفصلان ومتوازيان وبها دولابين في كل ركن , توجد منضدة في جهة الشباك الذي يفتح على الحديقة حيث يمكن رؤية شارع الاسفلت من خلال الزجاج .
يدخل خالد وحسن الحجرة ويديران نفسيهما ثم يضع كل منهما حقيبته في سرير ويبدا في اخراج محتوياتها مديرين ظهرهما الى بعض .
يخرج خالد صورة كبيرة ويعلقها على مسمار في الحائط بينما كانت ملابسه الثمينة منتشرة على الفراش . يفتح الدولاب وينقل ملابسه بعناية .
كان خالد بين الفينة والفينة ينظر خلسة الى حسن الذي اخرج كمية متواضعة من الملابس وكتب كثيرة .
يخرج حسن جلابية وينزع قميصه ويشرع في ارتداء الجلابية ثم ينزع بنطلون اخيراً , بينما خالد ينزع ملابسه دون حياء ثم يرتدي البيجامة كل هذا مازال يدير ظهر الى الاخر أخيراً يستدير حسن ويجلس على سريره ويوجه نظرة عابرة الى جهة خالد فتسر الصورة على الحائط بصره (( صورة لامرة متوسطة العمر بجوارها طفلة ذات العامين )) يستلقي حسن ويستغرق في نوم عميق . يستدير خالد ويجلس على السرير ويحملق لحظات ثم ينهض ويحضر ورقة وقلماً من دولابه ويجلس ليسطر رسالة......... أظلام





الوقت : السابعة مساءً
يستيقظ حسن ويجلس وينظر الى سرير خالد فيجده خالياً وفي نفس اللحظة ينفتح الباب ويندفع خالد الى داخل الحجرة :
خالد: مساء الخير يا حسن
حسن: أهلا وسهلاً
خالد: تصدق يا حسن مسيت الى البوسته بتاعة البلد دي سما ارض مالقيتها الا بعد تعب و يجلس على سريره .
(( ينظر حسن الى خالد في عدم اكتراث ))
خالد: اصلوا انا كنت كتبت جواب للوالدة ( ينظر الى الصورة ) عشان اطمنها على وصولي وكلمتها عنك .
حسن : عني انا
خالد: ايوه قلت ليها ساكن معاي واحد اسمه حسن الحقيقة نحن لسع ما اتعارفنا ... , انا من الخرطوم ابوي كان مدير بنك الخرطوم لكنه توفي ورحلنا انا وامي واختي الصغيرة هناء الى المزرعة في الباقير . تصور امي ما كانت عايزاني اجي هنا إطلاقاً لكنها وافقت اخيرا على شرط ارسل ليها جواب يومي .
(يرتبك خالد ويصمت فيقول في انزعاج )
خالد: اوع اكون قعد اضايقك بكلامي الكثير ده !!
حسن : لا بالعكس انا بحب الناس الصريحين جداُ
( يقول حسن ذلك وينهض ويفتح دولابه ويخرج فرشاه اسنان ومعجون ويستدير خارجاً بينما يكون خالد مستلقيا في سريره وهو سارخ يحملق في السقف وفي فمه ابتسامة عريضة ) اظلام

الوقت : صباح
اصوات طيور في الحديقة يتحرك الطلاب في الممر وينزلون السلم الى الطابق الارضي ويظهر حسن وخالد وهما يتحدثان , كان المتحدث هو خالد بحيوية شديدة وحسن يستمع مبتسما .
لقطة خارجية للحديقة , يخرج الطلاب من الباب الحديدي الى الخارج ويركبون الحافلة وتتحرك الحافلة .
لقطة خارجية: للحافلة وهي تبتعد في الطريق مع صياح الطلاب بنشيد العلم ( اظلام )

لقطة كبيرة full screen لمباني الجامعة – اعداد من الطلاب تتحرك في مجموعات من مختلف الجنسيات , يدخل الطلاب السوادنين ويفترقون بحثاً غن كليلتهم .
يتحرك خالد وحسن نحو طالبتين عربيتين ويستفسرا عن مكان كلية الهندسة فيتحرك الاربعة نحو مبنى بعيد وهم يتحاورون وخالد بأنفعالاته الشديدة والفتاتان تضحكان.

تظهر مفكرة الايام , وتتساقط اوراقهما دلالة على مرور الايام .

الوقت : عصر , اضاءة شاحبة يغلب عليها اللون الاحمر تتسرب من النافذة .
حسن راقد في سريره يقرا احدى المجلات السوفيتية , يفتح الباب ويندفع خالد في يده رسالة
خالد: جواب من البيت يابو الحسن (( يجلس في سريره ويبدا في فض الرسالة بينما يستوي جالسا ويضع المجلة جانباً .
حسن : يا سلام الواحد مشتاق لاخبار السودان بشكل ...... اقرا سريع
الابن العزيز / خالد
تحية من قلب الام المشتاق وبعد وصلتنا رسالتك وما تتصور فرحتنا كانت قدر شنو ولو سالت عن اختك هناء كبرت وبتسال منك طوالي وهي طوالي بتلعب في مرجيحتك في الجنينة في الصباح ومحاسن بت خالتك ما مقصره معانا , جات وقعدت معانا وبتساعدني في نظافة البيت وكتابة الخطابات لك ونسيت لقول ليك اولاً المدرسة كانت عاملة مظاهرة لانه في ازمة رغيف وجاء كومر البوليس من الخرطوم واستعمل معاهم الغاز المسل للدموع وفي ناس اتكسرت وامس لما مشيت بكتب البوسته لقيت اخبار هناك تقول انه في مظاهرات في الخرطوم ... غايتوا ياولدي الله يحفظنا ساكت والى هنا اقول ليك مع السلامة وتقبل سلام الجميع وسلم على حسن
الجواب من امك فاطمة

المنظر المرافق للخطاب :يقرا الخطاب بصوت ام خالد بتأني .

الوقت: صباح
لقطة خارجية لمنزل خالد , طفلة على المرجيحة وخلفها شابة جميلة ( محاسن ) ينفتح باب المنزل وتخرج الوالدة وفي يدها مقطف وتتحرك في الممر المعشوشب وتفتح البوابة الخارجية وتخرج الى الطريق , صوت هتافات بعيدة وضجة – طالب ثانوي يندفع في الطريق متجها نحو فاطمة وملابسه ممزقة – توقفه فاطمة
فاطمة : مالك ياولدي بسم الله في شنو
الطالب: ياوالدة ( متقطع الانفاس ) البوليس ضرب الطلبة في مظاهرة في المدرسة .
فاطمة : ليه ياولدي
الطالب: رغيف ما في ياوالدة ........ عن إذنك (( وينطلق هاربا لايلوي على شي )) تهز فاطمة راسها في اسى وتواصل سيرها .


يافطة مكتوب البوسته القديمة ...... رجلان يتحدثان بصوت مرتفع
- والله قالوا في مظاهرات شديدة في الخرطوم
- اوع يكون وات زول
- لحدت حسع يمكن تكونوا الماتوا ثلاثة
( تمر فاطمة جوارهما وهي تسمع , تتوقف قليلاً ثم تدخل الى المكتب )

تتموج الصورة تدريجاً ويظهر خالد ممسكا بالرسالة وهو متكىء في سريره وحسن يتابع في اهتمام بالغ , يطوي خالد الخطاب قائلاً :
خالد: يبدو انو الاوضاع في السودان سيئة جداً
حسن : دي اسوا حكومة تجيء السودان منذ ناس تهراقا
خالد: دي حكومة البيصحي بدري يمسك الحكم
حسن : وحل الحكمومة لمشاكل الناس زي حل لبصيرة أم احمد
خالد: البصيرة ام احمد ؟ دي منو ؟
حسن: ما سمعت بيها ؟ دي قالوا مرة كانت عاملة فيها حكيمة القرية , ومرة جابوا ليها عجل مدخل راسه في زير وقالوا ليها دايزنك تحلي لينا المشكلة دي . قامت قالت ليهم اضبحوا العجل واكسروا الزير وذهبت .
مثلا: ( يضحكا بشدة )
حسن: والله حكاية ..., بالمناسبة الليلة عندي تمرين دوري الكليات قرب – تمشي معاي ؟
خالد: طوالي ما عندي مانع .
ينهضا ويتحرك خالد نحو دولابه ويبدا في ارتداء الملابس الرياضية ويلبس حسن ثم يخرجا بعد ان يطفا النور ويغلقان باب الحجرة أظلام .
المنظر: ميدان كرة منجل بعض الطلاب يجلسون على المشاطب بينما يكون التمرين في قمته يلعب الطالب في مركز الجناح كرة يمينية لخالد , يندفع خالد بين لاعبين من الخصم ويتعثر ثم يسقط (( بالسرعة البطيئة )) ويتلوى في الم , يندفع حسن من المساطب ويقترب منه ويزيح جموع اللاعبين ويساعده على الوقوف ويتحامل خالد خارجاً وهو يعرج برجل واحدة .
حسن: اوع يكون اتعوقت يازول ؟
خالد: يالله – رجلي تحت بتالمني جداً ....
حسن : يازول شد حيلك – التواء بسيط – ماتفضحنا امام الروس
يخرجا اخيرا من الميدان ويستانف التمرين بينما هما يبتعدان تدريجيا - اظلام

