محكمة الأشباح أو عدالة الشارع
"1"
الزمان: نهار
المكان: محطة ام علي بين عطيرة والخرطوم
المنظر : تجول الكاميرة خلال المرتفعات التي تحيط بالقرية وتستقر اخيراً على شخصين يقفان في محطة قطار .
عثمان يقف مع فتاته وهي تحمل أطباق على رأسها قادمة من جهة القرية.
الفتاة: خلاص يا عثمان ماشي التخرج ؟ ألف مبروك والله .
عثمان : ده كله من فضلك أنت (( يمر تاجر على حماره وينظر إليهما شذرا) اسمعي التاجر اللئيم ده عمل لا بوكي شنو ؟
الفتاة : لسع مضايقو في البيت وقال مبالغ كبيرة
عثمان : والله زول زي ده يهودي ما زيه , وهو قايلنا ما عارفين أنو بيتلاعب في سكر التموين , الزول ده ليه يوم
الفتاة : أوعك تبلغ عنه , أنت داير ناس الحلة يقولوا علينا شنو؟
عثمان: يا عزيزتي المجاملات إلفي ضرر الناس دى ما بتنفع
الفتاة : خليك منه حسع أنت زول خريج قانون حستشتغل في الخرطوم ويكون عندك مستقبل . مالك ومال القرية الميتة دى.
(( يسمع صوت القطار ويقترب فيودع فتاته ويركب القطار ويلوحا لبعض ثم يتحرك القطار ))
"2"
الزمان : صباح
المكان: غرفة نوم فخمة .
المنظر: فتاة تجلس أمام المرآة بملابس التخرج , والدتها تصفف لها شعرها , يدخل والدها ثائراً وهو يشخط ويلقي بحقيبته على السرير ويرتمي على الكرسي وعيناه يتطاير منهما الشرر .
الوالدة : (( تقترب منه وتضع يدها على عنقه برقة)) مالك يا عبد المجيد في شنو
عبد المجيد يرفع رأسه : الزول الجابو ألينا جديد ده
الوالدة: ما لو ده كمان ده ثاني ؟
الوالد: ده ما صدق أنو عينوه جديد داير يعلمني الشغل , وأنا شغال في المطار ده 25 سنة بعمره.
الابنة: أسمو منو يا أبوي ؟
عبد المجيد: أسمة الزين يعقوب – خريج معهد تجاري .
الابنة: لكن يا بوي زول زي ده يعينوه هنا كيف ؟
عبد المجيد : قالوا جايب ليهو توصية من شخصية كبيرة يمكن تكون وزير , هسع أنت خلينا من الشغل – انعل ايو الشغل ذاتو – مستعدين علشان أوديكم الجامعة عشان المواعيد قربت
(( تنهض الفتاة ووالداتها وينهض عبد المجيد ويخرجوا من الحجرة ويغلقوا الباب
"3"
الزمان: صباح
المكان: منزل في حي شعبي
المنظر: أحمد مرتديا لبس التخرج – والداه يجلسان على عنقريب يرشقان الشاي هما ينظران إليه في أعجاب بينما شقيقه تمسح له حذاءه – ينهض أحمد وتنهض أخته وهي تضع يدها على عنقه.
أحمد: يا سلام عليك يا أبتسام يا أحسن أخت في الدنيا الواحد ما كان عارف من غيرك يعمل شنو
ابتسام : لازم تمشي الجامعة نظيف عشان يمكن تجيب ليك عروسة معاك .
الوالدة: يابت الله يقطع لسانك , أمال بت اختي أنا خاتاها لمنوء
الوالد: هوى يا حاجة , أعملي حسابك انا شايفه يناسب فاطمة بت عبدالله أخوي
(( يحدث لفظ ونقاش حاد))
أحمد: ياجماعة روقوا شوية , الواحد دابو يتخرج دابر ليه 5 سنوات , لف عشان يتعين و 10 سنوات عشان يكون نفسه و 5 سنوات عشان يقكر في الزواج وبعد ذلك إحتمال ما يلقي الفتاة المناسبة لانو يكون فات في الفوات .
( يضحك الجميع – وينحني أحمد ويحمل حقيبته ويودع الجميع و عند الباب تصيح ابتسام ))
ابتسام: أحمد انا دايره امشى معاك حفل التخرج ) –
(( تقول ذلك وتدخل في أحدى الحجرات وتخرج لابسة ثوب ويكون لا مفر من خروجها معه فيخرجا ويلوحا لوالديهما على الباب))
"4"
الزمان : نهار
المكان : داخل بص سفري (( مدني , الخرطوم )
المنظر: خالد يقرأ خطاب (( يقرأ الخطاب بصوت كاتبه)):
أبن الخالة العزيز \ خالد
تحية المحبة والإخلاص
أسعدني جداً نبا تخرجك وكنت أتمنى احضر معك حفل التخرج ونحي ذكرى أيامنا ديك لما كنت بجيبك في الجامعة , تصور أمس اضربنا في المدرسة عشان ما كان في رغيف .
وكان العبد الله طبعاً زعيم المظاهرة ومشينا هتفنا جنب بيت الحاكم – المهم قفلوا المدرسة واعتقلوا بعض الطلاب وبرضوا حصلت بعض الاشتباكات بين الطلاب والبوليس غابتو ربك ستر ما زول مات وأخيرا أقول ليك مع السلامة , وإلى اللقاء في درب النضال
إبن خالتك عصام الدين ابو اليزيد
الصورة المصاحبة للخطاب :
شاب في الثانوي العالي يخط في رسالة : راسه مربوط وبه بقع دم ويده مربوطة إلى عنقه وهو جالس في سرير مستشفى يكتب , ثم يضع خالد اخيراً الخطاب في جيبه ويسلم للنوم على ازير البص .
لقطة للبص من الخارج وهو منطلق .
"5"
الزمان : نهار
المكان : فيلا من ثلاث ادوار في الخارج بالرياض .
المنظر: يقف طارق بملابس التخرج وهو طالب مسيحي يقف عند الباب امام عربة مرسيدس فخمة
الوالد : كنت عايز أوصلك ياولدي الجامعة لكن زي ما أنت شايف القضية بتاعت المحكمة دي دايرة ليها شك طوالي شد حيلك يا ابني .
(( يقبل الوالد ابنه ويركب العربة وينطلق بها بينما طارق يقف وهو ينظر اليها ...... ينفتح باب المنزل وتخرج والدة طارق وتضع سلسلة بها صليب حول عنقه وتقبله ثم تدخل إلى المنزل .... يتجه طارق نحو عربته و يفتح الباب ويركب و تسير العربة LAND CRSER))
"6"
الزمان : عصر
المكان : ميدان بجامعة الخرطوم ( ميدان كلية القانون ) حفل تخرج
المنظر : لقطة (1)
طلاب القانون جالسون داخل صوان كبير بينما عميد القانون يخطب فيهم ويخبرهم عن القانون وكيف انه سلاح ذو حدين قد ينفع وقد يضر – تتجه الكاميرة إلى جميع الطلاب الجالسون وهم يستمعون وتركز على الأصدقاء الخمسة وهم يجلسون ويبدو عليهم الشرود
لقطة (2)
الطلاب يتفرقون بينما يسير الأصدقاء الخمسة ومعهم ابتسام شقيقة احمد وهم يتناقشون وعند بوابة الجامعة الخارجية يتفرق الأصدقاء
لقطة (3)
مفكرة تتساقط أوراقها دلاله على تعاقب الشهور
"7"
الزمان : صباح
المكان : كافتيريا المتحف القومي
المنظر : طارق وأيمان جالسان – طارق يقلب صحيفة في يده وفجأة تبدو على وجهه علامات الحزن العميق ويقول لإيمان التي كأنت تجلس ساهمة :
طارق : تتذكري يا إيمان أحمد صاحبنا في الشلة ؟ أبو طويلة
إيمان : أيوه – كيف هو زول ؟ مالوه
طارق :أخته ابحاث معاه في التخرج ديك ماتت
يتغير وجه ايمان وتتناول الصحيفة وتقراها ويبدوا عليها التاثر
طارق : ياسلام أحمد كان بيكلمنا عنها طوالي – هسع يكون تعيس جداً
ايمان : لازم نمشي ليهو والعنوان موجود
ينهضا ويتحرك الاثنان إلى الخارج ويركبا عربة طارق .
