ويقصد به التفكير المنقول عن الغير وذلك بأن يعتمد الإنسان على تفكير غيره ويسلم بصحته بدلاً من أن يفكر الإنسان بنفسه ويلجأ الإنسان إلى هذه الطريقة في مرحلة التعلم وعندما يشعر الإنسان أنه قد حصل من المعلومات ما يسمح له بالتفكير المستقل فإن إستمراره بعد ذلك في إصطناع أسلوب التفكير النقلي يسبب له أضراراً منها :-1- ضعف الشخصية والإمعية أي اتباع الغير في أحكامهم بدون القدرة على الإستقلال عنهم .2- جمود تفكيره الشخصي لأنه لن يقدر على الإبتكار .3- فقد القدرة على النقد .4- استمرار الأخطاء القديمة خاصة وان ليس هناك ما يضمن صحة تفكير الغير أو حسن نيتهم .يصاب المجتمع الذي يسود فيه هذا الأسلوب من التفكير بالأمعية الثقافية إذ أن أفراده لا يقدرون على التفكير مما يدفعهم إلى الذوبان في غيرهم ، وقد هاجم الإسلام التفكير النقلي ودعا إلى عدم اتباع الآخرين بدافع التقليد ونوازع الضعف قال تعالى ] وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أوَلو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون] (170 البقرة) ، فالأصل تحكيم هدى الخالق واستخدام العقل البشري للتمييز وليس التبعية العمياء تحت ضغوط الشهوات والأهواء قال تعالى ] يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا ءابآءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون] (23 التوبة) . وقد هاجم الإسلام الذين يتبعون الأحبار والرهبان بدون تفكير فقال تعالى ] إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح إبن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون] (31 التوبة) .وينساق الناس للتفكير النقلي للأسباب الآتية :-1- نشأتهم في الصغر معتمدين على تلقي أفكار من هم أكبر منهم .2- تعود احترام أقوال الكبار والثقة في صحة معلوماتهم .3- اعتقادهم أن شهرة بعض الناس أو نجاحهم يرجع إلى صحة أفكارهم .4- قد يعجز الإنسان عن معالجة معضلة فيلجأ إلى غيره لحلها .5- يميل الإنسان إلى التأثير بأفكار الآخرين وتفضيلها على التفكير الذاتي .6- شيوع الفكرة وانتشارها يجعلها بمثابة أمر واقع يوحي بالثقة في صوابها .الخلط بين النجاح في مضمار العلوم وبين الأفكار والمبادئ التي يعتنقها أصحاب ذلك النجاح ، والقاعدة للمسلم أن يطلب العلوم والمعارف من أي وعاء خرجت وقد أغناه الله في الجانب الآخر وهو الجانب الفكري والعقائدي فأوحى إليه بالإسلام كنظام شامل للحياة فهو ثابت في قواعده وأسسه العامة متطور في جزئياته وتفاصيله الفرعية.ويبقى السؤال المحزن : لماذا ننتظر علماء الشرق والغرب يكتشفون دقائق وأسرار الكون والنظريات العلمية ، ثم نأتي بعد ذلك لنبحث لها عن أدلة من القرآن والسنة ، لماذا لا نكون نحن السباقون في كل مجالات الحياة ؟!!
الخميس، 4 سبتمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
نحتاج إلى ثورة لتحرير عقول العقول التي حسبت علينا كواجهة تفكيرية، فهذه هي الوباء.. مدونتك رائعة جدا جدا.. لا زلت في بداية تصفحي وأنا بأنشداد مستمر... أتمنى لكم دوام التوفيق
إرسال تعليق