المنظر : اضاءة خافته داخل الحجرة يفتح الباب , يمد حسن يده الى زر النور بجوار الباب ويضاء النور وخالد لازال ممسكا بكتف حسن , يجُلس حسن خالد على سريره ويساعده في ارتداء بيجامته ويستوي خالد راقداً في انهيار تام .
حسن: اديك حبوب منومة عشان تقدر تنوم؟
خالد في الم بالغ : لا ابداً انا الحبوب دي ماجربتها .
حسن : طيب اطفي ليك النور الرئيسي لانه مزعج ؟
خالد : ما بطال .
يتحرك حسن ويضئي الاباجورة على المنضدة ثم يتحرك نحو زر الباب ويطفى النور , ويتجه نحو الدولاب ويغير ملابسه .
حسن: كيف حسع يازول ..... تمام ؟
خالد: خلاص الالم خف شوية – انعل ابو الكورة داتو , فترة صمت (( يرقد حسن ويقرا في كتاب ويبدو عليه الشرود ))
يلتفت خالد وينظر الى حسن نظرة جانبية فيجده يحملق في الكتاب بعينين دامعتين .
خالد: ان داير اسلك ياحسن ومعذره للتطفل بتاعي ده لكن اصلوا ما سمعتك بتتكلم عن ناس بيتكم
يباغت حسن ويسدير نحو خالد.
حسن: ياعزيزي الحديث ذو شجون
خالد: ياسلام , انا متاسف جداً , اوع اكون اثرت اشجانك .
حسن : ابداً ابداً , هو احيانا الكلام بينفس الزول – الواحد ما عارف يبدا ليك من وين , المهم .
يبدا حسن في سرد قصته عبر فلاش باك طويل :
(( انا من ناس عطيرة , امي كانت مرة طيبة من الشمالية , اتزوجها ابوي وهو شغال في السكة الحديد . وزي ما نت عارف المعايش جبارة – عشان كده ابوي كان بيسكر ال24 ساعة ويجي دائما نص الليل وهو يسب ويشخط ويلعن الحكومة ولاي شي ويحطم اي حاحة تلاقيه. كانت امي بتنتظره لحدت ما يجي ولتساعده في تغير هدومه وترقده في السرير وتنوم بعد داك . وفي احدى المرات ابوي جاء نص الليل وسكران كالعادة وفتح باب الحوش وانا كنت صغير لمن سمعت صرخة امي , فتحت باب غرفتي وبقين اعاين بشق الباب الموارب وشفت امي ممددة على الارض ويبدو انو ابوي دفرها ووقعت وضربت راسها بعنفريب و اجهضت لانها كانت حامل , وفي الصباح عرفت انها ماتت . قضاء وقدر ودفناها ورجعنا البيت انا وابوي وما مر شهر بس حتى جاب ابوي مرة منحرفة من نساء الدعارة في البيت ويبدوا انه تزوجها ولمحتني المرة قاعد في ركن بعيد وكشرت لي وشها وقالت لابوي : يانا يالولد ده في البيت ده غايتو . المهم الصباح لبست هدومي وساقني ابوي الى الاصلاحية وهناك اصطدمت بالحياة لاول مرة كنت افارق فيها البيت , المهم اداني ابوي قريشات كده وودعني ومن ديك ماشفته و لاجاني . المهم الزمن مشي والواحد كبر وكنت متفوق جداً في النجارة وفي الدراسة الاكاديمية بالاصلاحية .
كانت هناك منح تجي لطالبين فقط للاتحاد السوفتي والمانيا واهو ربك كريم سهلها علي وسافرت بعد خليت رسالة لابوي عند مدير الاصلاحية . مش دي ماساة بالله ؟
خالد: دي قصة عجيبة جداً . ماساة بحق و لايهمك دي بتحصل في ارقى العائلات .
حسن : طيب ياخالد بعد ده اخليك تنون تصبح على خير
خالد: وانت من اهله اظلام .

المشاهد المصاحبة لهذا الفلاش باك .
الوقت : ليل
(( منزل فقير يفتح باب الشارع ويدخل فيه رجل يترنح وهو يزعق ويسب ويسخط , تنهض امراة من عنقريب منزوى في الحوش وتتجه نحوه وفي تلك اللحظة يكون هناك باب موارب – تطل منه عينا طفل مذعورتين – اضاءة خافته تنبعث من داخل الحجرة التي بها الصبي .
تقترب المراة من الرجل المترنح فيدفعها بغلطة فتسقط على الار ض ويصطدم راسها برجل العنقريب وتمهد حركتها وينظر اليها الرجل بعينين رائعيتين ويتجه مترنحا نحو سريره في اتجاه الحجرة التي بها الغلام .
فيغلق الباب الموارب بحذر ويقع على نطنه في السرير ويرتفع غطيطه اظلام .

الصباح . تابع للفلاش باك .
مقابر , مجموعة من الرجال في جلابيب بيضاء يتفرقون بعد الانتهاء من الدفن , يقود الاب ابنه من يده ويبتعدا مع افواج المعزين , يلتفت الصبي وينظر الى قبر امه بعين دامعة ثم يسدير مبتعدا مع ابوه أظلام




البيت مساءً تابع للفلاش باك
يدخل الرجل السكير ومعه المراة الفاجرة وهي تضحك في خلاعة وتقع عينها على الصبي الذي يجلس منزويا في احد الاركان فيتغير وجهها وتلتفت الى الاب .
المراة : اسمع يازول يا انا يا الولد ده
الاب: ياولية اصبري شوية بكرة بنطيره ليك صبحت الله بخيرها
المراة : وديه الاصلاحية والا اي محل خليه يتعلم ليه صنعة
الاب: اوديه جهنم ذاتها , حسع خلينا في المهم .
(( يسحبها من يدها الى احدى الغرف ويغلق الباب خلفه , وتسمع ضحكاتها الخليعة من الداخل ووجه الصبي قد بدا عليه الاكتئاب الشديد ............. اظلام

الصباح تابع للفلاش باك
محطة بص في شارع اسفلت , الاب والابن واقفين في المحطة , الابن يحمل صرة تحت ابطه يقترب بص يركب الاب والابن – يتحرك البص ثم يتوقف بعد فترة وينزلا.
يافطة كبيرة كتب عليها دار تربية الفتيان مباني بيضاء متناثرة لها اسوار من السلك الشائك – اولاد من مختلف الاعمار يتدافعون في كل الاتجاهات مع سماع صوت صفارة متقطع . يجلس الاب والابن في كنبه في برندة امام مكتب الضباط . يرن الجرس فيدخل الاب والابن ...
يخرج الضابط اوراق يمضي عليها الاب ويستدير خارجاً ونظرات الابن عليه بعيون دامعة .
ينظر الضابط الى الابن في ود وينادي جندي الباب :
الضابط: سوق الولد ده وريه محل سريره
ياخذ الجندي يد حسن ويخرجا ويقطعا الفناء واخيراً يدخلا عنبر طويلاً وضعت فيه السرائر في شكل صفين متوازين , ينهض بعض الاطفال ويتاملون الزائر الجديد في فضول . يقود الجندي حسن ويشير له الى سرير خالي :
الجندي : يا هو ده محلك ابقي ولد فالح
يبتعد الضابط ويجلس حسن في وجوم واخيرا ينكفي على وجهه ويستسلم للبكاء اظلام

تابع الفلاش باك صباح
فناء الاصلاحية – التمرين الصباحي يرتدي كل الاطفال بناطيل وفنايل بيضاء وهم يأدون في الحركات الرياضية مع صوت الصفارة .
تتجه الكاميرة الى حسن وطارق الذي يقف في مؤخرة الصف الاول وقد ابتل جسده بالعرق .
تتطوى الصورة ( roll ) , نفس التمرين لكن يكون حسن قد اصبح رجلاً , لحظات ويصفر المدرب معلنا نهاية التمرين , يتجه حسن نحو ملابسه ويشرع في اللبس ويتجه مع جموع الطلاب الى بورد معلق ليرى نتيجته . هنا يرى اسمه في منح الاتحاد السوفيتي فيصبح فرحا ويلتف حوله اصدقاؤه يهنئوه ويبتعد حسن وطارق اظلام

مكتب الضابط الصباح
حسن امام الضابط يحمل حقيبة السفر ويسلمه الضابط نقوداً واوراقاً ويودعه ويخرج حسن , وفي الفناء عند الباب الخارجي يلتقي برجل يقود صبي صغير يحمل تحت ابطه لفة ملابس – تلتقى النظرات حسن والاب ثم الابن واخيراً ينسل خارجاً , يقف في محطة البص فيركب حسن ويبتعد البص ............................................... انتهى الفلاش باك




الحجرة (5) الصباح
ينهض حسن وينظر الى خالد النائم , ياخذ المنشفة وفرشاة الاسنان ويخرج لحظات ثم يعود , يرتدي ملابسه ويخرج ويغلق الباب خلفه .
يندفع حسن في الفناء ثم يركب الحافلة التي تبتعد لحظات ويصل الجامعة , ينزل حسن ويدخل من باب الجامعة فيلتقي بالفتاتين فتحيانه
الفاتتين : صباح الخير يا حسن
حسن: صباح النور
الفاتتين: كيف لخبار خالد ؟
حسن: والله خليته نايم , احسن يرتاح سدته وخاصة انه الليلة الشغل كثير
يدور هذا الحوار وتلاثهم متجهين نحو المعمل . حسن منهمك في العمل , يقترب بعض الطلاب ويستفسرون عن صحة خالد , ينظر حسن الى ساعة المعمل ويجدها تقترب من الرابعة , يخرج حسن والفتاتين الى بوفية الكلية فيشتري حسن ليمون ويشربون في صمت , واخيراً ينهض حسن ويودع الفتاتين ويتجه نحو باب الجامعة ويركب مع طلاب الحافلة التي تشير بهم الى الداخلية , يندفع خالد اولاً يتخطى الباب ثم الفناء ثم يدخل البهو ويركض على السلالم واخيرا يدفع باب الحجرة وينظر الى سرير خالد غيجده خالياً ويلاحظ مجود ورقة على السرير يرفعها ويقرا.
الاخ العزيز / حسن
ذهبت الى البوسته
اخوك / خالد