"8"
الزمان: الغروب
المكان : صيوان لمأتم
المنظر: يجلس عدد كبير من المعزين – عربة طارق تظهر وتقف عن كثب
تدور الكاميرة وتستقر على الأصدقاء الخمسة الذين يجلسون في صمت وأخيرا يقول احمد وعيناه دامعتان :
أحمد : الحقيقة المرحومة ضربت يدها بالقراز وكأنت بتنزف بشدة وبعدين أبوي وامي ودوها الحوادث وهناك مالقوا زول , وبعدين ابوي مش جاب ليهو دكتور من بيتهم وقام الراجل مشكور باللازم ولكن بعد سبعة ايام حصلت ليها مضاعفات خطيرة – رجع بيها الوالدالمستشفى تاني وهناك في الحوادث برضه مالقوا زول وقام الوالد مشي لمكتب الأخصائي وهو رجل ملعون ودق الباب وأبي يقوم يفتح ليهو الباب وأبوي دفر الباب وفتحه ولقي الأخصائي عامل مشغول وبكل بجاحة قال لابوي : امشي اطلع بره ,,,, تتصور طرد ابوي ,,,,,, وبعد داك أختي ماتت نتيجة الإهمال
خالد : لا حول ولا قوة الا بالله ...... والله زول زي ده مفروض يعدم عديل
ايمان : لكن أل بسمع الكلام ده منو ؟
أحمد : وأنتو اخباركم شنو
عثمان : الحقيقة باحمد الي يشوف مصايب الناس تهون عليه مصيبته لكن نحن غارقين في المآسي حتى النخاع
أحمد : في شنو يا عثمان
عثمان : تتصور عندنا تاجر في القرية كده يهودي بس يساوم على أي حاجة – تتذكر البنت زينب القلت ليكم انا هايز اتزوجها ؟ تتصور ازول ده متزوج مرتين وبعد ده ساوم ابوها المديون حتى النخاع في انه يصفي الدين أو يزوجه البت . المشكلة الراجل ده هامل فيها بتاع دين وسبح وصلاة – والشخص ده بيستغل جهل ناس قريتنا ويبيع سكر التموين بتاعهم ويمون قريته بيهو
طارق : علي النعمة ده تاجر البندقة مازيه
ايمان: اما نا فقضيتي مختلفة تماماً .... تتذكر الراجل ال اسمه يعقوب داك ؟ ده راح يتامر على ابوي وخلوه فصلوه فصل تعسفي للصالح العام و هسع قاعد ليك في مكتبه يتجح , وتتصور أبوي من اليوم داك عنده اكتئاب شديد وقاعد في البيت ما بتكلم والليل كله يحوم وما بنوم , لكن الحمد الله اهو نحن عايشين .
خالد : طبعاً ياجماعة زي ناس طارق ديل ما بيكون عندهم مشاكل – ناس مرتاحين (( يبين الامتعاض على وجه طارق ويظر إلى خالد وعتاب ))
طارق : ابداً والله ياجماعة , مافي زول في الدنيا دي يكون ما عنده مشاكل بس بتتفاوت المسالة مرات بتكون مشاكل على خفيف ومرات تكون حادة .... الحقيقة في قاضي من الناس الطوارى أتلح ليك ابوي عديل مستغل مسالة نحن مسيحين وراح مصادر ليك قروش ابوي ال في البنك كلها بتهمة التعامل في الربا والأدهى من ذلك العربية بتاعت أبوي اللي كان بحبها زي أولاده ما خلاها ليهو .
أحمد : ( في سخرية ) هذي أيامك يا مهازل قد عد كلب الصيد في الفرسان
خالد : ياجماعة , أنا عندي فكرة جهنمية – نحن عندنا نماذج سيئة زي دي في المجتمع والقانون ما قاعد يطالها ولا أي حاجة رأيكم شنو نكون محاكم سرية لهؤلاء الأشخاص وتنفذ فيهم العدالة .
ينظر الجميع إلى بعض في دهشة ويمد كل يده ويضعها على يد زملائه.
"9"
الزمان : صباح
المكان : جامعة الخرطوم – مكتب عميد كلية القانون
المنظر : الأصدقاء الخمسة يجلسون مع العميد الي ينظر اليهم بتبسم .
العميد : ياجماعة والله كلامكم ده عين العقل ومنطقي جداً لكن في نفس الوقت خطير جداً ويمكن يعرضك للمساءلة القانونية .
أحمد : فعلا , لكن نحن خلاص قرينا الحكاية دي ومافي مانع نموت وتحيا بلادنا وكل الشعوب الحرة .
ينهض الجميع ويصافحوا العميد ثم ينصرفون
"10"
الزمان : ليل
المكان : امام مستشفى حكومي
المنظر: الاخصائي علاء الدين يخرج من المستشفى ويتجه نحو عربته وهنا يقترب منه طارق الذي يرتدي ( أوفرول ) ويعلق سماعة .
طارق : لو سمحت يادكتور ........... ماشي على الخرطوم
الاخصائي في جلف :- ايوه ( دون ان ينظر اليه
طارق : لو سمحت توصلني معك
يشير الاخصائي بعنجهية له ليركب بالاتجاه الاخر دون ان يتحدث وتحرك بهما العربة .
وعند طريق مظلم ( لقطة داخلية ) :
طارق يخرج قطعة مبللة بمخدر ويضعها على انف الاخصائي الذي يفاجا بها ويغمى عليه
"11"
المنظر : مخزن ضخم ملئ بالصناديق الفارغة ويدخل الأصدقاء الخمسة يرتدون أقنعة على وجوههم ولا تظهر سوى أعينهم – يقتربون من صندوق على منضدة أمام شخص يجلس عليها وهو صامت يرتدي قناع و يحمل كل منهم ورقة , وفي الطرف الأخر من المخزن يرى الأخصائي وهو مقيد على عمود
ايمان : انا شاهد دفاع ياسيادة القاضي عثمان : انا ممثل الاتهام ياسيادة القاضي
خالد : انا ممثل الدفاع ياسيادة القاضي
القاضي : اقرا على المتهم علاء الدين التهمة :
المتهم علاء الدين أنت متهم بانك تسببت في موت المجني عليها ابتسام دفع الله نتيجة للاهمال وهذا تقصير في المسئولية
القاضي : شاهد الاتهام الاول (( يقترب أحمد )
أحمد : نعم ياسيادة القاضي
القاضي :بدون عواطف اشرح لنا تفاصيل الجريمة
احمد: (( يحكي لهم تفاصيل الجريمة كما حدثت – تتحول الكاميرة إلى وجه الدكتور الممتقع ))
القاضي : ممثل الدفاع
خالد : نعم سيادة لقاضي (( يتجه نحو المتهم المقيد على العمود ويقول :- اسمع ياأخينا عندك أي بيانات أو أدلة ممكن تدلي بيها علشان تعين الدفاع
الطبيب بصوت متهدج : ياجماعة احكموا علي بأي حاجة بس المهم يرتاح ضميري أيوه انا معترف باني كنت فعلاً بتعامل مع الناس بعدم مسئولية وما احترمت المهنة .
القاضي : بما ان المتهم قد اقر ضمنا بجريمته وتراجع عنها لاتجد المحكمة مفراً من اطلاق سراحه بعد جلده خمسين جلدة و دفع مبلغ 500 جنيه كتعويض رمزي لاهل المجني عليها ويفتح العيادات الخارجية للعلاج المجاني لمدة اسبوع
الطبيب : ايوه , انا مستعد اعمل الحاجات دي كلها
القاضي: يجب أطلاق سراح المتهم فوراً وغداً يستلم منه المبلغ في نفس المكان الذي اختطفناه منه محكمة وينهض الجميع وينسحب القاضي في الظلام , يقترب طارق من الطبيب ويحل وثاقه
"12"
الزمان : صباح
المكان : غرفة المستشفى
المنظر : صحفيون يتدفقون إلى داخل الحجرة بينما رقد الطبيب علاء الدين على بطنه و قد ظهرت آثار السياط على ظهره وهو يصر على إلا يدلي بأي أقوال للصحفيين
"13"
الزمان : ظهر
المكان : مطار الخرطوم
المنظر : طارق وأيمان ينظران إلى رجل يحمل حقيبة سامسونيت وهو يخرج من أحدى ردهات المطار ويركب عربة فخمة تطارده عربة طارق دون أن يشعر حتى تتوقف أمام منزل فخم بالعمارات ويدخل البيت .
لقطة داخل عربة طارق .
طارق : يا ده الزول يا أيمان متأكدة
أيمان : جداً لأنه لقيت صورته في الجرائد
طارق طيب المحكمة الليلة ونشوف. تتحرك العربة راجعة
"14"
الزمان : ليل
المكان : المخزن المهجور
المنظر: تشكيل المحكمة حيث يجلس القاضي الغامض في الصدارة
القاضي: ممثل الاتهام
أحمد : نعم ياسيادة القاضي
القاضي : اقرا للمتهم التهمة , ( تنتقل الكاميرة إلى العمود الخالي )
خالد: بما أن من المتعذر حضور المتهم فقد قررت المحكمة محاكمته غيابياً بتهمة استغلال النفوذ والإضرار برجل برئ
القاضي: شاهد الاتهام
إيمان : تحكي لهم كيف أن الرجل استعمل جميع الوسائل لتدمير والدها وأخيرا وشى بيه على أساس انه في حزب محظور
ممثل الدفاع ( عثمان ): بما أن الرجل يمتاز بالنذلة فانا لا أجد مبرر للدفاع عنه
القاضي : محكمة
ينهض الجميع
القاضي : بما أن الإسلام قد اقر السن بالسن والعين بالعين فيجب تدبير مكيدة لفصل هذا الرجل من العمل .
ينهض القاضي وينصرف
"15"
الزمان : صباح
المكان: منزل الزبير يعقوب
المنظر: يقف طارق و أيمان قرب عربة طارق , يخرج الرجل المسئول ويركب عربته و ينصرف تقترب أيمان وهي تحمل مظروف في يدها وتضغط على الجرس , يفتح الباب وتعطيهم المظروف , قطع ......... أحمد يتصل تلفونينا بجهة ما .
عربة بوليس تقف أمام منزل الرجل ويدخل رجال الأمن والبوليس إلى المنزل يخرجون وهم يحملون المظروف .
الرجل يجلس على مكتبة في المطار بكل بجاحة ويفتح الباب بقوة ويدخل رجال البوليس فينهار الرجل الذي يسحبه رجال البوليس إلى الخارج .
"16"
الزمان : ليلة مقمرة
المكان : قرية عثمان –نخيل
المنظر : محكمة تحت النخيل – التاجر مقيد على جذع نخلة وتشكيل المحكمة ( بدون أيمان )
القاضي الغامض : ممثل الاتهام
طارق : التاجر متهم يتلاعب في السلع التموينية ويستغل نفوذه
القاضي : شاهد الاتهام
عثمان : يحكي تفاصيل القضية من عدم نزاهة الرجل ( بدون صوت )
القاضي : ممثل الدفاع
احمد : يتجه نحو المتهم المقيد : عندك أي حقيقة عايز تدافع بها عن نفسك ؟
التاجر: ينظر إليه في حذف – صمت
القاضي : افتكر ما عنده حاجة يقولها , محكمة
حكمت المحكمة على المتهم بالجلد 50 جلدة والغرامة ألف جنيه وفي حالة عدم الدفع يحرق دكانه بما فيه كما أن المحكمة قد قررت إيقاف زواجه من زينب وإعفاؤه لجميع الديون المستحقة ونحن نحذر المتهم أن كان حريصاً على حياته أن يتحرى الدقة في تنفيذ كل ما قيل سلفاً وان لا يتصل بأي جهة حكومية محكمة .
"17"
الزمان : صباح
المنظر : عدد من الصبية ورجال القرية يلتفون حول التاجر الذي تمزقت ملابسه من اثر جلد السياط وهو يلتوي – يضحك الصبية فيسب التاجر ويلعن
"18"
الزمان : صباح
المكان : أمام أحدى محاكم الطوارئ
المنظر: خالد وأحمد وطارق ينظرون إلى القاضي الذي يخرج وهو يرتدي قفطان وسط هالة من الجنود ويركب عربية وينطلق .
طارق : الزول ده اختطافه صعب جداً
خالد : أقول ليكم كلام ؟ الزول ده ما داير ليه محاكمة
طارق : كيف يعني ما داير ليه محاكمة " بحده" خلاص ......... أي حاجة أنتهت
خالد : أبدا ... ما تفهمني غلط – بعدين حتعرف اظلام
"19"
الزمان : ليل
المكان : شارع مقفر مظلم
المنظر : عربة تقف في منتصف الشارع يظهر شخصان يرتديان ملابس سوداء ويحملان هراوات يعترضان طريق العربة التي تتوقف وينزل منها القاضي وهو يحمل مسدسه وفي اللحظة التي يصوب فيها المسدس يندفع شخص من خلفه ويحصاره بقطعة حديد على رأسه فيترخ ويسقط على الارض ويضربونه ضربا مبرحاً .
يضع خالد على قميص القاضي ورقة بها التهمة والحكم وممهورة بالمحكمة الشعبية ( يركب الاشباح الثلاثة عربة القاضي الغامضة وتندفع في الطريق نازلين على قارعة الطرق )
"20"
الزمان : صباح
المكان : السوق
المنظر : مجموعات من الناس تتحدث عن المحكمة الشعبية السرية وكيف أنها عادلة وقد تعاطف معها الناس وكيف أن المسئولين قد وجدوا جزاءهم
"21"
الزمان : مساء
المكان : غرفة في المستشفى
المنظر : ضابط التحري يتحدث مع القاضي وفي يده الوريقة وقد تغطي جسد القاضي بالضمادات .
القاضي يتحدث بصعوبة : قلت ليك لم اتمكن من تميزهم , لكنهم كانوا شباب حديثي السن
المتحري : الم يكن هناك شي مميز
القاضي بصعوبة : ابداً , ارجوك ارحمني
المتحري : هل تعرف أن هؤلاء يسمون انفسهم بالمحكمة الشعبية وقد تبنوا مسئوليتهم عدة مرات عن حوادث مضت وهم يشكلون خطر على الامن العام
القاضي : هذه مسئوليتكم أنتم , يجب عليكم اعتقال هؤلاء المخربين باسرع وقت
المتحري : نعم يامولانا , نحن نبذل قصارى جهدنا ولكننا لا نعرف اين تكون ضربتهم القادمة
(( ينصرف المتحري تاركاً القاضي بين وسط الضمادات )
"22"
الزمان : ليل
المكان : المخزن القديم
المنظر: تشكيل المحكمة , رجل مقيد على عامود وهوينظر في رعب إلى المكممين بينما يجلس القاضي الغامض
خالد ممثل الاتهام يتقدم أمام الرجل ): قلت ابو جاتك تعليمات باطلاق النار على المتظاهرين لكن ده ما بيمنع انك تطلق النار في الهواء ساكت .
الضابط قاسم : الحقيقة أنتو ما بتعرفوا القانون العسكري اذ قالوا ليك اضرب يعني تضرب وإذا رفضت ده يعتبر خيانة
خالد : أنت زول سوداني والناس اللي المظاهرة مواطنين وكان ممكن تضحي بمنصبك ده وما تضرب فيهم النار , مش كده
الضابط : يصمت
خالد: يعني أنت بتقر بذنبك انك أطلقت النار وتسببت في وفاة عصام حسن في إحداث يناير 1982م .
قاسم : أنا أنا ياجماعة برئ – أنا بنفذ التعليمات , أنا هسع ضميري أنبني لما عرفت انو في زول مات
خالد: أنت كنت بتتوقع شنو لما تضرب ناس عزل بالرصاص
القاضي : خلاص يا ممثل الاتهام يكفي استجواب المتهم - ممثل الدفاع
أحمد : القضية دي قضية شائكة , أنا بشوف الزول ده ما مذنب لأنه ينفذ تعليمات , بعدين مسالة انو لو ما نفذ التعليمات حيتضرر دي مسألة وارده لأنه أكيد بيعول أسرة عشان كده ارجوا من المحكمة تتوخى العدالة وتصدر عليه حكم مخفف
خالد يصيح معترضاً : لا , لا يمكن الزول ده لازم يعدم – عارفين يعني شنو عشان تاني مافي يطلق النار على المواطنين
القاضي : شنو يا ممثل الاتهام نحن ما قلنا في القانون الزول ما بينفعل – أنت لازم تكون محايد
( يهدا خالد ويجلس )
القاضي : محكمة , رفعت الجلسة لحين صدور الحكم .
(( ينصرف الأصدقاء ويبدو على خالد التشنج الشديد وهو ينظر إلى المتهم في حقد أعمى – لحظات ويجتمع أعضاء المحكمة مرة أخرى )
القاضي : توخياً للعدالة وقياساً للأدلة قد قررت المحكمة .