يلقي حسن الورقة ويتجه نحو دولابه ويحمل المنشفة ويخرج وهو يصفر نحو الحمام في مؤخرة الطابق , يدخل الحمام ويسمع صوت الدش ثم يخرج ويعود الحجرة , يعلق المنشفة على المشجب
يحمل مراة ومشطاً ويتجه نحو الشباك وينظر من خلال النافذة , تطل الكاميرة من النافذة وتلمح خالد في الجانب المقابل من الطريق وهو يمشي في عرج ظاهر – ينظر خالد الى حسن فيلوح له بخطاب في يده وفي فمه ابتسامة عريضة , يقطع خالد الشارع , تركز الكاميرة على وجه حسن , صوت فرامل عربة وارتطام جسم . تقع المرآة من حسن ويندفع خارجاً مع جموع الطلاب , ينزل حسن السلم ويخرج , يشق حسن جموع الناس المحتشدة ويركع بجوار الجسد المسجى على الارض , ينظر خالد الى حسن بعيون ذابلة ويده متلتصقة على الرسالة فينزعها حسن من بين اصابعه , يُسمع صوت عربات الاسفاف , ياتي رجىن في ملابس بيضاء ويحملا خالد في نقالة وحسن يسير بجواره ويدخل معه عربة الاسعاف وتنطلق العربات نحو المستشفى وينزل حسن ويحمل الرجلان النقالة ويدخلا فوراً بخالد غرفة العمليات , وعند الباب ينزع حسن يده من اصابع خالد بصعوبة ويجلس على مقعد خارج الغرفة ويجهش بالبكاء واضعاً راسه بين يديه , لحظات ويخرج خالد ملفوفاً بالضمادات ويسير في ممر طويل واخيراً يفتح باب حجرة ويدخل خالد ويرقدوه في سريره ويجلس حسن في كرسي بجواره .
(( يفتح الباب وتدخل الفتاتان تحملان الزهور وتقتربان من السرير , ينظر اليهما خالد فيبتسم ابتسامة واهنة وتسدير أحدى الفتاتان نحو حسن قائلة :
الفتاة : انت حتقعد هنا ؟
حسن: ايوه طبعاً ما في طريقة غير كده
الفتاة : خلاص نحن بكرة حناخذ ليكم الاذان من الجامعة
حسن: بس انا عايز منكم خدمة بسيطة .
الفتاة : نحن تحت أمرك.
حسن: لو لاقيتوا اي طالب سوداني هناك خلو يخطر السفارة السودانية بعنوان المستشفى ده .
الفتاة : حاضر طيب مع السلامة .
تخرج الفتاتان وتغلقان الباب برفق خلفهما وتدخل ممرضة وتطعن خالد حقنة يروح بعدها في سبات عميق بينما حسن على الكرسي بجواره أظلام

الزمن :الصباح
المكان : في حجرة المستشفى ضوء الشمس يدخل من الشبك ويسقط على وجه حسن النائم فيفتح عينيه ويقترب من خالد .
يسير في الممر ثم الى الخارج ثم يتخطى عدة شوارع للجامعة يدخل حسن قاعة المحاضرات ويبدوا عليه السرحان الشديد طيلة المحاضرة , وبهد انتهاء المحاضرة يخرج حسن من مباني الجامعة ويوقف عربة اجرة ويستقلها الى المستشفى , هناك ينزل من التاكسي ويندفع في الممر فتوقفه الممرضة وتخبره بان خالد قد مات !!!!!!
وهو الآن بالمشرحة , ويشير بيدها على اتجاه المشرحة ويستدير حسن بعنف ويتحرك في اتجاه المشرحة ويدفع الباب ويدخل .
يقف اربعة رجال سودانيون والطبيب السوفيتي عن كثب ويلتفتوا جميعهم لحظة دخول حسم الذي يجري نحو الجسد المغطى بالملاءة البيضاء وينكفي عليه ويبكي بحرقة ويقترب احد السودانين ويربت على كتف حسن :
- الصبر ياابني انا لله وانا اليه راجعون
- شد حليك ياابني
- انا عايزك لحاجة مهمة .
يلتفت حسن الى المسئول بعين دامعة :
طبعا المرحوم كان صاحبك وساكن معاك , دايرك بكرة تجيب لي اوراقه وعايزك كمان تختم شهادة الوفاة في الجامعة ( يخرج المسئول ورقة ويسلمها الى حسن ويهز حسن راسة علامة الموافقة )).
يبتعد المسئول مع بقية الرجال ويخرج الجميع ويلقي حسن نظرة اخيرة الى جسد صديقه ثم ينهض ويبتعد نو الباب ثم الممر ثم الطريق .......... في الشارع يركب المسئولين عربة السفارة وتبتعد العربة ويسير حسن في الطريق متعبا ويديه في جيوبه واشعة الشمس الضاربة تلقي طلال على وجه حسن الحزين .

فلاش باك متقطع لذكريات حسن مع خالد
الفلاش باك الاول :
حسن في الحمام يغني وملابسه معلقة على باب الحمام يظهر خالد في الممر
خالد: حسن حسن وين انت ؟
حسن ايوه انا هنا
يقترب خالد من الحمام ويسحب الملابس ويجري بها خارجاً وهو يضحك وسط صياح حسن الغاضب واخيراً يستسلم حسن ويعقد يديه على صورة ................... اظلام – انتهى الفلاش باك الاول نعود الى حسن وهو لايزال يسير في الطريق .

الفلاش باك الثاني :
حسن وخالد والفتاتان في احدى المكتبات في السوق سيدة مسنة تقف بالقرب منهم مديرة لهم ظهرها منهمكة في تفحص بعض الكتب , ينظر خالد الى الفتاتان نظرة ذات مغزى , تبتعد الفتاتان وحسن منهمك في تقليب بعض المجلات وهو لا يشعر بهم , يتحرك خالد مبتعدا وفي فمه ابتسامة خبيثة وفي نفس اللحظة تلتف السيدة المسنة ويحده وفي عينيها نظرة استنكار ينتبه حسن ويلتفت فتلقى نظرائه بنظرة المراة , تصفعه المراة وتبتعد وهي تمهره بكلام غير مفهوم , يباغت حسن وينظر الى خالد وهو يقف بين الفتاتين وقد اغرق ثلاثتهم في الضحك يبتسم حسن أظلام .

يصل حسن باب الداخلية ويجتاز الباب في تغافل , يفتح باب الحجرة ثم يضي النور ويتجه نحو كرسي المكتب ويرنحى عليه ويوجه نظرة نحو سرير خالد الخالي ثم ينسحب ببصره نحو الحائط حيث الصورة , ويركز بصره على الصورة ويتخيل انه يقف امام منزل خالد , ينزل السائق يطرق الباب تفتح ام خالد يتحدث معها السائق ويناولها المظروف فتنهار على الارض فيساعدها السائق ويسحبها الى الداخل ويجلسها على احدى الارائك .
فلاش باك اخر حسن ينزع الرسالة من بين اصابع خالد المتخلصة
يدخل حسن يده في جيبه ويخرج الرسالة ويفتحها ويقرا
الابن العزيز / خالد
تحية طيبة وبعد

طبعاً الاجازة قربت ونحن هنا في احر الانتظار واختك بتسال منك طوالي ومحاسن طبعاً شايلة همي كله الله يبارك فيها قلت لي حتجيب صاحبك حسن معاك نحن على الرحب والسعة وأخيرا اقول ليك مع السلامة

امك المشتاقة / فاطمة

يغلق حسن الرسالة وينظر الى الصورة ويتخيل منظر اخر , عربة الموتى تقف امام منزلها وينزل السائق ويطرق الباب ويفتح ابو حسن الباب وزوجة ابيه تراقب المشهد من خلفه . يعطي السائق ابو حسن الرسالة فيقرائها بعين دامعة , ابو حسن في المقابر ومعه زوجة ابيه وعدد من المعزين .
ينهض حسن ويضي النور الرئيسي ويتجه نحو دولاب خالد ياخذ المفتاح من راس الدولاب ويفتح الدولاب , يزيح حسن الملابس الفخمة من احدى الارفف ويسحب حقيبة جلدية من تحتها , يحمل حسن الحقيبة ويضعها على المكتب . ثم يتجه عند دولابه , يفتحه ويخرج منه اوراقه الرسمية , ويعدد ليجلس الكرسي امام المكتب , يفتح حسن حقيبة خالد ويخرج منها جواز السفر ويشرع في استبدال الصور ن الجدران وشهادة الوفاة التي اعطاه اياها الرجل السئول في السفارة , واخير يدفع حسن الجوازني وينظر الى صورة خالد والى صورته وفي الاخير يجمع حسن الاوراق ويضعها في حقيبة خالد ويحمل اوراق خالد ويضعها في دولابه ويغلق الدولاب ثم يتجه نحو النور الرئيسي ويطفيه فتصبح الغرفة في ظلام ث ينكض على وجه في سريره بكامل ملابسه .

الزمان : صباح
المكان: مبنى السفارة السودانية من الخارج .
يتوقف بص ينزل منه حسن وفي يده حقيبة جلدية وقد ارتدى نظارة جيدة لتحجب بعض ملامحه يتحسس حسن نفسه ثم يدخل الى مبنى السفارة وفي الداخل يجد رجل يجلس خلف مكتب يتحدث معه حسن فيمد ويناوله الحقبية ويخبره بمحتوياتها ثم يستدير خارجاً






الزمان صباح
المكان : كافتيريا الجامعة
المنظر: حسن جالس في احدى الترابيز وهويكتب رسالة يطوي الرسالة ويضعها في مظروف ويكتب العنوان (( لقطة قريبة للعنوان ))
السودان
مزرعة ابراهيم عبد الحي
الباقير
ص ب 127
المرسل خالد ابراهيم

ينهض حسن ويتجه خارجاً وفي الطريق يلمح الفتاتان عن كثب فيجيبهما من البعد – يافطة مكتب البوسته – (( لقطة داخلية حسن امام أحدى الشبابيك يتحدث مع الرجل خلف القضبان .
حسن: في جوابين باسم خالد إبراهيم
رجل البوسته: نعم ( يرد العامل بطريقة آلية ويدخل يده في احدى الادراج بطريقة الية ويناوله رسالتين ويدوسهما في جبيه وفي الخارج يضع رسالته في صندوق البوستة .
حسن امام الداخلية يدخل حسن الى البهو وقيل ان يضع رجله على اول درجات السلم يسمع صوت عثمان زميلهم خلفه .
عثمان : حسن ! لو سمحت دقيقة
يستدير حسن ويلمح عثمان الذي كان يجلس على أحدى الأرائك وهو يتصفح جريدة ليضع عثمان الجريدة وينهض متجها عند حسن يصافح حسن صديقه عثمان قائلاً
حسن : أبدا يا عثمان في حاجة ؟
عثمان: أبدا بس في مسئول في السفارة جاء سال منك هنا
حسن بانزعاج شديد : مني أنا ليه .
عثمان: لا ما في عوجة بس كان عايز يشكرك على تفاوئك معاهم وقال انه جاءت برقية من السودان تقول ان الجثمان وصل وتم دفنه .
حسن : الحمد الله , مشكور جداً ياسيد عثمان تصور احسن خبر اسمعه في الاوانه الاخيرة (( يودع حسن عثمان ويستدير صاعداً السلالم )), حسن يجلس على المكتب في الحجرة (5) وهو يفتح الرسائل ويبدا في قراءة الرسالة الاولى .

الابن العزيز \ خالد
تحية طيبة وبعد
وصلتنا رسالتك الاخيرة وما تتصور فرحتنا كانت كيف لكن عندي ليك خبر مؤسف , تصور صاحبك محمد الي في جامعة الخرطوم داك مات في المظاهرات وجابو دفنه في القرية والدنيا كانت قايمة وما قعدت .

المنظر المصاحب للخطاب :
ساعات غروب رجال يدندنون لابسين جلابيب بيضاء في المقابر , كومة من نساء القرية يولوين في مقابر القرية عربة تلوح في الافق يقترب اللون , ينزل الرجال مع الجثمان , تنتهي مراسم الدفن بصلاة الجنازة , ويعود الرجال الى القرية واذان المغرب يتعالى ممزوج بعويل النساء .
واخيراً ياني اقول ليك مع السلامة
امك المشتاقة ابداً
يزيح حسن الرسالة ويضعها جانباً ويفتح الرسالة الثانية



الابن العزيز \ خالد
تحية طيبة
طبعا خلاص جانيا ونحن علامنا ما كمل لكن الشوق شديد وانت عارف هناء اختك طوالي في سيرتك , وهي زعلانه لانه المرجاحه بتاعها انقطعت ولمن صلحناها ليها , قالت ما عد تتمرجح فيها ثاني , اما عن اخبار السودان طبعاً مالية صحف العالم كله الوضع سئ جداً والجدع كل الناس غايتوا ربنا يرفع البلاء
اخيراً تقبل السلام امك المشتاقة
المنظر المرافق
المرجاحة مقطوعة وهناء تنظر اليها وهي تبكي , ينفتح باب المنزل وتخرج منه محاسن وتتجه نحو المرجاحة وتصلحها وتنادي هنا لتركب على المرجيحة تهز هناء راسها سلباً بعصبية وهي مازالت تبكي تترك محاسن المرجاحة و تتجه نحو هناء وتحملها وتتجه نحو المنزل وتدخل وتغلق الباب خلفها .
ينهض حسن ويحمل الرسالتين ويضعهما برفق في دولابه ويعود ليستلقي وهو يحملق في السقف

الزمن : صباح
المكان : الحجرة (5)
المنظر : حسن في كامل ملابسه يخرج ويغلق الحجرة .
لقطة خارجية (( حسن يدخل الحافلة التي تقف خارجاً وتتحرك الحافلة ))
لقطة اخرى (( لقطة مركبة الحافلة وهي سائرة مع نتيجة حائط تتساقط اوراقها دلالة على مرور الايام )).
تتوقف الحافلة وينزل منها الطلاب بملابس التخرج ويدخلون الى ساحة الاحتفال , حيث يجلس مدير الجامعة وعمداء الكليات على المنصة وتذاغ اسماء الطلاب ويذاع اسم حسن فيتقدم نحو المنصة ويستلم شهادته وقد طفرت الدموع من عينيه.
يافطة مكتب البريد , يدخل حسن ويستلم رسالة من الرجل خلف القضبان وينصرف خارجاً
حسن يقراء الرسالة وهو مستلقي بينما الامطار تهطل بغزارة من النافذة نص الرسالة .
الابن العزيز \خالد
تحية طيبة
طبعاً انتظرناك كثيراً ولم تحضر وقلت الولد ده الغيرو شنو , المهم ان شاء الله تكون اتخرجت بدرجة جميلة , اختك هناء كبرت وبقت عروس كبيرة وبتحب الموسيقى جداً وبعدين انك ما كلمتنا عن زيارتك للاوروبا في الاجازات . ارجوا ان تخبرنا بمواعيد عودتك والجميع هنا بخير
تقبل سلام الوالدة ومحاسن وهناء

الزمن : ليل
يطوي حسن الرسالة ويتجه نحو دولابه ويجهز حقائبه ثم يتجه نحو الصورة المعلقة على الجدار وينزعها برفق ويضعها في الحقيبة .
(( وفي تلك اللحظة يسمع صوت نفير الحافلة في الخارج فيهرع حسن وسط جوف من الطلبة خارجاً وتتحرك الحافلة ويلوح الطلاب للمشرف بأيديهم بينما لازالت الامطار تهطل بغزارة ))
لقطة داخلية :
الطلاب يجلسون في وجوم .


لقطة خارجية :
تدخل الحافلة ساحة المطار وينزل الطلاب ويدخلون الى صالة المسافرين وهناك جلس الطلاب على الارائك الوثيرة , يضع حسن حقائبه جوار عثمان ويتجول في الصالة حيث كانت هناك الآلآت الموسيقية للبيع خلف الزجاجية , ياتيه البائع فيشتري حسن جيتار صغير , وهنا يسمع صوت ميكروفون المطار يعلن على مواعيد الطائرة المتجهة الى الخرطوم قد حان فيعود حسن مسرعاً ويحمل حقيبته ويخرج الى حيث كانت تجثم الطائرة فيصعدوا اليها , ما هي الا لحظات وتتحرك الطائرة وتقلع الطائرة وتهبط في مطار الخرطوم صباحاً وينزل منها الركاب

لقطة بعيدة لبص يسير في شارع مدني .
لقطة داخلية :
حسن يجلس جوار النافذة ويبدوا عليه الشرود ويتخيل وهو يطرق باب منزل خالد وتقابله والدة خالد باستغراب ثم تدعوه للدخول فيخبرها بكل شي حصل على الارض .
يقطع تفكيره وصول البص الى المحطة ينزل حسن وسط نظرات القرويين الفضولية , يسير حسن ويتخطى كوبري مصنوع من اعجاز النخيل بينما يغتاظ اهل القرية حوله و يرمضونه في فضول يتوغل حسن في القرية فيلمح احد الصبية ويناديه :
حسن: بالله ياخوي تعال دقيقة .
يقترب منه الصبي في حذر
الصبي: ايوه
حسن : بتعرف بيت ابراهيم عبد السلام
الصبي : ده الولد في روسيا
حسن: ايوه هو بالضبط
الصبي : ايوه بعرفه , يسير الصبي الى بيت وسط ...........
الصبي: اهنداك
حسن: شكرا ليك
ثم يتركه حسن ويبتعد