( وفي تلك الإثناء تكون الكاميرا تنتقل في وجوه أعضاء المحكمة المقنعة ثم إلى المتهم الذي بدا يرتجف من الرعب)
الموقرة الحكم ببراءة المتهم وإطلاق سراحه عند منتصف الليل .
خالد ينهض ثائراً: ما ممكن – دي ما عدالة .
( ينهض الجميع ويهدؤون خالد وينصرفوا ليتها مسوا في أجزاء متفرقة من المخزن – تمر فترة هدوء وتنتقل الكاميرا إلى حيث يرقد خالد فوق كومة خيش وهو يحدق في حقد إلى المتهم وينهض خالد ويتجه نحو دولاب كتب عليه (( خزينة المحكمة الشعبية ) ويفتحه بحذر ويسحب مسدس القاضي ويتجه خلسة إلى حيث يقف المتهم إلى حيث يقف المتهم مقيداً على عامود وهو منكس الرأس مغمض العينين ينتبه المتهم إلى خالد الذي يشير له بالصمت , يخرج خالد المسدس ويصوبه نحو رأس المتهم وهنا يبدو الرعب الشديد على المتهم ولكن سرعان ما ترتجف يد خالد ويسقط يده المسدس في يأس , لكنه يرفعه مرة أخرى ويصوبه إلى فخذي المتهم ويدوي طلقان سكون الليل .
يصرخ المتهم في الم ويسقط المسدس من خالد الذي يجلس على الأرض وهو ينتحب بينما الأصدقاء ويندفعون نحوه وينظرون إلى المتهم الذي كان يتلوى والدم ينزف من فخذه الأيسر بشدة ويندفع عثمان وأحمد نحو المتهم ويحلان وثاقه ويرقداه ويجريان له إسعافات أولية ويكون المتهم قد أغمي عليه من الألم ثم يحملاه إلى عربة طارق وفي تلك الإثناء يكون طارق قد أخذ معه خالد إلى غرفة داخلية ( أظلام ).
"23"
الزمان : صباح
المكان: كافتيريا عامة بحدائق ابريل
المنظر : يجلس الأصدقاء واجمون وهم يناقشون خالد في هدوء
خالد: ياجماعة اعذروني , أنا ضيعت ليكم مجهودكم كلها .
إيمان : أبدا يا خالد , ما تزعل , أصلوا ما في عدالة كاملة غير عدالة السماء شوف نحن صلحنا كثير لكن غلطنا غلطة واحدة ..
خالد أنا الزول ده كنت متعاطف معاه لكن كنت بشعر بان روح عصام بتحن دائما على الانتقام .
طارق : الحمد الله أنت حسع ما كتلتو ودي برضها سلامة كبيرة .
(( وإثناء حوار الأصدقاء ينظر أليهم رجل من مقعد مجاور في تشكك ثم ينهض خلسة ويتحدث مع رجل بوليس يقف أمام عربة نجدة في طريق الإسفلت خارج الكافتيريا ويعود ليجلس وفي تلك الإثناء ينهض خالد ))
خالد: ياجماعة أنا لازم أصلح غلطتي مهما كلفني الأمر , طيب مع السلامة ,,,
وبمجرد خروج خالد من احد الأبواب يحاصر رجال الأمن والبوليس المكان ويلقون القبض على الأصدقاء ويقودنهم وسط تجمع ودهشة لجماهير إلى عربات النجدة بالخارج .
"24"
الزمان: ليل
المكان : المخزن- مقر المحكمة الشعبية
المنظر: خالد يدخل المخزن ويتجه نحو الدولاب ويحمل حقيبة مليئة بالنقود ويستدير مبتعداً , (قطع) خالد إمام منزل متواضع يطرق الباب , تفتح الباب امرأة في مقتبل العمر وينظر خالد من فوق كتفها إلى رجل يجلس على كرسي متحرك يلاعب طفلين (ولد وبنت)
خالد: الحقيقة أنا ما عارف أقول ليك شنو ممكن ادخل
المرآة : أيوه أتفضل
((يدخل خالد ويحيى الرجل الجالس على الكرسي المتحرك يمكن استعمال تكتيك بالمرآة للحصول على لقطات من زوايا متعددة تجمع الثلاثة خالد والزوجة وقاسم ))
خالد: النقيب قاسم , مش كده
المرآة : أيوه أنت بتعرفه
خالد: الحقيقة قرأت قضيته في الجرائد
(( وفي تلك الإثناء يكون قاسم مشغول بملاعبة الأطفال وفي عينيه نظرة حزينة ))
المرآة : تتجه نحو زوجها وتربت على رأسه : الحقيقة لو مشكلته شلل بس معليش , لكن عنده اكتئاب شديد وما يتكلم مع أي زول .
خالد: وكيف حسع ما في أمكانية لعلاجه في الخارج ؟
المرآة : والله قالوا ممكن يتعالج في ألمانيا والحكومة أتعهدت بدفع نصف النفقات والباقي علينا وزى ما أنت شايف الحالة مش ولابد
خالد: النصف الباقي كم يعني
المرآة تنظر إلى خالد في ارتياب : 3 ألف جنيه
خالد : خلاص في الشنطة دي 5 ألف جنيه اعتبريها تبرع مني
المرآة بدهشة : لكن أنت منو
خالد: نسيت أعرفك بنفسي , انأ اسمي خالد – خريج كلية القانون – جامعة الخرطوم – الحقيقة القروش دي نذر بتاع واحد قريبي اسمه عصام مات وجاني في الحلم وقال أجيبها هنا ووصف لي بيتكم ده زي ما هو
المرآة : سبحان الله (( تنظر إلى السماء) أشكرك يأرب
خالد : طيب أنا استأذن ولتمنى لما ارجع تاني ألقاه مشي برجليه من جديد
المرآة : أن شاء الله
(( ينهض خالد ويتجه نحو الباب وينصرف , تعود المرآة وتحمل الحقيبة وتجلس بها قرب زوجها وتنتحب في فرح وهي تبعثر محتوياتها وزوجها ينظر إليها في ذهول نظرات خاوية وهو لازال يداعب طفليه ))
"25"
الزمان : صباح
المكان : أمام المحكمة ( لقطات داخلية للمحكمة)
المنظر: جماهير غفيرة تحيط بالمحكمة وهي تهتف هتافات متعددة , خالد يحرض الجماهير . . . تقتحم الجماهير المحكمة وتطلق سراح الأصدقاء وتحملهم وتخرج في مظاهرة كبيرة حتى تتجمع أمام القصر الحاكم وتهتف ضده يهرب الحاكم وأسرته بطائرة هليوكوبتر وتقتحم الجماهير الثائرة القصر ( لقطات من الأرشيف ) وتحرق القصر .
"26"
الزمان : صباح
المنظر: الأصدقاء الخمسة يعبرون شارع الجامعة إلى داخل الجامعة ولكن في الطريق يلمح خالد الضابط ( قاسم) يسير برجليه مع عرج خفيف ومعه زوجته وطفلاه , يتوقف خالد بغتة وينظر إليهم من الطرف الآخر المقابل للشارع نظرات فرح وفي تلك الإثناء يلتفت أحد الأطفال وينظر إلى خالد ويلوح له , يرد خالد التحية ويترك يده مرفوعة حتى يدخل قاسم وزوجته العربة .
تتحرك العربة وهنا يستدير خالد نحو أصدقاءه الذين ابتعدوا وفي عينيه تغطيهما الدموع....... خلفهم إلى داخل الجامعة .
"27"
الزمن : الصباح
المكان : مكتب عميد كلية القانون
المنظر : الأصدقاء جالسون في حلقة إمام عميدهم الذي كان يتحدث معهم في نبره خطابية :
العميد : والله ده كان مجهود جبار وخطير لكن الحمد الله الواحد قدر يسير العدالة ويأخذ بحق بعض الناس المظلومين وإلى هنا أنتهت مهمتكم وأنتو مشكورين
(( ينهض الجميع ويودعون العميد ويخرجوا وعند الباب يلتفت احمد ويقول:
أحمد: لم تنته مهمتنا يا سيادة العميد وإذا عادوا عدنا
يقول أحمد ذلك ويغلق الباب , يسحب العميد ( القاضي) أحد الإدراج ويخرج قناع ويرتديه وينظر إلى المرآة ويضحك ضحكة مجلجلة
انتهى
"1"
الزمان: نهار
المكان: محطة ام علي بين عطيرة والخرطوم
المنظر : تجول الكاميرة خلال المرتفعات التي تحيط بالقرية وتستقر اخيراً على شخصين يقفان في محطة قطار .