المنظر : منزل خالد من الخارج
بيت مبني بالطوب له سور من الفنا تحيط به حديقة زايلة , باب الحديقة احدى مقطوعة زملقية على الارض يتخطى حسن باب الحديقة ثم يسير في الممر ويقترب من باب المنزل الداخلي ويطرق الباب وهو يلتفت في ارتباك .
لقطة جانبية :
امراة تمسح نافذة زجاجية من الداخل , تنظر من خلال الزجاج الى القادم , يختفي وجه المراة من النافذة ويسمع صوت خطوات من الداخل وينفتح الباب .
تطل طفلة صغيرة وتنظر الى القادم و ينهل وجهها وتصيح
الطفلة: خالد خالد ............. خالد جاء
وتسحبه من يده الى الداخل , ويستدير حسن ليغلق الباب وعندما يلتفت راجعاً تلتقي نظراته بنظرات امراة في مقتبل العمر ( محاسن) , تقف عند الدرج وهي تمسح يديها في الملاية اتي تنشفها , ويتبادلا نظرات مرتبكة , تشعر هناء بحراجة الموقف فتترك يد حسن وتندفع عند محاسن وتلتصق بها وتنظر الى حسن في ارتياب .
يضع حسن الجيتار على احدى الكراسي ويترك حقائبه عند الباب ثم يتجه الى النافذة وينظر من خلاله بعيدا حيث المرجحية المكسورة في الحديقة ثم يستدير قائلاًَ:
حسن : محاسن مش كده , الحقيقية الواحد ما عارف يبدا ليك من وين والا يقول ليك شنو .
تزيح محاسن هناء بعيداً حيث تذهب هناء لتداعب الجيتار الملقى على احدى الكراسي وتنظر الى حسن قائلة :
محاسن : اتفضل اقعد
يتحرك حسن من قرب النافذة ويجلس بينما تجلس محاسن قبالته
محاسن: ما داعي تقول حاجة لان كنت اقرا للمرحومة جوابات خالد
حسن : المرحومة ( يقولها بدهشة وبنهض واقفاً )
محاسن: ايوه ياحسن , الحقيقة والدة خالد اتوفت بعد سنتين بس انا كنت باستقبل رسائل خالد وارد عليه عشان ما ينصدم لكن فجاءة لاحظت الخط واسلوب الخطابات بدا يتغير فعرفت انه في زول هناك يقوم بنفس اللعبة .
يعود حسن وينهض مجددا ويتجه نحو النافذة ثم يستدير موجها كلامه الى محاسن .
حسن: يعني انت كنت عارفة ان خالد مات
محاسن: لا ابداً مش بالضبط كنت فاكرة طفش في اوروبا انها دي من , وكنت فاكراه هو كل ليه زول يقوم بالرد على رسائله .
حسن: الحقيقة يامحاسن خالد اتوفى في حادث حركة وانا قمت الشهادات وحرصا على اعصاب امه الي كانت مشتاقة جداً من خلال رسائها له , الحقيقة الواحد متاسف جداً للحاجات الي حصلت دي و
محاسن مقاطعة : لا مافي داي للاسف انت قمت بدور نبيل جداً .
حسن: طالما المسائلة سوت نفسها يراها ان استاذن
يقول حسن ذلك وينهض ويتجه نحو الباب ويعاق حقائبه على عنقه ويفتح الباب لحظات ثم يغلقه ويستدير وينظر الى محاسن وهناء التي تركت الجيتار وعادت لتلتصق في محاسن , ظل حسن ينظر الى محاسن تارة والى هنا تارة اخرى والى صورة ام خالد وصورة خالد وصورة له مع خالد معلقة على جدار خلف محاسن وهناء مباشرة , يضع حسن حقائبه وتتحرك الكاميرة من مكان حسن نحو محاسن , حيث ملاء وجه محاسن الشاشة .

حسن : محاسن تتزوجيني
ماهي الا لحظات وتدمع محاسن عيناها ثم تلقي نفسها بين ذراعيه وهي تبكي بينما هناء تلتصق بهما وهي تحملق بهما في دهشة .

الزمن : الغروب
المكان : جبال اركويت
المنظر : رجل وامراة يقتربان نحو الكاميرة بينهما طفلة تعدو في جميع الاتجاهات وهما يسيران متشابكا الايدي وخلفهما اشعة الشمس الضاربة بين الجبال واخيرا تتوقف الكاميرة

الأربعاء، 25 مارس 2009

محكمة الاشباح

محكمة الأشباح أو عدالة الشارع
"1"
الزمان: نهار
المكان: محطة ام علي بين عطيرة والخرطوم
المنظر : تجول الكاميرة خلال المرتفعات التي تحيط بالقرية وتستقر اخيراً على شخصين يقفان في محطة قطار .
عثمان يقف مع فتاته وهي تحمل أطباق على رأسها قادمة من جهة القرية.
الفتاة: خلاص يا عثمان ماشي التخرج ؟ ألف مبروك والله .
عثمان : ده كله من فضلك أنت (( يمر تاجر على حماره وينظر إليهما شذرا) اسمعي التاجر اللئيم ده عمل لا بوكي شنو ؟
الفتاة : لسع مضايقو في البيت وقال مبالغ كبيرة
عثمان : والله زول زي ده يهودي ما زيه , وهو قايلنا ما عارفين أنو بيتلاعب في سكر التموين , الزول ده ليه يوم
الفتاة : أوعك تبلغ عنه , أنت داير ناس الحلة يقولوا علينا شنو؟
عثمان: يا عزيزتي المجاملات إلفي ضرر الناس دى ما بتنفع
الفتاة : خليك منه حسع أنت زول خريج قانون حستشتغل في الخرطوم ويكون عندك مستقبل . مالك ومال القرية الميتة دى.
(( يسمع صوت القطار ويقترب فيودع فتاته ويركب القطار ويلوحا لبعض ثم يتحرك القطار ))
"2"
الزمان : صباح
المكان: غرفة نوم فخمة .
المنظر: فتاة تجلس أمام المرآة بملابس التخرج , والدتها تصفف لها شعرها , يدخل والدها ثائراً وهو يشخط ويلقي بحقيبته على السرير ويرتمي على الكرسي وعيناه يتطاير منهما الشرر .
الوالدة : (( تقترب منه وتضع يدها على عنقه برقة)) مالك يا عبد المجيد في شنو
عبد المجيد يرفع رأسه : الزول الجابو ألينا جديد ده
الوالدة: ما لو ده كمان ده ثاني ؟
الوالد: ده ما صدق أنو عينوه جديد داير يعلمني الشغل , وأنا شغال في المطار ده 25 سنة بعمره.
الابنة: أسمو منو يا أبوي ؟
عبد المجيد: أسمة الزين يعقوب – خريج معهد تجاري .
الابنة: لكن يا بوي زول زي ده يعينوه هنا كيف ؟
عبد المجيد : قالوا جايب ليهو توصية من شخصية كبيرة يمكن تكون وزير , هسع أنت خلينا من الشغل – انعل ايو الشغل ذاتو – مستعدين علشان أوديكم الجامعة عشان المواعيد قربت
(( تنهض الفتاة ووالداتها وينهض عبد المجيد ويخرجوا من الحجرة ويغلقوا الباب




"3"
الزمان: صباح
المكان: منزل في حي شعبي
المنظر: أحمد مرتديا لبس التخرج – والداه يجلسان على عنقريب يرشقان الشاي هما ينظران إليه في أعجاب بينما شقيقه تمسح له حذاءه – ينهض أحمد وتنهض أخته وهي تضع يدها على عنقه.
أحمد: يا سلام عليك يا أبتسام يا أحسن أخت في الدنيا الواحد ما كان عارف من غيرك يعمل شنو
ابتسام : لازم تمشي الجامعة نظيف عشان يمكن تجيب ليك عروسة معاك .
الوالدة: يابت الله يقطع لسانك , أمال بت اختي أنا خاتاها لمنوء
الوالد: هوى يا حاجة , أعملي حسابك انا شايفه يناسب فاطمة بت عبدالله أخوي
(( يحدث لفظ ونقاش حاد))
أحمد: ياجماعة روقوا شوية , الواحد دابو يتخرج دابر ليه 5 سنوات , لف عشان يتعين و 10 سنوات عشان يكون نفسه و 5 سنوات عشان يقكر في الزواج وبعد ذلك إحتمال ما يلقي الفتاة المناسبة لانو يكون فات في الفوات .
( يضحك الجميع – وينحني أحمد ويحمل حقيبته ويودع الجميع و عند الباب تصيح ابتسام ))
ابتسام: أحمد انا دايره امشى معاك حفل التخرج ) –
(( تقول ذلك وتدخل في أحدى الحجرات وتخرج لابسة ثوب ويكون لا مفر من خروجها معه فيخرجا ويلوحا لوالديهما على الباب))

"4"
الزمان : نهار
المكان : داخل بص سفري (( مدني , الخرطوم )
المنظر: خالد يقرأ خطاب (( يقرأ الخطاب بصوت كاتبه)):
أبن الخالة العزيز \ خالد
تحية المحبة والإخلاص
أسعدني جداً نبا تخرجك وكنت أتمنى احضر معك حفل التخرج ونحي ذكرى أيامنا ديك لما كنت بجيبك في الجامعة , تصور أمس اضربنا في المدرسة عشان ما كان في رغيف .
وكان العبد الله طبعاً زعيم المظاهرة ومشينا هتفنا جنب بيت الحاكم – المهم قفلوا المدرسة واعتقلوا بعض الطلاب وبرضوا حصلت بعض الاشتباكات بين الطلاب والبوليس غابتو ربك ستر ما زول مات وأخيرا أقول ليك مع السلامة , وإلى اللقاء في درب النضال
إبن خالتك عصام الدين ابو اليزيد

الصورة المصاحبة للخطاب :
شاب في الثانوي العالي يخط في رسالة : راسه مربوط وبه بقع دم ويده مربوطة إلى عنقه وهو جالس في سرير مستشفى يكتب , ثم يضع خالد اخيراً الخطاب في جيبه ويسلم للنوم على ازير البص .
لقطة للبص من الخارج وهو منطلق .


"5"
الزمان : نهار
المكان : فيلا من ثلاث ادوار في الخارج بالرياض .
المنظر: يقف طارق بملابس التخرج وهو طالب مسيحي يقف عند الباب امام عربة مرسيدس فخمة
الوالد : كنت عايز أوصلك ياولدي الجامعة لكن زي ما أنت شايف القضية بتاعت المحكمة دي دايرة ليها شك طوالي شد حيلك يا ابني .
(( يقبل الوالد ابنه ويركب العربة وينطلق بها بينما طارق يقف وهو ينظر اليها ...... ينفتح باب المنزل وتخرج والدة طارق وتضع سلسلة بها صليب حول عنقه وتقبله ثم تدخل إلى المنزل .... يتجه طارق نحو عربته و يفتح الباب ويركب و تسير العربة LAND CRSER))

"6"
الزمان : عصر
المكان : ميدان بجامعة الخرطوم ( ميدان كلية القانون ) حفل تخرج
المنظر : لقطة (1)
طلاب القانون جالسون داخل صوان كبير بينما عميد القانون يخطب فيهم ويخبرهم عن القانون وكيف انه سلاح ذو حدين قد ينفع وقد يضر – تتجه الكاميرة إلى جميع الطلاب الجالسون وهم يستمعون وتركز على الأصدقاء الخمسة وهم يجلسون ويبدو عليهم الشرود


لقطة (2)
الطلاب يتفرقون بينما يسير الأصدقاء الخمسة ومعهم ابتسام شقيقة احمد وهم يتناقشون وعند بوابة الجامعة الخارجية يتفرق الأصدقاء
لقطة (3)
مفكرة تتساقط أوراقها دلاله على تعاقب الشهور

"7"
الزمان : صباح
المكان : كافتيريا المتحف القومي
المنظر : طارق وأيمان جالسان – طارق يقلب صحيفة في يده وفجأة تبدو على وجهه علامات الحزن العميق ويقول لإيمان التي كأنت تجلس ساهمة :
طارق : تتذكري يا إيمان أحمد صاحبنا في الشلة ؟ أبو طويلة
إيمان : أيوه – كيف هو زول ؟ مالوه
طارق :أخته ابحاث معاه في التخرج ديك ماتت
يتغير وجه ايمان وتتناول الصحيفة وتقراها ويبدوا عليها التاثر
طارق : ياسلام أحمد كان بيكلمنا عنها طوالي – هسع يكون تعيس جداً
ايمان : لازم نمشي ليهو والعنوان موجود
ينهضا ويتحرك الاثنان إلى الخارج ويركبا عربة طارق .


"8"
الزمان: الغروب
المكان : صيوان لمأتم
المنظر: يجلس عدد كبير من المعزين – عربة طارق تظهر وتقف عن كثب
تدور الكاميرة وتستقر على الأصدقاء الخمسة الذين يجلسون في صمت وأخيرا يقول احمد وعيناه دامعتان :
أحمد : الحقيقة المرحومة ضربت يدها بالقراز وكأنت بتنزف بشدة وبعدين أبوي وامي ودوها الحوادث وهناك مالقوا زول , وبعدين ابوي مش جاب ليهو دكتور من بيتهم وقام الراجل مشكور باللازم ولكن بعد سبعة ايام حصلت ليها مضاعفات خطيرة – رجع بيها الوالدالمستشفى تاني وهناك في الحوادث برضه مالقوا زول وقام الوالد مشي لمكتب الأخصائي وهو رجل ملعون ودق الباب وأبي يقوم يفتح ليهو الباب وأبوي دفر الباب وفتحه ولقي الأخصائي عامل مشغول وبكل بجاحة قال لابوي : امشي اطلع بره ,,,, تتصور طرد ابوي ,,,,,, وبعد داك أختي ماتت نتيجة الإهمال
خالد : لا حول ولا قوة الا بالله ...... والله زول زي ده مفروض يعدم عديل
ايمان : لكن أل بسمع الكلام ده منو ؟
أحمد : وأنتو اخباركم شنو
عثمان : الحقيقة باحمد الي يشوف مصايب الناس تهون عليه مصيبته لكن نحن غارقين في المآسي حتى النخاع
أحمد : في شنو يا عثمان
عثمان : تتصور عندنا تاجر في القرية كده يهودي بس يساوم على أي حاجة – تتذكر البنت زينب القلت ليكم انا هايز اتزوجها ؟ تتصور ازول ده متزوج مرتين وبعد ده ساوم ابوها المديون حتى النخاع في انه يصفي الدين أو يزوجه البت . المشكلة الراجل ده هامل فيها بتاع دين وسبح وصلاة – والشخص ده بيستغل جهل ناس قريتنا ويبيع سكر التموين بتاعهم ويمون قريته بيهو
طارق : علي النعمة ده تاجر البندقة مازيه
ايمان: اما نا فقضيتي مختلفة تماماً .... تتذكر الراجل ال اسمه يعقوب داك ؟ ده راح يتامر على ابوي وخلوه فصلوه فصل تعسفي للصالح العام و هسع قاعد ليك في مكتبه يتجح , وتتصور أبوي من اليوم داك عنده اكتئاب شديد وقاعد في البيت ما بتكلم والليل كله يحوم وما بنوم , لكن الحمد الله اهو نحن عايشين .
خالد : طبعاً ياجماعة زي ناس طارق ديل ما بيكون عندهم مشاكل – ناس مرتاحين (( يبين الامتعاض على وجه طارق ويظر إلى خالد وعتاب ))
طارق : ابداً والله ياجماعة , مافي زول في الدنيا دي يكون ما عنده مشاكل بس بتتفاوت المسالة مرات بتكون مشاكل على خفيف ومرات تكون حادة .... الحقيقة في قاضي من الناس الطوارى أتلح ليك ابوي عديل مستغل مسالة نحن مسيحين وراح مصادر ليك قروش ابوي ال في البنك كلها بتهمة التعامل في الربا والأدهى من ذلك العربية بتاعت أبوي اللي كان بحبها زي أولاده ما خلاها ليهو .
أحمد : ( في سخرية ) هذي أيامك يا مهازل قد عد كلب الصيد في الفرسان
خالد : ياجماعة , أنا عندي فكرة جهنمية – نحن عندنا نماذج سيئة زي دي في المجتمع والقانون ما قاعد يطالها ولا أي حاجة رأيكم شنو نكون محاكم سرية لهؤلاء الأشخاص وتنفذ فيهم العدالة .
ينظر الجميع إلى بعض في دهشة ويمد كل يده ويضعها على يد زملائه.

"9"
الزمان : صباح
المكان : جامعة الخرطوم – مكتب عميد كلية القانون
المنظر : الأصدقاء الخمسة يجلسون مع العميد الي ينظر اليهم بتبسم .
العميد : ياجماعة والله كلامكم ده عين العقل ومنطقي جداً لكن في نفس الوقت خطير جداً ويمكن يعرضك للمساءلة القانونية .
أحمد : فعلا , لكن نحن خلاص قرينا الحكاية دي ومافي مانع نموت وتحيا بلادنا وكل الشعوب الحرة .
ينهض الجميع ويصافحوا العميد ثم ينصرفون


"10"
الزمان : ليل
المكان : امام مستشفى حكومي
المنظر: الاخصائي علاء الدين يخرج من المستشفى ويتجه نحو عربته وهنا يقترب منه طارق الذي يرتدي ( أوفرول ) ويعلق سماعة .

طارق : لو سمحت يادكتور ........... ماشي على الخرطوم
الاخصائي في جلف :- ايوه ( دون ان ينظر اليه
طارق : لو سمحت توصلني معك
يشير الاخصائي بعنجهية له ليركب بالاتجاه الاخر دون ان يتحدث وتحرك بهما العربة .
وعند طريق مظلم ( لقطة داخلية ) :
طارق يخرج قطعة مبللة بمخدر ويضعها على انف الاخصائي الذي يفاجا بها ويغمى عليه

"11"

المنظر : مخزن ضخم ملئ بالصناديق الفارغة ويدخل الأصدقاء الخمسة يرتدون أقنعة على وجوههم ولا تظهر سوى أعينهم – يقتربون من صندوق على منضدة أمام شخص يجلس عليها وهو صامت يرتدي قناع و يحمل كل منهم ورقة , وفي الطرف الأخر من المخزن يرى الأخصائي وهو مقيد على عمود