عثمان يقف مع فتاته وهي تحمل أطباق على رأسها قادمة من جهة القرية.
الفتاة: خلاص يا عثمان ماشي التخرج ؟ ألف مبروك والله .
عثمان : ده كله من فضلك أنت (( يمر تاجر على حماره وينظر إليهما شذرا) اسمعي التاجر اللئيم ده عمل لا بوكي شنو ؟
الفتاة : لسع مضايقو في البيت وقال مبالغ كبيرة
عثمان : والله زول زي ده يهودي ما زيه , وهو قايلنا ما عارفين أنو بيتلاعب في سكر التموين , الزول ده ليه يوم
الفتاة : أوعك تبلغ عنه , أنت داير ناس الحلة يقولوا علينا شنو؟
عثمان: يا عزيزتي المجاملات إلفي ضرر الناس دى ما بتنفع
الفتاة : خليك منه حسع أنت زول خريج قانون حستشتغل في الخرطوم ويكون عندك مستقبل . مالك ومال القرية الميتة دى.
(( يسمع صوت القطار ويقترب فيودع فتاته ويركب القطار ويلوحا لبعض ثم يتحرك القطار ))
"2"
الزمان : صباح
المكان: غرفة نوم فخمة .
المنظر: فتاة تجلس أمام المرآة بملابس التخرج , والدتها تصفف لها شعرها , يدخل والدها ثائراً وهو يشخط ويلقي بحقيبته على السرير ويرتمي على الكرسي وعيناه يتطاير منهما الشرر .
الوالدة : (( تقترب منه وتضع يدها على عنقه برقة)) مالك يا عبد المجيد في شنو
عبد المجيد يرفع رأسه : الزول الجابو ألينا جديد ده
الوالدة: ما لو ده كمان ده ثاني ؟
الوالد: ده ما صدق أنو عينوه جديد داير يعلمني الشغل , وأنا شغال في المطار ده 25 سنة بعمره.
الابنة: أسمو منو يا أبوي ؟
عبد المجيد: أسمة الزين يعقوب – خريج معهد تجاري .
الابنة: لكن يا بوي زول زي ده يعينوه هنا كيف ؟
عبد المجيد : قالوا جايب ليهو توصية من شخصية كبيرة يمكن تكون وزير , هسع أنت خلينا من الشغل – انعل ايو الشغل ذاتو – مستعدين علشان أوديكم الجامعة عشان المواعيد قربت
(( تنهض الفتاة ووالداتها وينهض عبد المجيد ويخرجوا من الحجرة ويغلقوا الباب
"3"
الزمان: صباح
المكان: منزل في حي شعبي
المنظر: أحمد مرتديا لبس التخرج – والداه يجلسان على عنقريب يرشقان الشاي هما ينظران إليه في أعجاب بينما شقيقه تمسح له حذاءه – ينهض أحمد وتنهض أخته وهي تضع يدها على عنقه.
أحمد: يا سلام عليك يا أبتسام يا أحسن أخت في الدنيا الواحد ما كان عارف من غيرك يعمل شنو
ابتسام : لازم تمشي الجامعة نظيف عشان يمكن تجيب ليك عروسة معاك .
الوالدة: يابت الله يقطع لسانك , أمال بت اختي أنا خاتاها لمنوء
الوالد: هوى يا حاجة , أعملي حسابك انا شايفه يناسب فاطمة بت عبدالله أخوي
(( يحدث لفظ ونقاش حاد))
أحمد: ياجماعة روقوا شوية , الواحد دابو يتخرج دابر ليه 5 سنوات , لف عشان يتعين و 10 سنوات عشان يكون نفسه و 5 سنوات عشان يقكر في الزواج وبعد ذلك إحتمال ما يلقي الفتاة المناسبة لانو يكون فات في الفوات .
( يضحك الجميع – وينحني أحمد ويحمل حقيبته ويودع الجميع و عند الباب تصيح ابتسام ))
ابتسام: أحمد انا دايره امشى معاك حفل التخرج ) –
(( تقول ذلك وتدخل في أحدى الحجرات وتخرج لابسة ثوب ويكون لا مفر من خروجها معه فيخرجا ويلوحا لوالديهما على الباب))
"4"
الزمان : نهار
المكان : داخل بص سفري (( مدني , الخرطوم )
المنظر: خالد يقرأ خطاب (( يقرأ الخطاب بصوت كاتبه)):
أبن الخالة العزيز \ خالد
تحية المحبة والإخلاص
أسعدني جداً نبا تخرجك وكنت أتمنى احضر معك حفل التخرج ونحي ذكرى أيامنا ديك لما كنت بجيبك في الجامعة , تصور أمس اضربنا في المدرسة عشان ما كان في رغيف .
وكان العبد الله طبعاً زعيم المظاهرة ومشينا هتفنا جنب بيت الحاكم – المهم قفلوا المدرسة واعتقلوا بعض الطلاب وبرضوا حصلت بعض الاشتباكات بين الطلاب والبوليس غابتو ربك ستر ما زول مات وأخيرا أقول ليك مع السلامة , وإلى اللقاء في درب النضال
إبن خالتك عصام الدين ابو اليزيد
الصورة المصاحبة للخطاب :
شاب في الثانوي العالي يخط في رسالة : راسه مربوط وبه بقع دم ويده مربوطة إلى عنقه وهو جالس في سرير مستشفى يكتب , ثم يضع خالد اخيراً الخطاب في جيبه ويسلم للنوم على ازير البص .
لقطة للبص من الخارج وهو منطلق .
"5"
الزمان : نهار
المكان : فيلا من ثلاث ادوار في الخارج بالرياض .
المنظر: يقف طارق بملابس التخرج وهو طالب مسيحي يقف عند الباب امام عربة مرسيدس فخمة
الوالد : كنت عايز أوصلك ياولدي الجامعة لكن زي ما أنت شايف القضية بتاعت المحكمة دي دايرة ليها شك طوالي شد حيلك يا ابني .
(( يقبل الوالد ابنه ويركب العربة وينطلق بها بينما طارق يقف وهو ينظر اليها ...... ينفتح باب المنزل وتخرج والدة طارق وتضع سلسلة بها صليب حول عنقه وتقبله ثم تدخل إلى المنزل .... يتجه طارق نحو عربته و يفتح الباب ويركب و تسير العربة LAND CRSER))
"6"
الزمان : عصر
المكان : ميدان بجامعة الخرطوم ( ميدان كلية القانون ) حفل تخرج
المنظر : لقطة (1)
طلاب القانون جالسون داخل صوان كبير بينما عميد القانون يخطب فيهم ويخبرهم عن القانون وكيف انه سلاح ذو حدين قد ينفع وقد يضر – تتجه الكاميرة إلى جميع الطلاب الجالسون وهم يستمعون وتركز على الأصدقاء الخمسة وهم يجلسون ويبدو عليهم الشرود
لقطة (2)
الطلاب يتفرقون بينما يسير الأصدقاء الخمسة ومعهم ابتسام شقيقة احمد وهم يتناقشون وعند بوابة الجامعة الخارجية يتفرق الأصدقاء
لقطة (3)
مفكرة تتساقط أوراقها دلاله على تعاقب الشهور
"7"
الزمان : صباح
المكان : كافتيريا المتحف القومي
المنظر : طارق وأيمان جالسان – طارق يقلب صحيفة في يده وفجأة تبدو على وجهه علامات الحزن العميق ويقول لإيمان التي كأنت تجلس ساهمة :
طارق : تتذكري يا إيمان أحمد صاحبنا في الشلة ؟ أبو طويلة
إيمان : أيوه – كيف هو زول ؟ مالوه
طارق :أخته ابحاث معاه في التخرج ديك ماتت
يتغير وجه ايمان وتتناول الصحيفة وتقراها ويبدوا عليها التاثر
طارق : ياسلام أحمد كان بيكلمنا عنها طوالي – هسع يكون تعيس جداً
ايمان : لازم نمشي ليهو والعنوان موجود
ينهضا ويتحرك الاثنان إلى الخارج ويركبا عربة طارق .
"8"
الزمان: الغروب
المكان : صيوان لمأتم
المنظر: يجلس عدد كبير من المعزين – عربة طارق تظهر وتقف عن كثب
تدور الكاميرة وتستقر على الأصدقاء الخمسة الذين يجلسون في صمت وأخيرا يقول احمد وعيناه دامعتان :
أحمد : الحقيقة المرحومة ضربت يدها بالقراز وكأنت بتنزف بشدة وبعدين أبوي وامي ودوها الحوادث وهناك مالقوا زول , وبعدين ابوي مش جاب ليهو دكتور من بيتهم وقام الراجل مشكور باللازم ولكن بعد سبعة ايام حصلت ليها مضاعفات خطيرة – رجع بيها الوالدالمستشفى تاني وهناك في الحوادث برضه مالقوا زول وقام الوالد مشي لمكتب الأخصائي وهو رجل ملعون ودق الباب وأبي يقوم يفتح ليهو الباب وأبوي دفر الباب وفتحه ولقي الأخصائي عامل مشغول وبكل بجاحة قال لابوي : امشي اطلع بره ,,,, تتصور طرد ابوي ,,,,,, وبعد داك أختي ماتت نتيجة الإهمال
خالد : لا حول ولا قوة الا بالله ...... والله زول زي ده مفروض يعدم عديل
ايمان : لكن أل بسمع الكلام ده منو ؟
أحمد : وأنتو اخباركم شنو
عثمان : الحقيقة باحمد الي يشوف مصايب الناس تهون عليه مصيبته لكن نحن غارقين في المآسي حتى النخاع
أحمد : في شنو يا عثمان
عثمان : تتصور عندنا تاجر في القرية كده يهودي بس يساوم على أي حاجة – تتذكر البنت زينب القلت ليكم انا هايز اتزوجها ؟ تتصور ازول ده متزوج مرتين وبعد ده ساوم ابوها المديون حتى النخاع في انه يصفي الدين أو يزوجه البت . المشكلة الراجل ده هامل فيها بتاع دين وسبح وصلاة – والشخص ده بيستغل جهل ناس قريتنا ويبيع سكر التموين بتاعهم ويمون قريته بيهو
طارق : علي النعمة ده تاجر البندقة مازيه
ايمان: اما نا فقضيتي مختلفة تماماً .... تتذكر الراجل ال اسمه يعقوب داك ؟ ده راح يتامر على ابوي وخلوه فصلوه فصل تعسفي للصالح العام و هسع قاعد ليك في مكتبه يتجح , وتتصور أبوي من اليوم داك عنده اكتئاب شديد وقاعد في البيت ما بتكلم والليل كله يحوم وما بنوم , لكن الحمد الله اهو نحن عايشين .
خالد : طبعاً ياجماعة زي ناس طارق ديل ما بيكون عندهم مشاكل – ناس مرتاحين (( يبين الامتعاض على وجه طارق ويظر إلى خالد وعتاب ))
طارق : ابداً والله ياجماعة , مافي زول في الدنيا دي يكون ما عنده مشاكل بس بتتفاوت المسالة مرات بتكون مشاكل على خفيف ومرات تكون حادة .... الحقيقة في قاضي من الناس الطوارى أتلح ليك ابوي عديل مستغل مسالة نحن مسيحين وراح مصادر ليك قروش ابوي ال في البنك كلها بتهمة التعامل في الربا والأدهى من ذلك العربية بتاعت أبوي اللي كان بحبها زي أولاده ما خلاها ليهو .
أحمد : ( في سخرية ) هذي أيامك يا مهازل قد عد كلب الصيد في الفرسان
خالد : ياجماعة , أنا عندي فكرة جهنمية – نحن عندنا نماذج سيئة زي دي في المجتمع والقانون ما قاعد يطالها ولا أي حاجة رأيكم شنو نكون محاكم سرية لهؤلاء الأشخاص وتنفذ فيهم العدالة .
ينظر الجميع إلى بعض في دهشة ويمد كل يده ويضعها على يد زملائه.
"9"
الزمان : صباح
المكان : جامعة الخرطوم – مكتب عميد كلية القانون
المنظر : الأصدقاء الخمسة يجلسون مع العميد الي ينظر اليهم بتبسم .
العميد : ياجماعة والله كلامكم ده عين العقل ومنطقي جداً لكن في نفس الوقت خطير جداً ويمكن يعرضك للمساءلة القانونية .
أحمد : فعلا , لكن نحن خلاص قرينا الحكاية دي ومافي مانع نموت وتحيا بلادنا وكل الشعوب الحرة .
ينهض الجميع ويصافحوا العميد ثم ينصرفون
"10"
الزمان : ليل
المكان : امام مستشفى حكومي
المنظر: الاخصائي علاء الدين يخرج من المستشفى ويتجه نحو عربته وهنا يقترب منه طارق الذي يرتدي ( أوفرول ) ويعلق سماعة .
طارق : لو سمحت يادكتور ........... ماشي على الخرطوم
الاخصائي في جلف :- ايوه ( دون ان ينظر اليه
طارق : لو سمحت توصلني معك
يشير الاخصائي بعنجهية له ليركب بالاتجاه الاخر دون ان يتحدث وتحرك بهما العربة .
وعند طريق مظلم ( لقطة داخلية ) :
طارق يخرج قطعة مبللة بمخدر ويضعها على انف الاخصائي الذي يفاجا بها ويغمى عليه
"11"
المنظر : مخزن ضخم ملئ بالصناديق الفارغة ويدخل الأصدقاء الخمسة يرتدون أقنعة على وجوههم ولا تظهر سوى أعينهم – يقتربون من صندوق على منضدة أمام شخص يجلس عليها وهو صامت يرتدي قناع و يحمل كل منهم ورقة , وفي الطرف الأخر من المخزن يرى الأخصائي وهو مقيد على عمود
ايمان : انا شاهد دفاع ياسيادة القاضي عثمان : انا ممثل الاتهام ياسيادة القاضي
خالد : انا ممثل الدفاع ياسيادة القاضي
القاضي : اقرا على المتهم علاء الدين التهمة :
المتهم علاء الدين أنت متهم بانك تسببت في موت المجني عليها ابتسام دفع الله نتيجة للاهمال وهذا تقصير في المسئولية
القاضي : شاهد الاتهام الاول (( يقترب أحمد )
أحمد : نعم ياسيادة القاضي
القاضي :بدون عواطف اشرح لنا تفاصيل الجريمة
احمد: (( يحكي لهم تفاصيل الجريمة كما حدثت – تتحول الكاميرة إلى وجه الدكتور الممتقع ))
القاضي : ممثل الدفاع
خالد : نعم سيادة لقاضي (( يتجه نحو المتهم المقيد على العمود ويقول :- اسمع ياأخينا عندك أي بيانات أو أدلة ممكن تدلي بيها علشان تعين الدفاع
الطبيب بصوت متهدج : ياجماعة احكموا علي بأي حاجة بس المهم يرتاح ضميري أيوه انا معترف باني كنت فعلاً بتعامل مع الناس بعدم مسئولية وما احترمت المهنة .
القاضي : بما ان المتهم قد اقر ضمنا بجريمته وتراجع عنها لاتجد المحكمة مفراً من اطلاق سراحه بعد جلده خمسين جلدة و دفع مبلغ 500 جنيه كتعويض رمزي لاهل المجني عليها ويفتح العيادات الخارجية للعلاج المجاني لمدة اسبوع
الطبيب : ايوه , انا مستعد اعمل الحاجات دي كلها
القاضي: يجب أطلاق سراح المتهم فوراً وغداً يستلم منه المبلغ في نفس المكان الذي اختطفناه منه محكمة وينهض الجميع وينسحب القاضي في الظلام , يقترب طارق من الطبيب ويحل وثاقه
"12"
الزمان : صباح
المكان : غرفة المستشفى
المنظر : صحفيون يتدفقون إلى داخل الحجرة بينما رقد الطبيب علاء الدين على بطنه و قد ظهرت آثار السياط على ظهره وهو يصر على إلا يدلي بأي أقوال للصحفيين
"13"
الزمان : ظهر
المكان : مطار الخرطوم
المنظر : طارق وأيمان ينظران إلى رجل يحمل حقيبة سامسونيت وهو يخرج من أحدى ردهات المطار ويركب عربة فخمة تطارده عربة طارق دون أن يشعر حتى تتوقف أمام منزل فخم بالعمارات ويدخل البيت .
لقطة داخل عربة طارق .