ايمان : انا شاهد دفاع ياسيادة القاضي عثمان : انا ممثل الاتهام ياسيادة القاضي
خالد : انا ممثل الدفاع ياسيادة القاضي
القاضي : اقرا على المتهم علاء الدين التهمة :
المتهم علاء الدين أنت متهم بانك تسببت في موت المجني عليها ابتسام دفع الله نتيجة للاهمال وهذا تقصير في المسئولية
القاضي : شاهد الاتهام الاول (( يقترب أحمد )
أحمد : نعم ياسيادة القاضي
القاضي :بدون عواطف اشرح لنا تفاصيل الجريمة
احمد: (( يحكي لهم تفاصيل الجريمة كما حدثت – تتحول الكاميرة إلى وجه الدكتور الممتقع ))
القاضي : ممثل الدفاع
خالد : نعم سيادة لقاضي (( يتجه نحو المتهم المقيد على العمود ويقول :- اسمع ياأخينا عندك أي بيانات أو أدلة ممكن تدلي بيها علشان تعين الدفاع
الطبيب بصوت متهدج : ياجماعة احكموا علي بأي حاجة بس المهم يرتاح ضميري أيوه انا معترف باني كنت فعلاً بتعامل مع الناس بعدم مسئولية وما احترمت المهنة .
القاضي : بما ان المتهم قد اقر ضمنا بجريمته وتراجع عنها لاتجد المحكمة مفراً من اطلاق سراحه بعد جلده خمسين جلدة و دفع مبلغ 500 جنيه كتعويض رمزي لاهل المجني عليها ويفتح العيادات الخارجية للعلاج المجاني لمدة اسبوع
الطبيب : ايوه , انا مستعد اعمل الحاجات دي كلها
القاضي: يجب أطلاق سراح المتهم فوراً وغداً يستلم منه المبلغ في نفس المكان الذي اختطفناه منه محكمة وينهض الجميع وينسحب القاضي في الظلام , يقترب طارق من الطبيب ويحل وثاقه

"12"
الزمان : صباح
المكان : غرفة المستشفى
المنظر : صحفيون يتدفقون إلى داخل الحجرة بينما رقد الطبيب علاء الدين على بطنه و قد ظهرت آثار السياط على ظهره وهو يصر على إلا يدلي بأي أقوال للصحفيين



"13"
الزمان : ظهر
المكان : مطار الخرطوم
المنظر : طارق وأيمان ينظران إلى رجل يحمل حقيبة سامسونيت وهو يخرج من أحدى ردهات المطار ويركب عربة فخمة تطارده عربة طارق دون أن يشعر حتى تتوقف أمام منزل فخم بالعمارات ويدخل البيت .
لقطة داخل عربة طارق .
طارق : يا ده الزول يا أيمان متأكدة
أيمان : جداً لأنه لقيت صورته في الجرائد
طارق طيب المحكمة الليلة ونشوف. تتحرك العربة راجعة

"14"
الزمان : ليل
المكان : المخزن المهجور
المنظر: تشكيل المحكمة حيث يجلس القاضي الغامض في الصدارة

القاضي: ممثل الاتهام
أحمد : نعم ياسيادة القاضي
القاضي : اقرا للمتهم التهمة , ( تنتقل الكاميرة إلى العمود الخالي )
خالد: بما أن من المتعذر حضور المتهم فقد قررت المحكمة محاكمته غيابياً بتهمة استغلال النفوذ والإضرار برجل برئ
القاضي: شاهد الاتهام
إيمان : تحكي لهم كيف أن الرجل استعمل جميع الوسائل لتدمير والدها وأخيرا وشى بيه على أساس انه في حزب محظور
ممثل الدفاع ( عثمان ): بما أن الرجل يمتاز بالنذلة فانا لا أجد مبرر للدفاع عنه
القاضي : محكمة
ينهض الجميع
القاضي : بما أن الإسلام قد اقر السن بالسن والعين بالعين فيجب تدبير مكيدة لفصل هذا الرجل من العمل .
ينهض القاضي وينصرف
"15"
الزمان : صباح
المكان: منزل الزبير يعقوب
المنظر: يقف طارق و أيمان قرب عربة طارق , يخرج الرجل المسئول ويركب عربته و ينصرف تقترب أيمان وهي تحمل مظروف في يدها وتضغط على الجرس , يفتح الباب وتعطيهم المظروف , قطع ......... أحمد يتصل تلفونينا بجهة ما .
عربة بوليس تقف أمام منزل الرجل ويدخل رجال الأمن والبوليس إلى المنزل يخرجون وهم يحملون المظروف .
الرجل يجلس على مكتبة في المطار بكل بجاحة ويفتح الباب بقوة ويدخل رجال البوليس فينهار الرجل الذي يسحبه رجال البوليس إلى الخارج .

"16"
الزمان : ليلة مقمرة
المكان : قرية عثمان –نخيل
المنظر : محكمة تحت النخيل – التاجر مقيد على جذع نخلة وتشكيل المحكمة ( بدون أيمان )
القاضي الغامض : ممثل الاتهام
طارق : التاجر متهم يتلاعب في السلع التموينية ويستغل نفوذه
القاضي : شاهد الاتهام
عثمان : يحكي تفاصيل القضية من عدم نزاهة الرجل ( بدون صوت )
القاضي : ممثل الدفاع
احمد : يتجه نحو المتهم المقيد : عندك أي حقيقة عايز تدافع بها عن نفسك ؟
التاجر: ينظر إليه في حذف – صمت
القاضي : افتكر ما عنده حاجة يقولها , محكمة
حكمت المحكمة على المتهم بالجلد 50 جلدة والغرامة ألف جنيه وفي حالة عدم الدفع يحرق دكانه بما فيه كما أن المحكمة قد قررت إيقاف زواجه من زينب وإعفاؤه لجميع الديون المستحقة ونحن نحذر المتهم أن كان حريصاً على حياته أن يتحرى الدقة في تنفيذ كل ما قيل سلفاً وان لا يتصل بأي جهة حكومية محكمة .

"17"
الزمان : صباح
المنظر : عدد من الصبية ورجال القرية يلتفون حول التاجر الذي تمزقت ملابسه من اثر جلد السياط وهو يلتوي – يضحك الصبية فيسب التاجر ويلعن


"18"
الزمان : صباح
المكان : أمام أحدى محاكم الطوارئ
المنظر: خالد وأحمد وطارق ينظرون إلى القاضي الذي يخرج وهو يرتدي قفطان وسط هالة من الجنود ويركب عربية وينطلق .
طارق : الزول ده اختطافه صعب جداً
خالد : أقول ليكم كلام ؟ الزول ده ما داير ليه محاكمة
طارق : كيف يعني ما داير ليه محاكمة " بحده" خلاص ......... أي حاجة أنتهت
خالد : أبدا ... ما تفهمني غلط – بعدين حتعرف اظلام




"19"
الزمان : ليل
المكان : شارع مقفر مظلم
المنظر : عربة تقف في منتصف الشارع يظهر شخصان يرتديان ملابس سوداء ويحملان هراوات يعترضان طريق العربة التي تتوقف وينزل منها القاضي وهو يحمل مسدسه وفي اللحظة التي يصوب فيها المسدس يندفع شخص من خلفه ويحصاره بقطعة حديد على رأسه فيترخ ويسقط على الارض ويضربونه ضربا مبرحاً .
يضع خالد على قميص القاضي ورقة بها التهمة والحكم وممهورة بالمحكمة الشعبية ( يركب الاشباح الثلاثة عربة القاضي الغامضة وتندفع في الطريق نازلين على قارعة الطرق )
"20"
الزمان : صباح
المكان : السوق
المنظر : مجموعات من الناس تتحدث عن المحكمة الشعبية السرية وكيف أنها عادلة وقد تعاطف معها الناس وكيف أن المسئولين قد وجدوا جزاءهم



"21"
الزمان : مساء
المكان : غرفة في المستشفى
المنظر : ضابط التحري يتحدث مع القاضي وفي يده الوريقة وقد تغطي جسد القاضي بالضمادات .
القاضي يتحدث بصعوبة : قلت ليك لم اتمكن من تميزهم , لكنهم كانوا شباب حديثي السن
المتحري : الم يكن هناك شي مميز
القاضي بصعوبة : ابداً , ارجوك ارحمني
المتحري : هل تعرف أن هؤلاء يسمون انفسهم بالمحكمة الشعبية وقد تبنوا مسئوليتهم عدة مرات عن حوادث مضت وهم يشكلون خطر على الامن العام
القاضي : هذه مسئوليتكم أنتم , يجب عليكم اعتقال هؤلاء المخربين باسرع وقت
المتحري : نعم يامولانا , نحن نبذل قصارى جهدنا ولكننا لا نعرف اين تكون ضربتهم القادمة
(( ينصرف المتحري تاركاً القاضي بين وسط الضمادات )

"22"
الزمان : ليل
المكان : المخزن القديم
المنظر: تشكيل المحكمة , رجل مقيد على عامود وهوينظر في رعب إلى المكممين بينما يجلس القاضي الغامض
خالد ممثل الاتهام يتقدم أمام الرجل ): قلت ابو جاتك تعليمات باطلاق النار على المتظاهرين لكن ده ما بيمنع انك تطلق النار في الهواء ساكت .
الضابط قاسم : الحقيقة أنتو ما بتعرفوا القانون العسكري اذ قالوا ليك اضرب يعني تضرب وإذا رفضت ده يعتبر خيانة
خالد : أنت زول سوداني والناس اللي المظاهرة مواطنين وكان ممكن تضحي بمنصبك ده وما تضرب فيهم النار , مش كده
الضابط : يصمت
خالد: يعني أنت بتقر بذنبك انك أطلقت النار وتسببت في وفاة عصام حسن في إحداث يناير 1982م .
قاسم : أنا أنا ياجماعة برئ – أنا بنفذ التعليمات , أنا هسع ضميري أنبني لما عرفت انو في زول مات
خالد: أنت كنت بتتوقع شنو لما تضرب ناس عزل بالرصاص
القاضي : خلاص يا ممثل الاتهام يكفي استجواب المتهم - ممثل الدفاع
أحمد : القضية دي قضية شائكة , أنا بشوف الزول ده ما مذنب لأنه ينفذ تعليمات , بعدين مسالة انو لو ما نفذ التعليمات حيتضرر دي مسألة وارده لأنه أكيد بيعول أسرة عشان كده ارجوا من المحكمة تتوخى العدالة وتصدر عليه حكم مخفف
خالد يصيح معترضاً : لا , لا يمكن الزول ده لازم يعدم – عارفين يعني شنو عشان تاني مافي يطلق النار على المواطنين
القاضي : شنو يا ممثل الاتهام نحن ما قلنا في القانون الزول ما بينفعل – أنت لازم تكون محايد
( يهدا خالد ويجلس )
القاضي : محكمة , رفعت الجلسة لحين صدور الحكم .
(( ينصرف الأصدقاء ويبدو على خالد التشنج الشديد وهو ينظر إلى المتهم في حقد أعمى – لحظات ويجتمع أعضاء المحكمة مرة أخرى )
القاضي : توخياً للعدالة وقياساً للأدلة قد قررت المحكمة .
( وفي تلك الإثناء تكون الكاميرا تنتقل في وجوه أعضاء المحكمة المقنعة ثم إلى المتهم الذي بدا يرتجف من الرعب)
الموقرة الحكم ببراءة المتهم وإطلاق سراحه عند منتصف الليل .
خالد ينهض ثائراً: ما ممكن – دي ما عدالة .
( ينهض الجميع ويهدؤون خالد وينصرفوا ليتها مسوا في أجزاء متفرقة من المخزن – تمر فترة هدوء وتنتقل الكاميرا إلى حيث يرقد خالد فوق كومة خيش وهو يحدق في حقد إلى المتهم وينهض خالد ويتجه نحو دولاب كتب عليه (( خزينة المحكمة الشعبية ) ويفتحه بحذر ويسحب مسدس القاضي ويتجه خلسة إلى حيث يقف المتهم إلى حيث يقف المتهم مقيداً على عامود وهو منكس الرأس مغمض العينين ينتبه المتهم إلى خالد الذي يشير له بالصمت , يخرج خالد المسدس ويصوبه نحو رأس المتهم وهنا يبدو الرعب الشديد على المتهم ولكن سرعان ما ترتجف يد خالد ويسقط يده المسدس في يأس , لكنه يرفعه مرة أخرى ويصوبه إلى فخذي المتهم ويدوي طلقان سكون الليل .
يصرخ المتهم في الم ويسقط المسدس من خالد الذي يجلس على الأرض وهو ينتحب بينما الأصدقاء ويندفعون نحوه وينظرون إلى المتهم الذي كان يتلوى والدم ينزف من فخذه الأيسر بشدة ويندفع عثمان وأحمد نحو المتهم ويحلان وثاقه ويرقداه ويجريان له إسعافات أولية ويكون المتهم قد أغمي عليه من الألم ثم يحملاه إلى عربة طارق وفي تلك الإثناء يكون طارق قد أخذ معه خالد إلى غرفة داخلية ( أظلام ).


"23"
الزمان : صباح
المكان: كافتيريا عامة بحدائق ابريل
المنظر : يجلس الأصدقاء واجمون وهم يناقشون خالد في هدوء
خالد: ياجماعة اعذروني , أنا ضيعت ليكم مجهودكم كلها .
إيمان : أبدا يا خالد , ما تزعل , أصلوا ما في عدالة كاملة غير عدالة السماء شوف نحن صلحنا كثير لكن غلطنا غلطة واحدة ..
خالد أنا الزول ده كنت متعاطف معاه لكن كنت بشعر بان روح عصام بتحن دائما على الانتقام .
طارق : الحمد الله أنت حسع ما كتلتو ودي برضها سلامة كبيرة .
(( وإثناء حوار الأصدقاء ينظر أليهم رجل من مقعد مجاور في تشكك ثم ينهض خلسة ويتحدث مع رجل بوليس يقف أمام عربة نجدة في طريق الإسفلت خارج الكافتيريا ويعود ليجلس وفي تلك الإثناء ينهض خالد ))
خالد: ياجماعة أنا لازم أصلح غلطتي مهما كلفني الأمر , طيب مع السلامة ,,,
وبمجرد خروج خالد من احد الأبواب يحاصر رجال الأمن والبوليس المكان ويلقون القبض على الأصدقاء ويقودنهم وسط تجمع ودهشة لجماهير إلى عربات النجدة بالخارج .




"24"
الزمان: ليل
المكان : المخزن- مقر المحكمة الشعبية
المنظر: خالد يدخل المخزن ويتجه نحو الدولاب ويحمل حقيبة مليئة بالنقود ويستدير مبتعداً , (قطع) خالد إمام منزل متواضع يطرق الباب , تفتح الباب امرأة في مقتبل العمر وينظر خالد من فوق كتفها إلى رجل يجلس على كرسي متحرك يلاعب طفلين (ولد وبنت)
خالد: الحقيقة أنا ما عارف أقول ليك شنو ممكن ادخل
المرآة : أيوه أتفضل
((يدخل خالد ويحيى الرجل الجالس على الكرسي المتحرك يمكن استعمال تكتيك بالمرآة للحصول على لقطات من زوايا متعددة تجمع الثلاثة خالد والزوجة وقاسم ))
خالد: النقيب قاسم , مش كده
المرآة : أيوه أنت بتعرفه
خالد: الحقيقة قرأت قضيته في الجرائد
(( وفي تلك الإثناء يكون قاسم مشغول بملاعبة الأطفال وفي عينيه نظرة حزينة ))
المرآة : تتجه نحو زوجها وتربت على رأسه : الحقيقة لو مشكلته شلل بس معليش , لكن عنده اكتئاب شديد وما يتكلم مع أي زول .
خالد: وكيف حسع ما في أمكانية لعلاجه في الخارج ؟
المرآة : والله قالوا ممكن يتعالج في ألمانيا والحكومة أتعهدت بدفع نصف النفقات والباقي علينا وزى ما أنت شايف الحالة مش ولابد
خالد: النصف الباقي كم يعني
المرآة تنظر إلى خالد في ارتياب : 3 ألف جنيه
خالد : خلاص في الشنطة دي 5 ألف جنيه اعتبريها تبرع مني
المرآة بدهشة : لكن أنت منو
خالد: نسيت أعرفك بنفسي , انأ اسمي خالد – خريج كلية القانون – جامعة الخرطوم – الحقيقة القروش دي نذر بتاع واحد قريبي اسمه عصام مات وجاني في الحلم وقال أجيبها هنا ووصف لي بيتكم ده زي ما هو
المرآة : سبحان الله (( تنظر إلى السماء) أشكرك يأرب
خالد : طيب أنا استأذن ولتمنى لما ارجع تاني ألقاه مشي برجليه من جديد
المرآة : أن شاء الله
(( ينهض خالد ويتجه نحو الباب وينصرف , تعود المرآة وتحمل الحقيبة وتجلس بها قرب زوجها وتنتحب في فرح وهي تبعثر محتوياتها وزوجها ينظر إليها في ذهول نظرات خاوية وهو لازال يداعب طفليه ))

"25"
الزمان : صباح
المكان : أمام المحكمة ( لقطات داخلية للمحكمة)
المنظر: جماهير غفيرة تحيط بالمحكمة وهي تهتف هتافات متعددة , خالد يحرض الجماهير . . . تقتحم الجماهير المحكمة وتطلق سراح الأصدقاء وتحملهم وتخرج في مظاهرة كبيرة حتى تتجمع أمام القصر الحاكم وتهتف ضده يهرب الحاكم وأسرته بطائرة هليوكوبتر وتقتحم الجماهير الثائرة القصر ( لقطات من الأرشيف ) وتحرق القصر .

"26"
الزمان : صباح
المنظر: الأصدقاء الخمسة يعبرون شارع الجامعة إلى داخل الجامعة ولكن في الطريق يلمح خالد الضابط ( قاسم) يسير برجليه مع عرج خفيف ومعه زوجته وطفلاه , يتوقف خالد بغتة وينظر إليهم من الطرف الآخر المقابل للشارع نظرات فرح وفي تلك الإثناء يلتفت أحد الأطفال وينظر إلى خالد ويلوح له , يرد خالد التحية ويترك يده مرفوعة حتى يدخل قاسم وزوجته العربة .
تتحرك العربة وهنا يستدير خالد نحو أصدقاءه الذين ابتعدوا وفي عينيه تغطيهما الدموع....... خلفهم إلى داخل الجامعة .

"27"
الزمن : الصباح
المكان : مكتب عميد كلية القانون
المنظر : الأصدقاء جالسون في حلقة إمام عميدهم الذي كان يتحدث معهم في نبره خطابية :
العميد : والله ده كان مجهود جبار وخطير لكن الحمد الله الواحد قدر يسير العدالة ويأخذ بحق بعض الناس المظلومين وإلى هنا أنتهت مهمتكم وأنتو مشكورين
(( ينهض الجميع ويودعون العميد ويخرجوا وعند الباب يلتفت احمد ويقول:
أحمد: لم تنته مهمتنا يا سيادة العميد وإذا عادوا عدنا
يقول أحمد ذلك ويغلق الباب , يسحب العميد ( القاضي) أحد الإدراج ويخرج قناع ويرتديه وينظر إلى المرآة ويضحك ضحكة مجلجلة


انتهى
1982