طارق : يا ده الزول يا أيمان متأكدة
أيمان : جداً لأنه لقيت صورته في الجرائد
طارق طيب المحكمة الليلة ونشوف. تتحرك العربة راجعة
"14"
الزمان : ليل
المكان : المخزن المهجور
المنظر: تشكيل المحكمة حيث يجلس القاضي الغامض في الصدارة
القاضي: ممثل الاتهام
أحمد : نعم ياسيادة القاضي
القاضي : اقرا للمتهم التهمة , ( تنتقل الكاميرة إلى العمود الخالي )
خالد: بما أن من المتعذر حضور المتهم فقد قررت المحكمة محاكمته غيابياً بتهمة استغلال النفوذ والإضرار برجل برئ
القاضي: شاهد الاتهام
إيمان : تحكي لهم كيف أن الرجل استعمل جميع الوسائل لتدمير والدها وأخيرا وشى بيه على أساس انه في حزب محظور
ممثل الدفاع ( عثمان ): بما أن الرجل يمتاز بالنذلة فانا لا أجد مبرر للدفاع عنه
القاضي : محكمة
ينهض الجميع
القاضي : بما أن الإسلام قد اقر السن بالسن والعين بالعين فيجب تدبير مكيدة لفصل هذا الرجل من العمل .
ينهض القاضي وينصرف
"15"
الزمان : صباح
المكان: منزل الزبير يعقوب
المنظر: يقف طارق و أيمان قرب عربة طارق , يخرج الرجل المسئول ويركب عربته و ينصرف تقترب أيمان وهي تحمل مظروف في يدها وتضغط على الجرس , يفتح الباب وتعطيهم المظروف , قطع ......... أحمد يتصل تلفونينا بجهة ما .
عربة بوليس تقف أمام منزل الرجل ويدخل رجال الأمن والبوليس إلى المنزل يخرجون وهم يحملون المظروف .
الرجل يجلس على مكتبة في المطار بكل بجاحة ويفتح الباب بقوة ويدخل رجال البوليس فينهار الرجل الذي يسحبه رجال البوليس إلى الخارج .
"16"
الزمان : ليلة مقمرة
المكان : قرية عثمان –نخيل
المنظر : محكمة تحت النخيل – التاجر مقيد على جذع نخلة وتشكيل المحكمة ( بدون أيمان )
القاضي الغامض : ممثل الاتهام
طارق : التاجر متهم يتلاعب في السلع التموينية ويستغل نفوذه
القاضي : شاهد الاتهام
عثمان : يحكي تفاصيل القضية من عدم نزاهة الرجل ( بدون صوت )
القاضي : ممثل الدفاع
احمد : يتجه نحو المتهم المقيد : عندك أي حقيقة عايز تدافع بها عن نفسك ؟
التاجر: ينظر إليه في حذف – صمت
القاضي : افتكر ما عنده حاجة يقولها , محكمة
حكمت المحكمة على المتهم بالجلد 50 جلدة والغرامة ألف جنيه وفي حالة عدم الدفع يحرق دكانه بما فيه كما أن المحكمة قد قررت إيقاف زواجه من زينب وإعفاؤه لجميع الديون المستحقة ونحن نحذر المتهم أن كان حريصاً على حياته أن يتحرى الدقة في تنفيذ كل ما قيل سلفاً وان لا يتصل بأي جهة حكومية محكمة .
"17"
الزمان : صباح
المنظر : عدد من الصبية ورجال القرية يلتفون حول التاجر الذي تمزقت ملابسه من اثر جلد السياط وهو يلتوي – يضحك الصبية فيسب التاجر ويلعن
"18"
الزمان : صباح
المكان : أمام أحدى محاكم الطوارئ
المنظر: خالد وأحمد وطارق ينظرون إلى القاضي الذي يخرج وهو يرتدي قفطان وسط هالة من الجنود ويركب عربية وينطلق .
طارق : الزول ده اختطافه صعب جداً
خالد : أقول ليكم كلام ؟ الزول ده ما داير ليه محاكمة
طارق : كيف يعني ما داير ليه محاكمة " بحده" خلاص ......... أي حاجة أنتهت
خالد : أبدا ... ما تفهمني غلط – بعدين حتعرف اظلام
"19"
الزمان : ليل
المكان : شارع مقفر مظلم
المنظر : عربة تقف في منتصف الشارع يظهر شخصان يرتديان ملابس سوداء ويحملان هراوات يعترضان طريق العربة التي تتوقف وينزل منها القاضي وهو يحمل مسدسه وفي اللحظة التي يصوب فيها المسدس يندفع شخص من خلفه ويحصاره بقطعة حديد على رأسه فيترخ ويسقط على الارض ويضربونه ضربا مبرحاً .
يضع خالد على قميص القاضي ورقة بها التهمة والحكم وممهورة بالمحكمة الشعبية ( يركب الاشباح الثلاثة عربة القاضي الغامضة وتندفع في الطريق نازلين على قارعة الطرق )
"20"
الزمان : صباح
المكان : السوق
المنظر : مجموعات من الناس تتحدث عن المحكمة الشعبية السرية وكيف أنها عادلة وقد تعاطف معها الناس وكيف أن المسئولين قد وجدوا جزاءهم
"21"
الزمان : مساء
المكان : غرفة في المستشفى
المنظر : ضابط التحري يتحدث مع القاضي وفي يده الوريقة وقد تغطي جسد القاضي بالضمادات .
القاضي يتحدث بصعوبة : قلت ليك لم اتمكن من تميزهم , لكنهم كانوا شباب حديثي السن
المتحري : الم يكن هناك شي مميز
القاضي بصعوبة : ابداً , ارجوك ارحمني
المتحري : هل تعرف أن هؤلاء يسمون انفسهم بالمحكمة الشعبية وقد تبنوا مسئوليتهم عدة مرات عن حوادث مضت وهم يشكلون خطر على الامن العام
القاضي : هذه مسئوليتكم أنتم , يجب عليكم اعتقال هؤلاء المخربين باسرع وقت
المتحري : نعم يامولانا , نحن نبذل قصارى جهدنا ولكننا لا نعرف اين تكون ضربتهم القادمة
(( ينصرف المتحري تاركاً القاضي بين وسط الضمادات )
"22"
الزمان : ليل
المكان : المخزن القديم
المنظر: تشكيل المحكمة , رجل مقيد على عامود وهوينظر في رعب إلى المكممين بينما يجلس القاضي الغامض
خالد ممثل الاتهام يتقدم أمام الرجل ): قلت ابو جاتك تعليمات باطلاق النار على المتظاهرين لكن ده ما بيمنع انك تطلق النار في الهواء ساكت .
الضابط قاسم : الحقيقة أنتو ما بتعرفوا القانون العسكري اذ قالوا ليك اضرب يعني تضرب وإذا رفضت ده يعتبر خيانة
خالد : أنت زول سوداني والناس اللي المظاهرة مواطنين وكان ممكن تضحي بمنصبك ده وما تضرب فيهم النار , مش كده
الضابط : يصمت
خالد: يعني أنت بتقر بذنبك انك أطلقت النار وتسببت في وفاة عصام حسن في إحداث يناير 1982م .
قاسم : أنا أنا ياجماعة برئ – أنا بنفذ التعليمات , أنا هسع ضميري أنبني لما عرفت انو في زول مات
خالد: أنت كنت بتتوقع شنو لما تضرب ناس عزل بالرصاص
القاضي : خلاص يا ممثل الاتهام يكفي استجواب المتهم - ممثل الدفاع
أحمد : القضية دي قضية شائكة , أنا بشوف الزول ده ما مذنب لأنه ينفذ تعليمات , بعدين مسالة انو لو ما نفذ التعليمات حيتضرر دي مسألة وارده لأنه أكيد بيعول أسرة عشان كده ارجوا من المحكمة تتوخى العدالة وتصدر عليه حكم مخفف
خالد يصيح معترضاً : لا , لا يمكن الزول ده لازم يعدم – عارفين يعني شنو عشان تاني مافي يطلق النار على المواطنين
القاضي : شنو يا ممثل الاتهام نحن ما قلنا في القانون الزول ما بينفعل – أنت لازم تكون محايد
( يهدا خالد ويجلس )
القاضي : محكمة , رفعت الجلسة لحين صدور الحكم .
(( ينصرف الأصدقاء ويبدو على خالد التشنج الشديد وهو ينظر إلى المتهم في حقد أعمى – لحظات ويجتمع أعضاء المحكمة مرة أخرى )
القاضي : توخياً للعدالة وقياساً للأدلة قد قررت المحكمة .
( وفي تلك الإثناء تكون الكاميرا تنتقل في وجوه أعضاء المحكمة المقنعة ثم إلى المتهم الذي بدا يرتجف من الرعب)
الموقرة الحكم ببراءة المتهم وإطلاق سراحه عند منتصف الليل .
خالد ينهض ثائراً: ما ممكن – دي ما عدالة .
( ينهض الجميع ويهدؤون خالد وينصرفوا ليتها مسوا في أجزاء متفرقة من المخزن – تمر فترة هدوء وتنتقل الكاميرا إلى حيث يرقد خالد فوق كومة خيش وهو يحدق في حقد إلى المتهم وينهض خالد ويتجه نحو دولاب كتب عليه (( خزينة المحكمة الشعبية ) ويفتحه بحذر ويسحب مسدس القاضي ويتجه خلسة إلى حيث يقف المتهم إلى حيث يقف المتهم مقيداً على عامود وهو منكس الرأس مغمض العينين ينتبه المتهم إلى خالد الذي يشير له بالصمت , يخرج خالد المسدس ويصوبه نحو رأس المتهم وهنا يبدو الرعب الشديد على المتهم ولكن سرعان ما ترتجف يد خالد ويسقط يده المسدس في يأس , لكنه يرفعه مرة أخرى ويصوبه إلى فخذي المتهم ويدوي طلقان سكون الليل .
يصرخ المتهم في الم ويسقط المسدس من خالد الذي يجلس على الأرض وهو ينتحب بينما الأصدقاء ويندفعون نحوه وينظرون إلى المتهم الذي كان يتلوى والدم ينزف من فخذه الأيسر بشدة ويندفع عثمان وأحمد نحو المتهم ويحلان وثاقه ويرقداه ويجريان له إسعافات أولية ويكون المتهم قد أغمي عليه من الألم ثم يحملاه إلى عربة طارق وفي تلك الإثناء يكون طارق قد أخذ معه خالد إلى غرفة داخلية ( أظلام ).
"23"
الزمان : صباح
المكان: كافتيريا عامة بحدائق ابريل
المنظر : يجلس الأصدقاء واجمون وهم يناقشون خالد في هدوء
خالد: ياجماعة اعذروني , أنا ضيعت ليكم مجهودكم كلها .
إيمان : أبدا يا خالد , ما تزعل , أصلوا ما في عدالة كاملة غير عدالة السماء شوف نحن صلحنا كثير لكن غلطنا غلطة واحدة ..
خالد أنا الزول ده كنت متعاطف معاه لكن كنت بشعر بان روح عصام بتحن دائما على الانتقام .
طارق : الحمد الله أنت حسع ما كتلتو ودي برضها سلامة كبيرة .
(( وإثناء حوار الأصدقاء ينظر أليهم رجل من مقعد مجاور في تشكك ثم ينهض خلسة ويتحدث مع رجل بوليس يقف أمام عربة نجدة في طريق الإسفلت خارج الكافتيريا ويعود ليجلس وفي تلك الإثناء ينهض خالد ))
خالد: ياجماعة أنا لازم أصلح غلطتي مهما كلفني الأمر , طيب مع السلامة ,,,
وبمجرد خروج خالد من احد الأبواب يحاصر رجال الأمن والبوليس المكان ويلقون القبض على الأصدقاء ويقودنهم وسط تجمع ودهشة لجماهير إلى عربات النجدة بالخارج .
"24"
الزمان: ليل
المكان : المخزن- مقر المحكمة الشعبية
المنظر: خالد يدخل المخزن ويتجه نحو الدولاب ويحمل حقيبة مليئة بالنقود ويستدير مبتعداً , (قطع) خالد إمام منزل متواضع يطرق الباب , تفتح الباب امرأة في مقتبل العمر وينظر خالد من فوق كتفها إلى رجل يجلس على كرسي متحرك يلاعب طفلين (ولد وبنت)
خالد: الحقيقة أنا ما عارف أقول ليك شنو ممكن ادخل
المرآة : أيوه أتفضل
((يدخل خالد ويحيى الرجل الجالس على الكرسي المتحرك يمكن استعمال تكتيك بالمرآة للحصول على لقطات من زوايا متعددة تجمع الثلاثة خالد والزوجة وقاسم ))
خالد: النقيب قاسم , مش كده
المرآة : أيوه أنت بتعرفه
خالد: الحقيقة قرأت قضيته في الجرائد
(( وفي تلك الإثناء يكون قاسم مشغول بملاعبة الأطفال وفي عينيه نظرة حزينة ))
المرآة : تتجه نحو زوجها وتربت على رأسه : الحقيقة لو مشكلته شلل بس معليش , لكن عنده اكتئاب شديد وما يتكلم مع أي زول .
خالد: وكيف حسع ما في أمكانية لعلاجه في الخارج ؟
المرآة : والله قالوا ممكن يتعالج في ألمانيا والحكومة أتعهدت بدفع نصف النفقات والباقي علينا وزى ما أنت شايف الحالة مش ولابد
خالد: النصف الباقي كم يعني
المرآة تنظر إلى خالد في ارتياب : 3 ألف جنيه
خالد : خلاص في الشنطة دي 5 ألف جنيه اعتبريها تبرع مني
المرآة بدهشة : لكن أنت منو
خالد: نسيت أعرفك بنفسي , انأ اسمي خالد – خريج كلية القانون – جامعة الخرطوم – الحقيقة القروش دي نذر بتاع واحد قريبي اسمه عصام مات وجاني في الحلم وقال أجيبها هنا ووصف لي بيتكم ده زي ما هو
المرآة : سبحان الله (( تنظر إلى السماء) أشكرك يأرب
خالد : طيب أنا استأذن ولتمنى لما ارجع تاني ألقاه مشي برجليه من جديد
المرآة : أن شاء الله
(( ينهض خالد ويتجه نحو الباب وينصرف , تعود المرآة وتحمل الحقيبة وتجلس بها قرب زوجها وتنتحب في فرح وهي تبعثر محتوياتها وزوجها ينظر إليها في ذهول نظرات خاوية وهو لازال يداعب طفليه ))
"25"
الزمان : صباح
المكان : أمام المحكمة ( لقطات داخلية للمحكمة)
المنظر: جماهير غفيرة تحيط بالمحكمة وهي تهتف هتافات متعددة , خالد يحرض الجماهير . . . تقتحم الجماهير المحكمة وتطلق سراح الأصدقاء وتحملهم وتخرج في مظاهرة كبيرة حتى تتجمع أمام القصر الحاكم وتهتف ضده يهرب الحاكم وأسرته بطائرة هليوكوبتر وتقتحم الجماهير الثائرة القصر ( لقطات من الأرشيف ) وتحرق القصر .
"26"
الزمان : صباح
المنظر: الأصدقاء الخمسة يعبرون شارع الجامعة إلى داخل الجامعة ولكن في الطريق يلمح خالد الضابط ( قاسم) يسير برجليه مع عرج خفيف ومعه زوجته وطفلاه , يتوقف خالد بغتة وينظر إليهم من الطرف الآخر المقابل للشارع نظرات فرح وفي تلك الإثناء يلتفت أحد الأطفال وينظر إلى خالد ويلوح له , يرد خالد التحية ويترك يده مرفوعة حتى يدخل قاسم وزوجته العربة .
تتحرك العربة وهنا يستدير خالد نحو أصدقاءه الذين ابتعدوا وفي عينيه تغطيهما الدموع....... خلفهم إلى داخل الجامعة .
"27"
الزمن : الصباح
المكان : مكتب عميد كلية القانون
المنظر : الأصدقاء جالسون في حلقة إمام عميدهم الذي كان يتحدث معهم في نبره خطابية :
العميد : والله ده كان مجهود جبار وخطير لكن الحمد الله الواحد قدر يسير العدالة ويأخذ بحق بعض الناس المظلومين وإلى هنا أنتهت مهمتكم وأنتو مشكورين
(( ينهض الجميع ويودعون العميد ويخرجوا وعند الباب يلتفت احمد ويقول:
أحمد: لم تنته مهمتنا يا سيادة العميد وإذا عادوا عدنا
يقول أحمد ذلك ويغلق الباب , يسحب العميد ( القاضي) أحد الإدراج ويخرج قناع ويرتديه وينظر إلى المرآة ويضحك ضحكة مجلجلة
انتهى
1982